نتكلم عن «المروة» وليس «المروءة» والأولى وهي - بضم الميم- نعني بها اللياقة العامة للجسم ومدى تحمل الانسان للصوم والذي هو مشقة - كثير من الناس خصوصاً الذين يفارقون عتبات «الاربعينات» ويقتربون من العتبات (المقدسة) لا يملون الشكوى هذه الأيام: رمضان السنة دي صعب!! ورمضان حار!! وأكل مافي!! ونشيل و«نكتح» في المويات.. يشكو الناس من رمضان!! ولكنهم ينسون عامل الزمن وقول الشاعر نعيب زماننا.. والعيب فينا وليس لزماننا عيب سوانا!! عبد السلام كمبال ابن عمتنا زينب ولاعب هلال شندي السابق رجل مليح عنده دائماً ما يقوله طازجاً ويبعث على السرور قال لي: إن رجلين من كبار السن جلسا يتذكران أيامهما الخوالي والزراعة في وادي «الهواد» فقال أحدهما وقد قعد عن العمل ولا يستطيع الزراعة: علي أخوي يا حليل الهواد فرد عليه يا حليلنا نحن!! الهواد مالو مو قاعد في محله. ü إذن الصوم هو الصوم!! بذات الطريقة والكيفية التي شرعها الله لنا أسوة بمن سبقونا من الامم والشعوب!! ولكن هل الأجساد هي ذات الأجساد؟ والأجهزة البشرية في الزمان القديم أو الزمان القديم نسبياً مثل السبعينات مثلاً! هي ذات الأجهزة من حيث الكفاءة والعمل؟ وهل المائدة التي كان الناس يأكلونها هي ذات المائدة القادمة مباشرة من الحقول ولم «يطمسها» معمل أو حبة كيمياء!! قاتل الله الكيمياء بكل أنواعها بما فيها كيمياء الاشياء؟!!. لا اعتقد ذلك. نعم يشكو الناس من قلة المروة!! و صعوبة الصيام حتى لو ضرب «الاسبيليت» على رأسك هواء مكيفاً نقياً!! فالحياة إيقاعها تغير!! والغذاء وطريقته وسلامته الصحية كذلك حدث له شبه انقلاب كامل والنتيجة كل هذه الشكوى التي تحسها وتراها هذه الايام!!. ونقصان (المروة) لا يقتصر على الشكوى الشخصية ولكنها تمتد لدولاب العمل ففي هذا الشهو الكريم نجد أن مروة الدولة ايضاً تفتر وحالات الزوغان والهروب من المكاتب في زيادة وتصبح العبارة المشهورة هي سيدة الموقف تعال بعد العيد.. والأسواق كذلك لا تنتعش إلا بعد المويات. وما عدا ذلك فان التاجر الكريم في بلاد السودان إذا سألته شيئاً اثناء شهر رمضان فانه بالكاد يفتح فمه ليرد عليك!! وعيونه لا ينقصها شئ من الغضب والاستنكار الذي لا نعرف كنهه!!. ü وبمناسبة الغضب فأنا اسأل نفسي دائماً لماذا أضحى الناس يثورون ويغضبون لأتفه الاسباب- لماذا أصبح الناس يحملون شحناً من الكراهية والنرفزة والثورة بسبب أو بدون سبب؟ هل يمكن أن يأتي اليوم لنكتب على ظهر البشر من الخلف.. خطر ابتعد عن الانسان مسافة 100 متر!!.