طالبت الهيئة العامة السودانية للبث الإذاعي والتلفزيوني كل الجهات المختصة للتدخل الفوري لإيقاف أي تحرك يهدف لتوقيع الاتفاقية بين وزارة الثقافة والإعلام الاتحادية وشركة استار تايمز (Star Times) الصينية، التي بادرت بها هيئة التلفزيون السوداني، ووصف مسؤول بارز بهيئة البث الاتفاقية التي حصلت (آخر لحظة) على تفاصيلها بالكارثية مرجعاً ذلك لعلاقتها بأمن وسيادة البلاد، مشيراً إلى أن كل السلطات والصلاحيات والامتيازات التي تم منحها للشركة الصينية بموجب الاتفاق تعد انتهاكاً واضحاً لسلطات الهيئة السودانية العامة للبث الإذاعي والتلفزيوني التي أصدرت بقرار جمهوري، لافتاً النظر إلى أنها ستفضي إلى إلغاء الهيئة وخصخصة وتحرير قطاع البث، وألمح إلى أن مثل هذه الاتفاقيات تتم بعد دراسة متأنية بواسطة الأجهزة المختصة في الدولة لأنها تمس سيادة البلاد.ولخص المصدر ل(آخر لحظة) مسودة اتفاقية التعاون في إنشاء شبكتين هما شبكة البث الرقمي الأرضي للتلفزيون لخدمات الباقة الأساسية DTT)) وشبكة خدمات التلفزيون مدفوع الأجر (Pay Tv) والتلفزيون المتنقل (mobile Tv)، وقال إنها اتفاقية استثمارية تجارية لا تراعي الجوانب الخطيرة الأخرى بجانب أنها تحقق عائداً مادياً للشركة الصينية بعد منحها حقوقاً سيادية ومادية تتمثل في الأستحواذ على البنية التحتية التي تخص هيئة البث السودانية صاحبة الحقوق والمسؤولة عن التنظيم والتشغيل للبث التلفزيوني في السودان بموجب القانون، قاطعاً بأنها لن تكون لها أي علاقة برقمنة البث بابعاده المهنية.وكشف الحضور عيوب الاتفاقية من النواحي الفنية والقانونية والاقتصادية والعمالية، مبيناً أنها تشرد العاملين بهيئة البث حال تنفيذها، متسائلاً عن كيفية إبرام اتفاق مع شركة في مجال استثماري تجاري يمول بواسطة قرض بضمان الحكومة تمنح من خلاله الشركة تسهيلات متمثلة في الإعفاءات الضريبية والجمركية مع تحويل الأرباح بالعملة الصعبة، بجانب إعطائها حصرياً التشغيل لمدة (30) عاماً، وأعلن بأنه أسوأ اتفاق لعمل تجاري يدفع ثمنه المواطن العادي.كاشفاً أن الاتفاقية غيّبت جوانب عدة أهمها الأمن الاجتماعي والأخلاق والإجراءات المالية الخاصة بلائحة الشراء والتعاقد من الخارج لأجهزة المشروع، مشيراً إلى أن الاتفاقية تتعارض مع تأسيس الهيئة العامة السودانية للبث الإذاعي والتلفزيوني.