أظهر مؤتمر الحركة الإسلامية السودانية الثامن أصواتاً تنادي بضرورة التغيير والإصلاح ووصل الأمر بأن أعلنت مجموعات صراحة رفضها لطريقة اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية، وذات المجموعات التقت الأمين العام الجديد وبحثت معه الكثير من القضايا، أعقب كل تلك التداعيات المحاولة التخريبية التي ألقي القبض على إثرها على «13» شخصاً للتنقيب في أضابير مخرجات المؤتمر وأيادي المحاولة الانقلابية داخل شباب الحركة الإسلامية للوقوف على رؤاهم حول المحاولة التخريبية، طرحت آخر لحظة قضية المحاولة على قياداتهم فخرجت بهذه الحصيلة: قال الأمين السياسي لطلاب الحركة الإسلامية عضو هيئة الشورى المركزي الدكتور حبيب الله المحفوظ: إن طلاب الحركة يرفضون بشدة أي دعاوي للتغيير عن طريق استخدام العنف، وأوضح أن المحاولة التخريبية الأخيرة التي قامت بها مجموعة قليلة لا تقف على أرضية صلبة لأنها لا تستند على فكر أو مشروع، بل ليس فيها أي جديد، لافتاً النظر إلى أن الحادثة محاولة للعودة بالسودان للوراء، واصفاً إياها بالمحاولة الفاشلة والمعزولة ولا يمكن أن تحقق أي هدف لأنها مرفوضة داخلياً وعلى المستوى العام، وربط المحفوظ نجاح عملية التغيير والإصلاح في المؤسسات والمخيمات بأن تأتي بالشورى وعبر المؤسسات وقال إن السودان تجاوز مرحلة استخدام العنف والانقلابات لإحداث التغيير، معتبراً انقلاب ثورة الإنقاذ في العام 1989م هو آخر الانقلابات، لأن القوى السياسية في السودان على مختلف آيدلوجياتها وصلت مرحلة من النضج السياسي جعلها تكفر بمسألة التغيير عبر العنف وتؤمن بأهمية أن يكون التغيير عبر الانتخابات ومن خلال صناديق الاقتراع، وطالب القطاعات الحية التي تؤمن بالتغيير والإصلاح والدعوة لذلك من خلال المؤسسات الحزبية بطرح رؤاهم بطريقة شورية وديمقراطية وقال إن المؤسسات الحزبية ظلت في تطور مستمر عبر الإحلال والإبدال في أجهزة الحزب والدولة، مشيراً إلى أن ذلك جزء من عملية الإصلاح التي اعتبرها سنة الحياة، ودعا الشباب لعدم القفز فوق المراحل الطبيعية، لأن الأمر لا يحقق الإصلاح ولا التغيير المنشود، وأكد حبيب أن الشباب والطلاب هم صمام أمان الحزب والدولة وينأون بأنفسهم من أن تستغلهم أي جهة، وقال إن كل قيادات ورموز الحركة الإسلامية محل احترام وتقدير الشباب والطلاب لأنهم يرفضون ربط التغيير بالأشخاص وينادون به من خلال المؤسسات المنتخبة، مبيناً أن المؤتمر العام خرج بالكثير من المخرجات التي تلبي الكثير من الأشواق والتطلعات، موضحاً أن عملية الإصلاح لا يمكن أن تتم دفعة واحدة لأنها تحتاج لمراحل قال إن المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية أرسى أسسها بوضعه لدستور ومنهج ورؤية متكاملة لمواجهة متطلبات وتحديات المرحلة المقبلة وبذلك يحدد القطاع الطلابي بالحركة الإسلامية موقفه الواضح ورضاه التام عن مخرجات المؤتمر الأخير الذي تحول لموجهات وبرامج. في الاتجاه ذاته قال الدكتور الأمين أحمد إسحق الشهير ب«أبوجا»، أمين شباب الحركة الإسلامية بولاية جنوب دارفور إنه لم تتوفر لهم معلومات دقيقة عن المحاولة التخريبية، لأن القضية ما زالت في طور الإجراءات والتحقيق إلا أن الشباب يرفضون هذا المسلك جملة وتفصيلاً وجاهزون لحماية الدولة ومشروعها ولن يسمحوا بالانقلاب على الشرعية التي استمرت لعقدين من الزمان، وأشار إلى أنه إذا كان هناك تباين في وجهات النظر فالاحتكام بشأنها يتم داخل مؤسسات الحزب، لأن المبدأ العام داخل الحركة الإسلامية هو أن تنأى عضويتها بأنفسهم عن المطامع الشخصية وحب الذات وعدم الاجتهاد خارج النص حسب وصفه، وطالب أبوجا بوضع التدابير اللازمة حتى لا يتكرر مثل هذا العمل مستقبلاً. وفي الاتجاه نفسه قال القيادي بالحركة الإسلامية نائب رئيس المؤتمر الوطني ببلدية نيالا إنهم يحذرون من العمليات التخريبية والانقلابية لأنها تعود بالسودان القهقري، وشدد على ضرورة الاحتكام للشورى حال حدوث تباين في الآراء، وقال لابد من تقييم التجربة وتصحيح المسار عبر التقويم المستمر وتطوير آليات الممارسة وإفساح المجال للأجيال الجديدة والاستماع لآراء الشباب، ودعا لأن يكون الإصلاح والتغيير من الداخل.