الفن لغة للتواصل الاجتماعي، ولكنه إبداع والفن إرث عرفه الإنسان منذ القدم يعني حرية الشعوب وثقافاتها وسلوكها الحضاري وتاريخها وتقدمها بل كان في عهود مضت كرسم كما الكتابة. ولأنه مكون أساسي لهوية المجتمع، فالمحافظة عليه عمل وطني في المقام الأول عرف العالم والسودان ليوناردو وأنشئ في لوحاته وأشهرها الموناليزا (الجوكنده) والموجوده الآن بمتحف اللوفر بفرنسا. وعرفنا فنان السريالية سلفادور دالي وبيكاسو وفانكوخ وابن فرناس العربي الرسام المهندس فكانت فكرة وتطور الطيران بالرسم. وعرف العالم كما عرفنا بتهوفن وقيم السودان الأدب العالمي والإقليمي والمحلي إذا كان كتابة أو رسماً أو إيقاعاً ولكن عرف السودان حقيقة قيمة فن الكاركاتير كرسالة وتفاعل معها سياسياً من المبدع الراحل عز الدين عثمان عليه رحمة الله تعالى، كانت الأيام في مجدها الزاخر، وكانت الصحافة والرأي العام والسودان جديد، وكان الزمن الجميل، كان كاركاتير عز الدين رسالة، كان موضوعاً ، كان مقالاً جاذباً ونقداً بناء وبناءً فوق البناء. كان عز الدين صحفياً فناناً وطنياً لأنه جماهيري، فكان رمزاً للصفوة من المبدعين الوطنيين كان الكاريكاتير أحياناً يكفي لتحليل وتقييم شؤون الساعة المؤثرة في الساحة السودانية. تصادف أيام رحيله أعياد الاستقلال فهل تكرمنا كسياسيين وأدباء وعلماء وكزملاء لشخص كان يحمل كل هذا الفكر السياسة والأدب والعلم، نزور أسرته ونقدم لها ما يعني رمزاً من رموز الوطن وفي أيام استقلاله؟ نرجو أن تتكون رابطة لكل رموز السودان وفي كل المجالات حتى لا يصبحوا في يوم من الأيام جنوداً مجهولين.