من الجو بدت كنانة خضراء، وفي الأرض كانت كذلك. في هذا الصباح، من يوم أمس الأول حافظت كنانة على تقاليدها في يوم افتتاح الموسم، الذي يسجل الآن الرقم «34» بدأ البرنامج بختمة الصباح التي يتلوها تلاميذ الأساس في كنانة بلباسهم الأخضر الذي يشبه المنطقة التي ينتمون إليها، جلس معم مشايخهم في وقار.. الحضور رددوا الدعاء بأن يبارك الله في كنانة وفي قيادتها وأن يحفظ الوطن. بعد ذلك ذهب الناس لمقر الافتتاح وهم ينحرون الذبائح، تحدث السيد محمد المرضي العضو المنتدب معلناً افتتاح الموسم، وقال إن بداية الموسم تعني بداية موسم من الصناعات وتدفق نشاط إنتاج الإيثانول والأعلاف والصناعات الهندسية والصناعات الغذائية إضافة لصناعة السكر، وقال المرضي نستبشر هذا العام وخصوصاً هناك إعداد جيد في الحقول ونعتبر هذا اليوم انطلاقة لصناعة السكر في السودان والعاملون على أهبة الاستعداد للموسم وهم على عزم وعزيمة لتحقيق أهداف الموسم والذي سيكون مبشراً في كل جوانبه والإنتاج هو رد حقيقي على كل اعتداء، وقدم العضو المنتدب شكره لكل الذين ساهموا معهم، وأشار لبنك السودان والمالية والجمارك وقال إن هذا الجهد ليس إنفرادياً. وتحدث الأستاذ يوسف الشنبلي والي النيل الأبيض وأشاد بنجاح كنانة في تولى قيادة إنتاج السكر في السودان وإسهامها الجاد في هذه السلعة برضى تام من أهالي بحر أبيض، وأكد أهمية مثل هذه الصناعات الكبرى في مثل هذه الظروف والسودان محاصر وهي تحملت مسؤوليتها في سد فجوة كبيرة. وقال إن هذا الأمر مصدر فخر لنا ولابد أن أسوق التهنئة بأن يبدأ الصباح الباكر بتلاوة القرآن الكريم وأن نبدأ عملنا بسم الله الرحمن الرحيم وبالقرآن الكريم وهو حرز عظيم لنا، بعد ذلك بدأ اليوم الأول بإدخال شحنات القصب لداخل المصنع وبدأت الماكينات تدور وسط حركة دؤوبة ونشطة. حضور الافتتاح، والذي كان على رأسه الوالي وعدد من المعتمدين والمسؤولين ووكيل وزارة المالية الاتحادية وسفير ماليزيا بالخرطوم وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، قاموا بجولة واسعة شملت زيارة معرض المنتجات.. ويعكس المعرض التطور الذي يتم كل عام حيث تم هذا العام ولأول مرة إنتاج سلالات سودانية كاملة من القصب وإدخال محصول الكسافا قبل عام وأعطى نتائج ممتازة وسيتم إدخاله كوقود حيوي في العام 2020 ويستفاد منه في تخصيب الأرض وكعلف حيواني.. ويضم المعرض أبحاث فول الصويا وهذا ما رآه الوفد لاحقاً في الحقل، حيث بدأت زراعة فول الصويا بأحدث التقنيات الحديثة ويستفاد منها أيضاً كوقود حيوي وتخصيب الأرض وكعلف حيواني.. وضم المعرض عينات من إنتاج كنانة النباتي من خضروات وفواكه، والحيواني كالألبان ومشتقاتها. في يوم افتتاح الموسم تم أيضاً الوقوف على اكتمال تأهيل محطة مياه شرب لثلاث قرى محيطة بالمشروع وهي قرى فنقوقة وأم دبكر وتنتج 700 متر مكعب بفائض قدره 400 متر مكعب. كما وقف الوفد على اكتمال خط الضغط العالي المزدوج محطة كهرباء أم باكر كنانة وتقوم فلسفته على الربط مع الخط القومي والتبادل المزدوج للكهرباء الفائضة بين الجانبين في حالة الطواريء. أيضاً وقف الوفد على اكتمال توسعة محطة تنقية المياه الرئيسية بالموقع وافتتاح محطة تنقية المياه الجديدة (المدينة السكنية للورش المركزية) وتم بناء كل هذه المحطات بمواصفات عالمية وبخبرة سودانية وبتكنولوجيا سهلة ومتقدمة.ويقول صلاح إبراهيم القيادي النقابي بكنانة وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد عمال بورتسودان إن المشروع مثّل بسنواته الممتدة علامة نجاح بارزة وتميز بتحقيقه للرضا الوظيفي للعاملين والمحافظة على أسس الإنتاج واستمرار عملية التطوير والتحديث التي تستهدف إحداث النهضة الشاملة وإعطاء النموذج الناجح لشراكة الاستثمار العربي الزراعي والصناعي في السودان. واحدة من المحطات المهمة زيارة قرية أم جديان بولاية سنار والتي تقع خارج المشروع وفي «جواره»، حيث تم افتتاح مركز صحي أم جديان.. المتحدث باسم القرية طلب أن تقوم كنانة بمدهم بالماء الصحي وخدمات الكهرباء ودعم المدرسة الثانوية والمسجد الكبير، وأشاد بعلاقات الجوار مع كنانة، وقال إنها تؤسس لعلاقة بين كنانة والمجتمع من حولها. السيد محمد المرضي العضو المنتدب أكد أن كنانة حريصة على تركيز خدماتها للجيران إضافة لبعدها القومي، حيث تساهم في دعم الكثير من المشروعات القومية، وقال إنهم يقومون بالتنسيق مع الولايات، وأعلن عن تبرعه بمبلغ 50 مليون جنيه لإكمال البنيات الأساسية للمركز الصحي وتوفير ثلاجة للأدوية ومد القرية بالمياه الصحية والنظيفة. وتحدث معتمد محلية سنار مشيراً لما قدمته كنانة للمنطقة ووعد المواطنين بتنفيذ مطالبهم وقال إنها تأتي في إطار برنامج الرئيس البشير الانتخابي. وببداية هذا الموسم تكون كنانة قد استعدت لطحن 7.3 مليون طن من القصب، حيث يتوقع إنتاج 370 ألف طن خام مستورد بجملة 200 ألف طن سكر لإنتاج 180 ألف طن سكر أبيض و5 ألف طن عسل قصب ليصل جملة إنتاج السكر المتوقع من وحدة السكر 550 ألف طن سكر أبيض، وسيتم اليوم بداية تشغيل وحدة الإيثانول لإنتاج 50 مليون لتر من الإيثانول بزيادة 14 مليون لتر عن الموسم الماضي، ويتم أيضاً تشغيل وحدة الأعلاف لإنتاج 80 ألف طن.ونجحت كنانة في رفع القيمة المضافة بإدخال الحيوان في الدورة الزراعية وبدأت عمليات الإنتاج بوحدة المزرعة الإنتاجية مطلع أكتوبر الماضي ويهدف موسم 2012 - 2013 ) إلى إنتاج 2مليون و800 إلف لتر من الألبان كجم ومليون و440 إلف كجم من اللحوم و840 إلف كجم من إنتاج الدواجن و150 إلف وحدة لنباتات الزينة والفاكهة وزراعة 200 فدان من أشجار الكافور وإنتاج مليون و500 متر من الأخشاب كما تجرى عمليات تنفيذ التوسعة بمزرعة الدواجن لترتفع إلى أربع ملايين كجم في العام ورفع مساحة الغابات التجارية إلى مليون و500 فدان. وتهدف الشركة لإكمال استثماراتها الجديدة في شركة سكر الرديس ومصفاة كنانة بالبحر الأحمر ومحطة كنانة للصادرات الزراعية ببورتسودان ومصنع مواد التعبئة في الكوة وإنتاج الأسماك في كنانة.