تشهد الخرطوم في الثامن عشر من الشهر الجاري فعاليات المؤتمر العالمي للتضامن مع السودان ضد العدوان الاسرائلي، بعد أن اكتملت الاستعدادات من قبل المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان التي تقيم المؤتمر بالتعاون مع الشبكة الدولية للحقوق والتنمية بجنيف وآلية التضامن الافريقي باديس ابابا.. ويقوم هذا المؤتمر للتضامن مع السودان ضد العدوان الاسرائلي على مصنع اليرموك، وأبدي عدد كبير من ممثلي المنظمات الدولية والاقليمية والناشطين في مجالات الحقوق والمناصرة والسلم العالمي رغبتهم واستعدادهم للمشاركة في فعاليات المؤتمر بالخرطوم. فقد مثل العدوان الاسرائلي على مصنع اليرموك الى جانب الاعتداءات الاسرائيلية السابقة على السودان انتكاسة عملية للمعرفة والفكر الإنساني وقيم الشعوب التي تواثقت علي مبادئ السلام وعدم العدوان، أوالعودة الى شريعة الغاب في هدم منجزات الدول، والاعتداء على انحازات الشعوب، وتقويض مبادئ العدالة، وتحقير الآليات والمؤسسات الأممية التي تنظم وتعالج العلاقات بين الدول بالوسائل السلمية، ويظل العدوان الخارجي على السودان عنصراً لتوحيد الشعب بمختلف كياناته وانتماءاته الفكرية والسياسية، ويعلي من شأن الانتماء للوطن وسيادته وكرامته.. فالعدوان على مدينة اليرموك استهدف منشأة استراتيجية تمثل عنصراً أساسياً من مكونات الدولة، ورمزاً لاستقلالها وحريتها، كما يمثل انجازاً تنموياً للشعب السوداني باستحقاقاته الوطنية، والصرف على إنشاء المصنع من الإيرادات القومية التي من بين مكوناتها الضرائب والرسوم وعائدات النشاط الإنتاجي، من أجل خفض فاتورة الاستيراد والذي يصوب نحو التنمية وتحقيق الرفاهية والاعتداء على اليرموك..انتهاك مباشر لحق الإنسان في التنمية الذي تواضعت عليه شعوب العالم في منظومة الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان. لقد استوى عود المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان، وأحاطت بأساليب المجتمع الدولي ودور منظمات المجتمع المدني في التأثير على قرارات الأنظمة والحكومات وتشكيل الرأي العام لشعوبها، ففي قضايا المناصرة استدعت المجموعة الوطنية خبراتها المتراكمة واحتكاكاتها المنتجة مع الآليات الإقليمة والدولية ومنظمات الأممالمتحدة خاصة مجلس حقوق الإنسان، وامتلكت أساليب ووسائل استقطاب وتحريك مراكز الضغط المتمثلة في التجمعات والاتحادات والآليات القارية والمفكرين والمؤثرين في مجالات العون المدني والقانوني على مستوى العالم. وباستدعاء التجارب السابقة للمجموعة الوطنية لحقوق الإنسان في مناصرة قضايا الشعوب الافريقية والآسيوية والعربية، ومبادراتها في طرح قضايا حقوق الإنسان في السودان، والتصدي لحملات المنظمات ذات الأجندات السياسية في المحافل الدولية، هذه التجارب تؤهلها لطرح الاعتداءات الإسرائيلية على السودان واعتدائها الأخير على مصنع اليرموك، كقضية تضع الرأي العام الدولي والمؤسسات الأممية في مواجهة مسؤولياتها في خرق اسرائيل للمواثيق والأعراف الدولية واعتداءاتها اعتماداً على منطقة القوة الغاشمة. إن أهمية مؤتمر التضامن مع السودان تكمن في قدرة المنظمات الوطنية في التصدي لمحاولة عزل السودان عن المجتمع الدولي، وتعبئة القطاعات الفاعلة للوقوف مع السودان في مواجهة العدوان والصلف الاسرائيلي. إن مشاركة آليات دولية واقليمية للمجموعة الوطنية في تنفيذ المؤتمر، مثل الشبكة الدولية للحقوق والتنمية، ومقرها مدينة جنيف، ويتولى أحد الأعضاء الناشطين في المجموعة مهام نائب رئيس الشبكة وآلية التضامن الافريقي ومقرها اديس ابابا، ويتولى رئاسة مكتبها التننفيذي أحد قيادات المجموعة، الى جانب المشاركين من افريقيا والدول العربية، ومن دول قارة آسيا، والدول الأوربية، والقنوات الفضائية الدولية وهذه تشكل عناصر النجاح والوصول للأهداف الوطنية المرجوة ولله الحمد