لم يكن يعلم طاقم الطائرة المروحية التي استأجرتها منظمة فنجاك أن رحلتهم الى المنطقة تنتهي باحتجازهم لدى قوات الجيش الشعبي. طاقم الطائرة يواجه تهماً من قبل الجيش الشعبي بنقل قيادات تابعة للمنشق جورج أتور الذي يخوض حرباً ضد الحركة الشعبية احتجاجاً على نتيجة الانتخابات.. لكن خبراء وسياسيين يرون أن الحركة احتجزت الطائرة لاستخدامها وسيلة ضغط على المؤتمر الوطني وإجباره على تقديم التنازلات بشأن الاستفتاء. مؤكدين أن المعلومات التي وردت حول أسباب احتجاز الطائرة ليس بالضرورة أن تكون لها صلة بالاجتجاز وإنما هي تكتيك سياسي وليست له أبعاد أمنية، وكان باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية ووزير السلام اتّهم جهات بالخرطوم بدعم جورج أطور، وقال إنه تم القبض على عناصر تتبع للفريق جورج أطور على متن الطائرة، فيما رفض المؤتمر الوطني اتهامات باقان واستنكر إدعادات الحركة حول احتجاز طائرة (فلج) واتهم باقان أموم باطلاق التصريحات الجوفاء والمغلوطة نحو الوطن وذلك للهروب من واقع الوضع الأمني غير المستقر بالجنوب، وقال د. إبراهيم ميرغني - المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري ل (آخر لحظة) إن الدوافع والأسباب التي أدت الى احتجاز الطائرة هي انعكاسات لازمة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وقال إنها أزمة عدم ثقة للحركة وأضاف نعتقد أن الوطني يعمل لدعم أعضائها وقواتها المنشقين عليها بجانب القوى الجنوبية الأخرى وأبان د. إبراهيم أنه في الاتجاه الآخر يعتقد المؤتمر الوطني أن الحركة تتعاون مع أحزاب المعارضة وذلك من خلال مقاطعة قوى المعارضة للملتقى الوطني وزاد أيضاً تعتبر خطوات ضغط من الوطني للحركة. وقال د. حسن حاج علي - عميد كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بجامعة الخرطوم ل (آخر لحظة) إن العلاقة بين الشريكين (الوطني - الحركة) لم تكن (صافية ومستقرة) وأضاف أنها دائماً تحصل فيها توترات. وأكد د. حسن أن احتجاز قوات الجيش الشعبي لطائرة (فلج) هو واحد من التوترات وأضاف ليس بالضرورة أن تكون لديها صلة بالطائرة وإنما نوع من ممارسة الضغوط من الحركة الشعبية على الوطني وقال خاصة فيما يتعلق بالاستفتاء وقيامه وتأجيله، وأضاف هذه وسيلة ضغط من الحركة على الوطني وقال د. حسن حاج علي (كلما اقترب موعد الاستفتاء زادت التوترات بين الشريكين) وأوضح أن المعلومات التي وردت وعلى ضوئها تم احتجاز الطائرة ليس بالضروة أن تكون لها صلة بها وإنما هو تكتيك سياسي وليس له أبعاد أمنية وكانت إدارة مطار فلج كشفت معلومات عن الطائرة التي استأجرتها منظمة فنجاك الكبرى موضحة أنها كانت تقل مواد تموينية تتبع للمنظمة والتي يشرف عليها مسؤول سيادي كبير بحكومة الجنوب وعندما وصلت الطائرة مطار فلج للتزود بالوقود تم تفتيشها من قبل استخبارات الجيش الشعبي وشرطة الجنوب وأمن المطار وأمن البترول وأمن الشركة الذين تأكد لهم أنها تحمل مواد إغاثة وأكدت المصادر أن الطائرة لم تكن تحمل أية أسلحة أو ذخائر أو شخصيات متمردة بالجنوب كما ذكر، مبينة أن حادثة الاحتجاز قامت بها مجموعة من الجيش الشعبي اعتدت بالضرب المبرح على العاملين بالمطار واعتقال طاقم الطائرة واقتياد عدد من العاملين بالمطار لجهات غير معلومة وأكدت المصادر أن مجموعتين من الجيش الشعبي قامتا بمحاصرة مقر شركة بترودار وقامتا بتفتيش غرف الموظفين مما أصاب العاملين في الشركة بالزعر مؤكدة أن قوة من الجيش الشعبي كانت قد عادت الى المطار واعتدت عليه بعد أن قامت بتفتيشه مجدداً. وفي السياق يرى عدد من الخبراء والمراقبين ما يحدث هو اتهام من الحركة للوطني بدعم الفريق جورج أطور المنشق من قوات الجيش الشعبي، فالحركة تحاول صرف الأنظار في هذه المرحلة عن ما يدور من جدل محتدم حول استفتاء تقرير مصير جنوب السودان والذي تحاول التهرب من مستحقاته وتبعاته التي تجري مناقشتها عبر لجان الوطني والحركة.