ستكون الأربعاء اليوم الموافق السادس والعشرين من ديسمبر هى الأربعاء الأخيرة فى هذا الشهر ..والأخيرة أيضاً فى سنة 2012 .ويطلق السودنيون على هذا اليوم الأخير من كل شهر إسم (أربعاء وعقاب شهر) .وتسمى عند الرحل فى غرب السودان (أربعاء أنقينى)...غير أن بعض القبائل والجماعات والأسر لديها مواقف من هذا اليوم دون تقديم تفسيرات لذلك فمثلا بعض القبائل الرعوية لا تنتقل من (فريق) الى آخر فى ذلك اليوم وهناك من لايحبذ السفر فى ذلك اليوم بل أن أسرة عريقة فى حى الأمراء بأم درمان تتفادى غسيل الملابس وكنس باحات منزلها فى ذلك اليوم .ويقول الشاعر السر عثمان الطيب فى إحدى قصائده ( ياناس عَليَّ جِنِسْ قدَرْ ...سَفَرِي أرْبَعاء وعَقَابْ شَهَرْ) ... وقد أنتقلت تلك العادة من الأسلاف العرب حيث كانوا يتشاءمون بالأربعاء التي تكون آخر الشهر فلا يبتدئون فيها عملاً ولا يسافرون. سرى إليهم ذلك من اسلافهم العرب فى العصر الجاهلى فمن أمثالهم ( اثقل من أربعاء لا تدور) والأربعاء التي لا تدور هى آخر الشهر) ويقول العمدة ونيس عبدالله من قبيلة المسيرية أن القبائل لاتحبذ الرحيل بأبقارها فى ذلك اليوم وأشار الى أن الأسواق فى تلك المناطق تكون عادة يوم الخميس. واللافت أن الإمام الصادق المهدى رئيس حزب الأمة القومى وإمام طائفة الأنصار إختار الأربعاء الأخيرة من كل شهر لتكون منتدى (للسياسة والإعلام) وهو منتدى يتحاور فيه رموز السياسة والصحفيون حول القضايا السياسية والإجتماعية والإقتصادية فى البلاد حيث إنطلق هذا المنتدى قبل ثمانية أعوام ... ورفض سكرتيره الخاص الأستاذ إبراهيم على ربط هذا التوقيت للمنتدى بإعتقاد القبائل العربية .وقال ل(آخر لحظة) أن توقيت المنتدى تم تحديده دون أن يحمل إشارة أو دلالة. ويبقى أن العرب في الجاهلية إذا خرج أحدهم لأمر قصد عش طائر فهيجه فإذا طار من جهة اليمين تيمن به ومضى في الأمر , ويسمون الطائر (السانح ) , أما إذا طار جهة اليسار تشاءم به ورجع عما عزم عليه ، ويسمى الطائر هنا (البارح ) ..ويسمى ذلك بالتطير وهو يعنى أيضاً التشاؤم وقد نهى الإسلام عن ذلك ...فعن أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال ( لَا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ ) رواه مسلم