_ لعل الشاعر الراحل (نزار قباني) أكثر شعراء العصر تغنياً للحب.. ولو إنه انتقل في آخر أيامه من حب المرأة إلى حب القضية.. لكن أليس غريباً أن يصرح بأنه لم يجرب الحب فقد قال ذات مرة دعوني أعترف لكم انني بالرغم من سمعتى ك(شاعر حب) فإننى نادراً ماوقعت في الحب.. خمس مرات.. ربما في مدى ثلاثين عاماً.. _ رغم إن الإعتراف يدل على إنه فعلاً شاعر حب إذ الحصيلة حبيبة لكل ست سنوات.. مع إن المعروف أن يحب الرجل أمرأة واحدة تقترن به ويموت بحبها فالنادر عند نزار قباني يساوي حب امرأة كل ست سنوات.. فإن كان ذلك العمر الإفتراضي للحب فالموضوع يستحق مراجعة فهل التجديد مطلوب حتى في الحب.. ومن الذي يحدد العمر الإفتراضي للحب..؟وماذا نقول في أولئك الذين ما إن يشاهدوا ثوباً يحبون صاحبته.. إذن فالحب مقاسات ! هنالك حب عمر يوم.. وعمر اسبوع.. وشهر.. وسنة حتى يصل إلى سقف (نزار) ست سنوات _ ولعل سقف الفنان محمد الأمين الذي بدأ بأربعه سنين عاشهم الحب.. ثم إزداد سنةً فصار(خمسه سنين).. إذن فلا يوجد حبيب خائن.. أو حبيبة بائعة للمشاعر.. الحب له عمر تنتهي به الصلاحية.. لذلك تفشل العلاقة إذا طالت فترة الخطوبة.. فإذا وصلت حد السِّت سنوات.. فإن ذلك أمرٌ طبيعي إذ انتهت مدة الصلاحية(حسب التجربة النزارية) _ لذلك جاءت حكاية(مشينا نخطب عقدوا لينا) هؤلاء الذين أصروا على العقد يريدون استثمار فترة الصلاحية.. إذ بعد إنتهاء الحب.. يمكن أن تستمر الرابطة بسبب الأولاد ألم يقولوا: (الجنا قيد الهوان).. أو تستمر بسبب الولف والتعود.. ألم يقولوا: (الولف كتال) أو تستمر لأسباب أخرى ومع ذلك فإن البيئة وحدها والتنشئة هي التي ترفع سقف الحب ! فإذا اتخذنا نزار قباني نموذجاً.. فقد نشأ في أسرة عاشقة العشق في جيناتها _ فهو يقول: الحب وراثة في عائلتنا.. فشقيقتي(وصال)انتحرت لأنها لم تتزوج الرجل الذي أحبته.. أما ماقاله نزار عن والده(عمكم توفيق القباني) فهو عاشق(آبري) و (بكاي) وربما لو حضر زماننا وعاش معنا.. فربما تعرض للجلد بسبب إفراطه في العشق قال نزار عن والده:إذا مرّ به قوام أمرأة فارعة ينتفض كالعصفور، وينكسر كلوح من الزجاج، وأضاف: كانت قراءة رسالة أو بكاء طفل أو ضحكة أمرأة تدمره تدميراً كاملاً.. كان جباراً أمام الأحداث الجسام ولكنه كان أمام وجه حسن التكوين يتحول إلى كوم رماد!! _ أعرف أن بعضكم قال: ياريت لو أبونزار أبوي وخالفه البعض الرأي فقال: أبونزار(كبكابه ورجافه) زى ده أريتو ماأبوي.. وأعرف أن بعضكن قلن: أريتو أبونزار أبو السرور والبعض خالفنه فقلن: بري أريتو أبو التاباني.. _ ما إن أنتهيت من كتابة هذه الزاوية زارني فجأة صديقي اللدود ودالشواطين وقرأ الموضوع.. ثم دفع به إلىّ.. وقال: بتكتب لى في الحب.. هسه عليك ألله.. ده وكت حب!! أقول له: كيف ماوكت حب بعدين أكتب في شنو؟ قال: مليون حاجه.. أكتب عن الغلاء.. أقول: كتبت لمن فترت.. أكتب عن الحرب.. أقول: كتبت لمن أتعبت الكتابة.. أكتب عن الفساد.. كتبنا يآخي.. أكتب عن دمج فاتورة الكهرباء والموية.. أقول: أوريك حاجه ياود الشواطين: أنا ح أكتب عن فاتورة الكهرباء بعد شهر حيكونوا دمجوا فيها مش المويه بس..النفايات.. والعوايد.. والعتب وضريبة النفس الطالع ونازل.. والمشكله يشيلوا حق النفس الطالع أما النازل فيقولوا ليك نزلو براك.. بُهِّت ودالشواطين.. وقال لى: يازول أكتب في حبك ده..