إن من صفات هذا الشعب المؤمن أن يألم، ويتألم إذا ما أصاب أي فرد منه مكروه.. أو حلّت به مصيبة.. ويفرح ويسعد غاية السعادة، إذا أحس بمن حوله فرحين، ويحزن غاية الحزن لفراق الأهل والأحبة، هذه هي طباع هذا الشعب العظيم، ومن صفاته أيضاً أنه لا يحقد ولا يحسد ولا يبغض ولا يسعى للانتقام، شعب ودود، عطوف، كريم ومتسامح لأبعد الحدود، لا يطلق الشائعات، وهو الخبير والمحلل القدير، في فك طلاسم أي شائعة ترِد إليه، فهو يتابعها باهتمام، ويحرص على معرفة حقيقتها، إنه شعب مميز عن كل شعوب دول العالم، ومعروف باستخدامه للحاسة السادسة بامتياز، لم تكذبه يوماً ولم تخذله، فشعب كهذا حرام أن تُلصق به التهم وتُنسج من حوله الأكاذيب، وتشوه صورته وسمعته، ويوصف بخلق وترويج الشائعات لأغراض لا تمت إليه بصلة، واتحدى من يعرف شعباً بمثل هذه الصفات النادرة.. أرجعوا بالذاكرة مرتين فقط، وتذكروا يوم أن أعلنت محكمة الجنايات الدولية عن أحكام ارتدَّت عليها، ماذا حدث يومها ويوم أن هب هذا الشعب وشمر عن سواعده، ووقف وقفة رجل واحد، وانتخب البشير لدورة رئاسية جديدة، فما قول المرجفين؟ ثم لماذا استكان عندما وقع العدوان على مصنع اليرموك الحربي، لماذا لم يخرج ليدين أو يشجب أو يستنكر ما فعله الكيان الصهيوني، من اعتداءٍ سافر، وانتهاك لحرمة وسيادة هذا الوطن. إن الشعوب أيها المتملقون لا تنافق ولا تطلق الشائعات، وما حدث أن الأطباء المختصين والمتابعين لحالة الأخ الرئيس، هم من أكدوا وعكته، وهم الذين أصدروا التوجيهات وألزموه بأن لا يخاطب أي لقاءٍ جماهيري، هذا ما جاء عبر الصحف، وبدون ذكر أي تفاصيل، ولهذا تناقل الناس الخبر من باب المعرفة، خصوصاً عندما تم ترشيح النائب الأول ليكون خليفة الرئيس، فأين الإشاعة؟ وبهذه المناسبة استميح الذي ملأ الدنياً ضجيجاً، عذراً وهو الصحفي الذي يمتلك أكثر من صحيفة في غفلة من الزمان، وأقول له: لا تتهم هذا الشعب ظلماً وافتراءً، والله لولا هذا الشعب، لما تربعت على عرشك هذا، ولولاه لما تقربت لمسؤول، ولولاه لما طاب لك المقام بهذا البلد المعطاء.. ونعود لحديث السيد رئيس مجلس الإدارة الذي قال وبعضمة لسانه: أتتني معلومة ولم يقل (إشاعة)، تتردد، بأنه قد تم نقل رئيس الجمهورية في حالة حرجة لمستشفى رويال كير (خلو بالكم)، فالشائعة مصدرها أحد زملائه بالصحيفة، وهو المصدر الذي جعل صاحبنا يتحرك مثل الماكوك الفضائي، و(جنن شبكات الاتصال جن)، وظل لاهثاً وراء حقيقة ذلك الشمار الحار، وبتحليلنا له استنتجنا أن الرجل كان يبحث عن خبطة صحفية غير مسبوقة، ولما خاب فأله لجأ لإحدى الحيل، فتناول الموضوع من زاوية الشفقة والخوف، ومثل وكأنه وحده المهتم بصحة الأخ الرئيس، فسرد من القصص والحكاوي ما لا يغني من جوع ليوهم الناس بأنه الأقرب- لا أقول من حبل الوريد- ولكنه الأقرب من الحاجة هدية ومن أخوته الأشقاء، ونسي بأن ما يكنه هذا الشعب لقائده لا يوصف ولا يقدر بثمن، أيضاً هو لايدري حجم الاحترام والتقدير المدخر للبشير ببنك الشعب، ولا يعلم بأن الأمة جمعاء تتضرع للمولى عز وجل دبر كل صلاة متمنية لرمز عزتها الصحة والعافية، وكلنا بحمد الله نؤمن بأن المؤمن مصاب مهما كبر شأنه أو قل مقامه، وعندنا الشماتة عيب عيب «شيلو حيلكم شوية» ودعوني أقول لمن يقرعون الطبول والله لن تهزوا فينا شعرة بتلك الحكاوي والروايات المملة، ولن يلفت انتباهنا من يروجون الدعايات لأنفسهم والمتباهين بالسفريات مع الأخ الرئيس هؤلاء يعرفهم الشعب بسيماهم التي على وجوههم، ونستحي من مجاراتهم ونكتفي ببراعتهم في فن (كسير التلج( ونحمد الله لقد أتانا فصل الشتاء ولا أظن شعبنا في حاجة ولو (لربع لوح) فيا حارقي البخور والله مهما نسجتم من الخيال تجدونه أوهن من خيط العنكبوت، ومهما تعاليتم فلن تستطيعوا أن تسلبوا هذا الشعب من حقوقه الدينية والدنيوية والإنسانية، ولن تستطيعوا أن تجردوه من هويته ومن عاداته وتقاليده وخصاله الحميدة، والله مهما تقربتم لآل البشير بدون هذا الشعب فسوف لن تطالوا مضارب حوش بانقا ناهيكم عن كافوري، ومهما تجاسرتم عليه فلن تحيدوا عن مبادئه، أو تقللوا من شأنه.. إذن لا داعي لإراقة ماء الوجوه وحذاري ثم حذاري من أن تناصبوا هذا الشعب العداء (مكتب شدو نحن نهدو) وأرجو أن لا تخلقوا (من الحبة قبة) كفاية تعبنا والله ومللنا النفاق بكل صوره وأحجامه، حتى صار يقلقنا ويستفز مشاعرنا ويقتل الحماس فينا أرحمونا يرحمكم الله والبادي أظلم.