في أمسية دافئة الملامح رغم زمهرير شتاء ديسمبر التقى خريجو مدرسة حنتوب الثانوية العتيقة في ليلة ثقافية، احتفت فيها بشعرائها الأفذاذ الذين درسوا بها على مر السنين، ليلة نظمتها اللجنة الثقافية لمنظمة خريجي حنتوب الخيرية بالتعاون مع أسرة النادي العائلي الذي أصبح منارة ثقافية يتداعى اليها الجميع، أمسية كل اثنين من الاسبوع لتوثيق للفن والثقافة والسياسة.. .ابتدر الأستاذ كامل عبد الماجد والدكتور كرار عبادي الليلة الثقافية التي وصفوها بأنها الندوة الثالثة لمنظمة خريجي حنتوب الثانوية، وتأتي في إطار الثقافة وتوثيق شعراء المدرسة الذين أثروا الساحة السودانية بروائعهم الشعرية والأدبية، لعل أبرزهم الشاعر (نجار المدرسة) آنذاك حميدة أبوعشر الذي كتب أجمل أغاني الفنان الراحل إبراهيم الكاشف: «وداعاً روضتي الغنّاء وداعاً معبدي القدسي» ل»حنتوب« بعد نقله منها، ومن الشعراء الذين ارتبطت أسماؤهم ب«حنتوب» الشاعر الهادي آدم الذي عمل فيها أستاذاً للغة العربية، وغنت له أم كلثوم قصيدته «أغداً ألقاك» وأيضاً محمد عوض الكريم القرشي، الذي كتب كلمات «حنتوب الجميلة»، والشعراء صلاح أحمد ابراهيم صاحب الطير المهاجر، والنور عثمان أبكر، ومحمد عبدالحي شاعر الغابة والصحراء. وشهدت الليلة حضوراً أنيقاً لبعض خريجى حنتوب من جميع الدفعات التي مرت عليها، ابتداء من أول دفعة الى آخر دفعة فيها، والذين تعانقوا في مشهد أسري سوداني حميم، بعد أن جمعتهم المنظمة التي تحدث عن برامجها المستقبلية الدكتور عبادي وأهدافها في العمل لإعادة روح حنتوب عبر خبرة خريجها الى أعمال تعليمية تربوية ثقافية، اثراء للمجتمع الطوعي السوداني، وشهدت الليلة مشاركات وقراءات شعرية من الشاعر شمس الدين حسن خليفة، ومشاركات غنائية للفنانين أحمد البحراوي الذي أعاد الذكريات للجميع، عندما شدا بأغنية حنتوب الجميلة لود القرشي فغنى معه الجميع.. الجميلة الجميلة يا حليلا... بينما أطرب الفنان ابوبكر سيد احمد بصوته المرهف عندما صدح برائعة الشاعر الدبلوماسي صلاح أحمد ابراهيم والعديد من الأغنيات لشعراء حنتوب.. في ليلة خفقت فيها الأفئدة وعبقت فيها الذكريات فضاء النادي العائلي الذي أحسن المناسبة والاحتفاء وذكرى الاستقلال على مشارف الذاكرة، فكان السودان الجميل بكل ألوان طيفه (القديم ) بالخريجين لأبناء حنتوب و(الحاضر) بأبنائهم وأحفادهم لوحة زاهية الملامح لا توجد إلا في السودان...