الأخ الكريم الأستاذ/ طه النعمان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا من المعجبين بما يخطه يراعكم وأن ما تكتبه في عامود إضاءات يجد هوى في نفسي، وينتابني شعور الأمن والأمان من دعوة لصحيفة آخر لحظة الرائعة في الشكل والمضمون.. وخيراً فعلت بعامودكم واسمه الجميل (إضاءات) والذي يضيء وصدق الصحافي والإعلامي الهرم مصطفى أمين، وهو يصف الصحافة مثل العربة ذات الأنوار الكاشفة التي تنير الطريق لصناع القرار. أستاذ/ طه استميحك العذر وأنا أطرق إضاءات لأكثر من مرة أرسل لك صور من فيضان نهر الدندر وحظيرة الدندر الجميلة في فصل الخريف، وهي صور لأول مرة في تاريخ محمية الدندر تصور في الخريف وهي رسالة لوزير السياحة والحياة البرية لانتشال هذه المحمية من الضياع، والسياحة تعد من السلع المهمة في العالم. الأستاذ طه أكرر الإشادة مثنى وثلاث ورباع بإضاءاتك ولك العذر وأنا أعلم أن الأبواب أو الأعمدة الصحفية لا تحتمل الصور. تتجدد البشريات دوماً في محلية الدندر بولاية سنار، خاصة بعد فيضان نهر الدندر والذي بإذن الله سوف تصبح نعمة رغم دمار المنازل، وانقطاع الطرق، وغمر المساحات الزراعية البستانية، ومحصول الذرة والسمسم. سلط الإعلام الضوء على كارثة فيضان نهر الدندر وكان الإعلام المقروء والمرئي والمسموع له القدح المعلا مما أدى لتسابق المنظمات والاتحادات والولايات والخيرين في إرسال القوافل، أيضاً من الأنباء المبشرة اكتمال العمل في محطة كهرباء الدندر الجديدة، وها هي أبراج خطوط الكهرباء تعبر ريفي غرب الدندر، أيضاً من البشريات نجاح الموسم الزراعي هذا العام رغم الفيضان. ومن البشريات تسارع الخطي والجهود من المحلية في تخطيط قرى وأحياء نموذجية جديدة، وتحويل الأسر التي تضررت من جراء الفيضان وهي حل نهائي إلى مواقع آمنة، أيضاً من أكبر البشريات دعم النائب الأول لرئيس الجمهورية لإكمال طريق الدندر سنجهالقضارف، وعدد أربعة كباري وردم الطرق حتى محمية الدندر ومناطق الزراعة الآلية وتواجد الثروة الحيوانية والمناطق السياحية بدعم يفوق 12 مليار. وقد تعرضت محلية الدندر طول تاريخها إلى عدد كبير من الفيضانات واجتاحت عدداً كبيراً من القرى، وأشهر تلك الفيضانات 1946 -1988 - 2003م إلا أن فيضان هذا العام 2012م كان فيضان غير مسبوغ ويعتبر الأعنف والأخطر والأكثر دماراً في المنازل والمزارع، وتفوق الحيوانات وهجرة عدد من الحيوانات البرية من المحمية، وألحق أضراراً بالمواطنين بعد أن تقطعت الطرق، وأدى ذلك لركود في الأسواق خاصة سوق مدينة الدندر، حيث بلغت كمية المياه هذا العام 150 مليون متر مكعب، بينما بلغت في عام 46، 75 مليون متر -على حسب إفادات وزارة الري- عموماً أن الفيضان بإذن الله تحول لنعمة كبيرة لأهل الدندر، ونرسل هذه الصور والكلمات إلى السيد وزير السياحة الاتحادي عبر هذه الإضاءات. أقلتنا طائرة مدير الإدارة العامة للدفاع المدني لمتابعة تدفقات المياه على نهر الدندر، ومتابعة كسورات نهر الرهد، والخيران والتي اندفعت بغزارة على نهر الدندر. الطائرة تقترب مشرعة إطاراتها لمصافحة منطقة قلقو المركز الرئيسي لمحمية الدندر السياحية، ومنظر أشجار الدوم والأكاشيا المتراص على حافتي نهر الدندر وخور قلقو كعقود لؤلؤ تزين جيد عروسة راسمة لوحة رائعة توحي بروعة محمية الدندر وتقترب تدريجياً لتبادلنا أغصان الدوم التحايا وهي تلوح لنا بالترحاب. السيد وزير السياحة أن هذا الصرح السياحي الشامخ المسمى بمحمية الدندر يحتاج لتسليط الضوء عليه وهذه المحمية حكايتها حكاية قال الفنان خليل إسماعيل في جبل مرة أنا أحكي إيه عن إيه أقول انتابتني الحيرة وأنا أنظر من فوق من أين أبدأ، وددت أن يكون الأستاذ والشاعر والأديب سعد الدين إبراهيم في معيتنا ونحن نسمع أغنيته الشهيرة يا هو ده السودان، عزة وإمكان. السيد الوزير السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية راعي مشروع النهضة الزراعية أدخلوا محمية الدندر في هذا المشروع، سوف يعود بعائد كبير للسودان، سفلتة الطرق داخل وخارج المحمية، فقط انتظروا الفائدة خاصة السياحية الخريفية. شكراً نهر الدندر الذي كشف الكثير، شكراً المهندس أحمد عباس والي سنار وأنت بهذه المشاريع سترسم بصمة كبيرة في وجدان أهل الدندر، تضاف إلى بصمات مياه الدالي والمزموم، مشروع البقرن التي عجزت عنه كل الحكومات السابقة حزبية وشمولية. الفيضان نعم خلف الأسى والحزن، أننا لا نبكي على الإطلال فهو يعود بالنفع ولم يقطع الجزور بل مهد الدندر لتصعد هذه الفيافي وتواصل النمو بعد التفات الحكومة الاتحادية لها. إن الدندر ستنهض وتشمخ بإذن الله فكل المقدمات تشير إلى نتائج جيدة. محمد أحمد الكنون الدندر- ولاية سنار