تظل الأماكن التاريخية بأجزاء الوطن العزيز من أبرز النفائس التي يتزود بها المؤرخون في رحلة العودة إلى الجذور وكتابة التاريخ وتوثيق الحقائق التي تعني بالناس والتراب والأرض، وقد عُرفت عبر التاريخ بالأحداث المفصلية في تاريخ السودان منها كرري وبيت الخليفة والطابية التاريخية التي كان يحتمي بها الجنود على شاطئ النيل الخالد. وفي هذه المساحة توثق «آخرلحظة» ملامح منطقة الحتانة التاريخية بأمدرمان في رصد دقيق بالصورة تبرز أهم المعالم المتمثلة في الطوابي بأشكالها المختلفة ومحطة مياه المنارة التي تعد أكبر محطة مياه تغذي أمدرمان بمياه الشرب إلى جانب كبري الحتانة وشهادات أخرى عن الناس والأرض. تكونت الحتانة قبل المهدية وكان يسكنها الفونج والعنج.. تقول الحقائق التاريخية إن منطقة الحتانة التي تقع حالياً شمال أمدرمان وجنوب الواحة، تكونت قبل المهدية وكان سكانها من الفونج والعنج الذين يمتازون بالطول الفارع جداً، وعندما انعدمت هذه القبائل أصبح سكانها من المسلمية بزعامة الشيخ طامع وابنه الصادق وهم المؤسسون لهذه المنطقة بجانب قبائل العركيين والفرحين والحمر والمحس. احترف سكانها الأوائل تجارة الحطب وهذه أسباب التسمية بالحتانة.. كانت الحتانة عبارة عن قرية صغيرة غير أنها تم تقسيمها إلى مربعات سكنية يحيط النيل بجانبها الشرقي، غير أنها تتبادل المصالح في جميع مربعاتها السكنية بمحلية كرري. وكانت التسمية بالحتانة منسوبة إلى مجموعة أفراد يُدعى زعيم أسرتهم «حتان» أو حته، وقد احترف سكانها الأوائل تجارة الحطب الذي يبيعونه وسط المدن الكبري بجانب بيع اللبن ومنتجاته من الجبنة والسمن، أما الآن فأصبحت مثل المدن الكبرى.. مدينة مكتملة المصالح الحكومية والمراكز الصحية والأندية ورياض الأطفال. ومن أبرز الذين ساهموا في إدخال الخدمات بالمنطقة الأستاذ جعفر حمد حيث قام بإدخال الإضاءة، فيما ساهم أحمد حسن في إدخال المياه. ويعد الحاج مصطفى بابكر الصادق صاحب أول بوكس يدخل الحتانة، فيما أصبح حاج إبراهيم عبدالله أول إمام للمسجد. وعرفت منطقة الحتانة الزراعية بزراعة الجرجير والبصل والطماطم والرجلة بمنطقة الجروف. ومن معالمها الحديثة كبري الحتانة «المنارة» الذي يربطها بالحلفايا وغرب أمدرمان وشرق النيل ببحري، وتعد المنطقة قابلة للتأهيل لتصبح من أبرز المناطق السياحية المطلة على النيل، وعرفت عبر تاريخها الفني بالعديد من المبدعين منهم الفنان الأمين عبدالغفار وثنائي الحتانة، ويؤكد الشيخ ابن عوف عبدالله أن هنالك تنوعاً وتكافلاً بين مواطني المنطقة الذين يشكلون النسيج الاجتماعي.