وللعيد مشاهد وأحداث وتفاصيل ليجد المرء فيها نفسه ما بين مندهش ومتحير، ابتداء من شراء الخروف للأضحية وأسباب الغلاء الفاحش انتهاء برحلة البحث عن «ضباح» مروراً باختفاء روح الزيارات والاحتفاء بين الأهل والأصدقاء، والاكتفاء بالرسائل في التواصل، كل هذه الأشياء تداعيات تقف انتباهاً في الذاكرة في يوم العيد، وترسل إشارات للتغييرات الاجتماعية وتبحث عن اجابات للتساؤلات عن هذه المآلات كيف ولماذا؟ رغم الغلاء وارتفاع الأسعار نلاحظ أن معظم السودانيين قد ضحوا هذا العام وحتى رابع أيام العيد لم تنزل أسعار الخراف، فظلت تتراوح ما بين 700-1200 جنيه،. ولكن الجميع تفاجأوا باختفاء الضباحين وندرتهم... آخر لحظة شاهدت العديد من السيارات تجول باحثة عن «ضباح» في أول يوم ،وقال البعض إنهم لا يردون على تليفوناتهم وأنهم مشغولون، والبعض الآخر تحسر على أيام زمان، وكل بيت فيه واحد يعرف «يضبح ويسلخ» الكل يقف في انتظار دوره ليتم ذبح أضحيته ويدفع ما لايقل عن (100) جنيه للضباحين، الذين بدا لهم العيد مثل ليلة القدر هذا العام في أحياء الرياضوالخرطوم 3 والخرطوم 2، بعض المواطنين لجأوا الى الجزارين لذبح وتقطيع وتكسير الأضحية جاهزة في مكان الجزارة، بل انتظروا دورهم وكل منهم يحمل رقماً، وقد وصل الرقم باحدى الجزارات 100 ،، أما التهاني والمعايدة بين الأهل فتلك مشاهدات أخرى احتلت فيها الرسائل النصية مساحات الود والتواصل الإنساني، فجاءت «المسجات» رسولاً الكترونياً باهتاً علي غير عادات السودانيين بينما ظل البعض في وده القديم زيارات أسرية للبيت الكبير، محافظين على العادات والموروث الشعبي للعلاقات الاجتماعية، وما بين هذه المشاهدات والأحداث الأخرى تظل الدعوات والأمنيات سحابة ماطرة فوق كل القلوب، وهاطلة بالعفو والعافية تسمعها في الساحات والشوارع والبيوت، وتراها في العيون وتظل هي الروح الإنسانية الإسلامية بين الناس، رغم صعوبة الحياة ولسان حال الناس... ها قد عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد.