تضامن مطلق مع السودان واستنكار لأعمال إسرائيل "الهمجية" ومساع حثيثة لجرها إلى العدالة، ذلك ما سعى له "مؤتمر التضامن العالمي ضد العدوان الإسرائيلي على السودان" الذي افتتح الأحد بالعاصمة السودانية الخرطوم وشاركت فيه عشرات المنظمات الحقوقية وهيئات المجتمع المدني من عدد كبير من الدول. المؤتمر يأتي على وقع جراح سودانية لم تندمل من هجوم في ال23 من الشهر الماضي وجهت فيه الحكومة السودانية أصابع الاتهام لإسرائيل، وجراح أخرى غائرة في نفوس السودانيين بفعل هجمات إسرائيلية عديدة على بلادهم في السنوات الأخيرة. ويسعى المؤتمر، حسب منظميه، إلى خلق تضامن عالمي ضد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السودان، والخروج برؤية مشتركة لوقف انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وتطوير رؤى منظمات المجتمع المدني حول حماية السلم والأمن الدوليين، وكذا ضمان عدم إفلات إسرائيل من جريمة العدوان واستهداف المدنيين. ودعا إلى المؤتمر -الذي يستمر يومين وينعقد على وقع جراح نازفة من أهل غزة بعدوان إسرائيل نفسها- المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان، وهي هيئة حقوقية سودانية تضم نحو 20 من المنظمات الحقوقية وذات العون الإنساني، إضافة إلى آلية التضامن الأفريقية والشبكة الدولية للتنمية والحقوق ومقرها جنيف. حق الرد وشدد وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة في كلمة الافتتاح على أن استهداف مجمع اليرموك الحربي في الخرطوم بذخائره وأسلحته التقليدية هو "عدوان ليس بالتعريف السوداني ولا الفلسطيني ولكنه عدوان حسب تعريف الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 1974، وهو تعريف ينطبق اليوم بدرجة الامتياز على إسرائيل". وحسب الوزير السوداني فإن هذه الضربات التي أسفرت عن قتل ثلاثة مدنيين وعدد من الجرحى "لن تخيفنا". وأضاف "ما زلنا نحتفظ بالرد، وهذا المؤتمر أحد ردودنا عليها"، وتابع "لا نطمع في إدانة من مجلس الأمن الدولي ولكننا سنرفع أصواتنا في هذا المؤتمر". وفي رده على سؤال للجزيرة نت على أي معنى يقصد بحق الرد، قال بشارة إن "وسائل الرد وأنواع الرد كثيرة ومنها الآلية القانونية". وعن سؤال بشأن خطأ وجود مصنع عسكري بين سكان مدنيين اعترف الوزير بأن "السكان زحفوا فعلا إلى المصنع"، ولدى مواجهاته بأن ذلك مسؤولية الحكومة التي تقود البلد قال إن ذلك ربما كان ناجما عن "الطبيعة السودانية في السكن". لكن المسؤول السوداني أكد أن قرارا اتخذ بنقل المصنع من مكانه، ونفى بشدة ما رددته وسائل إعلام بأن المصنع عائد إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رغم تشديده على أن ذلك -على فرض صحته- لا يعطي تل أبيب الحق في استهدافه. قوة ضاربة من جهته دعا رئيس المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان إبراهيم عبد الحليم المؤتمرين إلى "تشكيل قوة ضاربة في كل المحافل للأخذ على يد الظالمين الذين يلغون الآن في دماء غزة والذين ساندوا بالأمس العنصرية في جنوب أفريقيا والذين كانوا وراء الانهيار الاقتصادي العالمي والذين يدعمون اليوم الحركات المتمردة في دارفور وفي الجنوب". أما ممثل الشبكة الدولية للتنمية والحقوق لؤي ديب فدعا العالم إلى مراجعة وضعية إسرائيل في الأممالمتحدة التي "أخلت بشروط انضمامها إليها ومنها احترام السلم والأمن الدوليين"، وحيا من جهة أخرى دور السودان في القضية الفلسطينية، حيث إن "غزة اليوم تدافع عنها بسلاح السودان". أما جوزيف شلنكي -الذي وصف الاعتداء على السودان بأنه اعتداء على كل أفريقيا والعالم العربي- فأوصى بأن يبلور هذا المؤتمر مقترحات عملية لتوضع على أجندة الاتحاد الأفريقي لمواجهة إسرائيل. وفي وقت لاحق زار المؤتمرون مجمع اليرموك ووقفوا على حجم الدمار الذي ألحقته به الطائرات الإسرائيلية، لكن لم يسمح لهم بتصويره. المصدر: الجزيرة نت 21/11/2012م