تسلّمت الصحيفة رداً مطبوعاً من الشيخ عبدون موتير قون، الأمين العام لجمعية الدينكا الإسلامية بجنوب السودان حول ما أثرناه في هذه الزاوية من قبل تعليقاً على ما جاء في حوار أجرته معه (آخر لحظة) حاولنا أن نفند من خلال تعليقنا ذاك آراء السيد عبدون التي نختلف معه حولها.. ولكن لأن طبيعة، وتركيبة الإنسان عموماً والشخصية السودانية على وجه الخصوص، ترفض النقد، فقد حفل رد السيد عبدون بالحمم ونيران الغضب الحارقة التي جعلته يكيل الاتهامات شمالاً ويميناً، بل وصل به الحد إلى أن يطلب مني مراجعة إيماني إذ ربما أكون مؤمناً - حسب ما قال - بشئ غير الإسلام، وأبدى خشيته من أن أكون مؤمناً بالماركسية لأن أصحابها - كما قال - يلعنون أنفسهم ويضمرون الشر لبعضهم البعض. وذهب السيد الغاضب عبدون موتير إلى أبعد من ذلك بأن وصف كاتب هذه الزاوية بالمتعاونين على الإثم والعدوان وليس من المؤمنين الحقيقيين من أمثال المشير سوار الذهب، والشيخ علي عثمان محمد طه والشيخ عثمان الهادي، والشيخ كمال علي مدني، والشيخ كمال عثمان رزق والدكتور عمر عبد الله، والشيخ محمد الأمين عثمان وآخرين كثيرين كما قال السيد عبدون لا تكفي الصفحات لذكرهم في شمال السودان ليسوا من أمثال مصطفى أبوالعزائم وأعوانه. الذي نريد الإشارة إليه ليس غضبة السيد عبدون موتير الذي نسأل الله أن يتقبل منه صالح الأعمال في هذا الشهر الكريم، بل ما أردنا الإشارة إليه عدم قبول الكثيرين منا للنقد والتقويم والنصح.. ثم الإشارة أيضاً إلى رد السيد عبدون على النقاط المثارة في رأينا الذي نشرناه من قبل حول انتقاله من المؤتمر الوطني للحركة الشعبية وإشارتنا إلى أن في ذلك اتجاراً بالدين، فقد ذكر السيد عبدون (أنهم) في الحركة الشعبية لا يدعون لدولة دينية لتعدد الأعراق والأجناس والديانات، وإنه ليس من حق الإسلام أو أي دين سماوي آخر مصادرة حقوق الناس - أو كما قال - بل إن الإسلام جاء لتحرير البشرية وأعطاها حقوقها كاملة. ولعمري إن هذا فهم جديد للدين والد عوة. وحول ربط الإسلام بالعروبة يقول السيد عبدون في رده إنه لم يقل بذلك، بل قال في محاضرة له بمدينة (أويل) عام 2006م لأهله الدينكا إن الإسلام دين رب العالمين ولا علاقة له بالعرب والعروبة..!!! وحول مطالبته بالمال قال إن هذا مشروع في الإسلام لأنه لا يطالب به لبناء عمارة أو شراء عربة بل طالب به لكسوة المهتدي وتعليمه أمور دينه وقال إنه كثيراً ما ردد ضرورة أن يكون في يد الداعية في جنوب السودان المال اللازم حتى يمكنه العمل وتوفيق أوضاعه.. وقد اتهم السيد عبدون موتير كاتب هذه الزاوية بأنه ينكر عليه المطالبة بالمال لأنه (جنوبي) - تخيل - وأن هذا هو ما يقصده الكاتب. وفي نهاية رسالة السيد عبدون الغاضبة قال: (أنا أتحداك شخصياً أن تفسر لي آية واحدة من كتاب الله العزيز (القرآن) بثلاث لغات حتى تثبت إيمانك المزعوم) وقد سبق ذلك أن قال السيد الغاضب إنه يقوم بتفسير القرآن باللغة العربية والانجليزية ولغة الدينكا، وقال مهدداً في نهاية رسالته: (إن عدتم فنحن جاهزين، وستدفع ثمناً غالياً حتى تحصل على معنى الكلمة الواحدة، بالعربي والدينكا وباللغة الانجليزية).