سهيل العبدول شاب إماراتي (إماري) طموح غادر عالم الصحافة مسرعاً رغم أنه مع خطواته الأولى في دربها الشاق الطويل سجل بدايات وملامح نجاح كبير.. ربما إذا استمر لأصبح صحافياً عربياً يُشار إليه بالبنان.. ولكنه كان صاحب أحلام مشروعة في أن يحقق شيئاً مميزاً في أكثر من مجال، لكنه لم يبتعد كثيراً عن دنيا الفن والفنون والإعلام.. وعادت سيرته هذه الأيام تتردد في عدد من الصحف والقنوات الفضائية بعد طلاقه من المطربة اللبنانية ديانا حداد، والذي استمر لأكثر من عقد من الزمان رغم أنه كان محفوفاً بالكثير من المخاطر والصعوبات واحتمالات الفشل.. ولكن يبدو أن حياة ديانا الطويلة في الكويت بعد ولادتها في لبنان قد جعلتها أكثر تفهماً ومعايشة لحياة المجتمعات الخليجية المحافظة.. لقدعرفتُ سهيل العبدول في مستهل عام1990 وفي خواتيم القرن العشرين، عندما انضم شاباً يافعاً جميلاً ذكياً لأسرة مكتب جريدة الاتحاد بالشارقة في مبناها الكائن بعمارة سبينس بشارع الملك فيصل.. وكنا قتها عدداً محدوداً من الصحفيين والمصورين والإداريين من الجنسين، ومن جنسيات عربية شتى، كان سهيل من أوائل الصحافيين الإماراتيين في مكتب الشارقة، وقد سبقه الأستاذ محمد صالح وهو من قدامى الصحافيين الإماراتيين ومن رعيلها الأول.. والأستاذة مريم يوسف وهي أيضاً من القدامى، حيث التحقت بصحيفة الاتحاد عام1969 عقب تخرجها من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والأستاذة حليمة الملا التي تخرجت في كلية الإعلام بجامعة الإمارات.. والشاعرة والصحافية الإماراتية نجوم الغانم.. جاء سهيل إلى الاتحاد دون خبرة مسبقة في العمل الصحفي، وقد تخرج من إحدى الجامعات الأمريكية.. ولكنه تميز بحب المغامرة والجراءة.. وهي من أبرز الصفات التي يتميز بها الصحافي الشاطر عموماً.. وقد تعرفنا على بعض وبدأ معنا خطواته الأولى حيث فضل أن يعمل محرراً اقتصادياً.. وتنازلت له عن عدد كبير من المصادر الاقتصادية التي كنت أعمل معها، وانطلق لصيد أخباره وتقاريره من العديد من الجهات الاقتصادية في الشارقة، وسرعان ماكون علاقات جيدة، وساعده كونه مواطناً من أبناء البلد على كسب صداقات كبار المسؤولين من الاقتصاديين في الشارقة، في الحصول على أخبار مميزة وتحقيق سبق صحفي في أكثر من مرة.. وأحدث تعيين الأخ الصديق عبيد سلطان مديراً لمكتب الشارقة، وقد أصبح رئيساً للتحرير بعد سنوات.. حيث كان سهيل بمثابة مدير للمكتب قبل تعيين عبيد سلطان، وعدم حرص الأخ الأستاذ محمد صالح ليكون مديراً للمكتب.. ولكن كان للطريقة المميزة التي يدير بها عبيد سلطان المكتب سبباً في تنامي علاقات عبيد وسلطان، ونفذا معاً أهم وأكبر عمل صحفي لصحيفة الاتحاد مع بدايات حرب الخليج، حيث تمكنا من تغطية وجود عدد من الجيوش الغربية في المنطقة من اجراء مقابلات وتغطيات متميزة، واستخدما طائرة مروحية لأكثر من مرة لتصوير مواقع محددة خلال حرب الخليج، وتم شراء هذه الصور من عدد من وكالات الأنباء العالمية، مما عزز من مكانة صحيفة الاتحاد في تلك الفترة، ونجح الدكتور عبد الله النويس وكيل وزارة الإعلام والثقافة ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد في تسويق الاتحاد عربياً ودولياً بعد هذه النجاحات.. ورغم ما حققه الأستاذ سهيل العبدول من نجاح إلا إنه كان متمرداً على أسلوب حياته التي يراها مملة، ولا تحقق طموحاته التي لم يكن يفصح عنها بشكل مباشر.. قرر سهيل أن ينتج فيلماً إماراتياً ليكون الأول على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد ساعده أخوه المخرج التلفزيوني علي العبدول الذي درس الاخراج في روسيا في تحقيق تلك الرغبة الجادة، حيث عملا معاً وبتعاون رائع في تحقيق هذا الحلم الجميل، وقدما معا فيلم عابر سبيل ليكون أول فيلم إماراتي، وقدما عرضه الأول في بيت سعيد المكتوم في دبي، وهو أحد المتاحف الجميلة والموحية في دبي.. وكان كاتب السيناريو الزميل عارف.... بوكالة الإمارات للأنباء بمكتبها في الشارقة.. وقد غضب عارف غضباً شديداً عندما لم يجد اسمه في بوستر دعاية الفيلم، وكاد أن يشكو سهيل للقضاء، ولكن قمنا بتكوين لجنة للصلح وإصلاح الضرر، وتجاوزنا تلك المشكلة، حيث وجد عارف اسمه ضمن المشاركين في العمل ككاتب سيناريو.. وقد حقق الفيلم نجاحاً طيباً ووجد حظوظه في المشاركة خارج الإمارات في العديد من المهرجانات.. ولكن لم يصبر سهيل على السينما وسرعان ما أتجه إلى عالم الفن، والتسجيلات الفنية، وأصبح مخرجاً وانتج العديد من الكليبلات الغنائية، ثم فوجئنا بزواجه من المطربة اللبنانية ديانا جوزيف فؤاد حداد في عام 1995التي اعتنقت الإسلام على يد زوجها سهيل العبدول وانجبت له ابنتين صوفي وميرا أو منى، واحتكر سهيل العبدول الإخراج لغالبية أغنيات زوجته ديانا، حيث أخرج لها أكثر من ثلاثين كليباً غنائياً.. ثم كونا قناة النجوم الفضائية.. وقد صرحت ديانا حداد عقب انفصالها عن سهيل إنها تريد أن تتعاون مع مخرجين آخرين، ولكن أكدت أنها باقية على إسلامها، وأنها أسلمت عن اقتناع بالدين الإسلامي.. ترى ماهي مفاجأة سهيل القادمة.. هل سيغادر عالم الفن والإنتاج الغنائي إلى محطة أخرى، وغالباً لن يعود للصحافة حيث إن العين لا تعلو على الحاجب..!