٭ بعد عودتي من مصر سافرت مباشرة لبورتسودان تلبية لدعوة من اللجنة الرياضية المنبثقة من اللجنة العليا لمهرجان السياحة والتسوق السادس لولاية البحر الأحمر الذي تحتضنه بورتسودان عروس البحر الأحمر ومفخرة البلاد عامة والشرق خاصة بعد البصمة الرائعة التي وضعها عليها الوالي المدهش إيلا. ٭ عدت ووجدت نفسي وسط تزاحم شديد للأحداث وعندما حاولت الإمساك بالقلم وجدت نفسي محاطاً بالأحداث من كل جانب تزاحم بعضها البعض وكلها تستحق الكتابة والتناول لأهميتها القصوى خاصة ما يجري في القمة الكروية الهلال والمريخ وها أنا أفعل. ٭ لحظة تحمل خليطاً من الانقسام والترصد والخوف والصدام والحشد الرافض لقرارات مجلس الهلال المتعلقة بشطب النجمين ولكن بعد ذهاب النجمين خاصة هيثم وهو سبب الغليان كيف يستمر الاعتصام في الهلال؟. ٭ لحظة مخاض عسيرة يعيشها الهلال في ظل أجواء يغلب عليها التوجس ومشاعر القلق وأجواء مشحونة وملبدة بالغيوم. ٭ النادي يعيش حالة من العبث الغريب الذي لم يشهده طوال تاريخه الطويل. ٭ فوضى بلا رابط ولا ضابط وبلا حدود وإلا فكيف يعتدي البعض على أحمد آدم إلى الحد الذي تسيل منه الدماء. بعد ان تقلبت الفئة القليلة سيارة المريخ غلى منحدر بلا فرامل أجواء المريخ لغط وغلط وإرتباك وإلتباس ومشاحنات وكر وفر، وكل ذلك بعد القرار الفتنة الذي أصدره مجلس الإدارة وضم بموجبه مشطوبي الهلال هيثم وعلاء بعد أن كان القرار الأول عدم الموافقة بأغلبية، ولكن عاد المجلس بعد أن غيب الفريق عبد الله حسن عيسى عادت الأقلية لتنتصر على الأكثرية التي صوتت في الاجتماع الأول. ٭ الاجتماع الثاني سبب الفتنة لأنه لوى عنق الحقيقة وتراجع عن القرار الصحيح الذي داس عليه الاجتماع الغامض بقدميه وسط حالة من العقبات وحجبت الرؤية السليمة. ٭ لقد أشعل القرار الفتنة غضب الكبار من الأقطاب في مجلس الشورى بل سيكون المريخ مهدداً بسببه بفقدان قائده الجديد الفريق عبد الله حسن عيسى الرجل الذي قاد السفينة من قبل نحو بر الأمان وكان مؤهلاً للسير بالقافلة على خطى الوالي وهو الرجل صاحب النصيب الأكبر من التقدير والاحترام والذي يجد قبولاً وتأييداً من جميع المريخاب على خلافة الوالي الذي من حقه وزملائه أن يغضبوا على الطريقة التي اتخذ بها القرار بعيداً عن قواعد اللعبة الصحيحة، وكأن صورة من صور القدر جعلته ورفاقه في أعلى درجات الإصرار على المضي قدماً في طريق الاستقالة ما لم تحدث مفاجأة من العيار الثقيل وجعلت سيارة المريخ على منحدر بلا فرامل وبحاجة ماسة إلى جهود حثيثة حتى تسير في طريق الأمان. البرنس ضحك عليهم! بدأت حالة الغليان وسط جماهير الهلال بالتظاهرات السلمية احتجاجاً على قرار شطب هيثم، وهذا حق مشروع للجماهير أن تبدي رايها بصورة حضارية، ولكن كان الاعتقاد أن التظاهرات والاعتصامات داخل النادي سوف ستنتهي بعد انتقال اللاعب للمريخ بصورة مفاجئة للذين تعلقوا به وامتنعوا عن الطعام من أجله وتعرضوا للبرد القارس احتجاجاً صارخاً في مواجهة قرار شطبه، وأبعد من ذلك بعد أن غض الطرف عن الهلالابي الذي عرض نفسه للتهلكة متسلقاً أحد كشافات استاد الهلال. كان الاعتقاد أن مشاعر هؤلاء قد اهتزت بعد أن داس عليها اللاعب وضحك عليهم، كان الاعتقاد بأن اللاعب سينتظر لشهور ويعود بعدها للهلال كما فعل الدحيش وكان المتوقع أن يذهب لنادٍ آخر غير المريخ كان الاعتقاد أن يوجه المعتصمون عاصفة الغضب على اللاعب مثلما فعلت بقية الجماهير غير المعتصمة، ولكن استمر الاعتصام على أساس الإطاحة بالمجلس وفي كل جمعة يرفع المعتصمون شعار جمعة الرحيل، ولكن لا انفض اعتصامهم ولا رحل مجلس الإدارة. ٭ الجماهير تصادر حق الجمعية قلتها من قبل من على هذا المنبر عندما أعلنت الجماهير رفضها لبعض قرارات ذات المجلس،إن الجماهير، جماهير أي نادٍ مهما بلغت سطوة جماهيره، لا تملك حق مقاومة قرارات المجالس، والجماهير الهلالية هنا تصادر حق الجمعية العمومية والتواجد في النادي أي نادٍ ليس مكفولاً بالقانون للجماهير. ولكن حق أصيل لعضو النادي الذي من حقه دخوله ومحاسبة مجلس الإدارة من خلال جمعية عمومية عادية أو غير عادية، وإذا أخطأ المجلس فالخطأ هنا لا يعالج بالخطأ واقتحام النادي والاعتصام بداخله. والطريق المستقيم والصحيح والسليم أن تترك الجماهير حق محاسبة المجلس للجمعية العمومية. إن الوضع شديد الالتباس للمعتصمين وهم الذين يصادرون حق الجمعية في محاسبة المجلس والإطاحة به، ولو كانت للجماهير سلطة تسيير مجلس الإدارة وتغيير قراراته لما عاقبت لجنة الكرة بالنادي الأهلي القاهري أكرر لجنة الكرة وليس مجلس الإدارة، عندما عاقبت أبو تريكة لمجرد أنه رفض اللعب في مباراة بعينها تأييداً لمقاطعة ورفض الأولتراس الأهلاوي لهذه المباراة، فالأهلي قال لجمهوره قف عندك القرار ليس بيدك ولكن من صميم عمل مجلس الإدارة ولجنة الكرة التي قامت بإيقاف أبو تريكة وتغريمه وتجريده من الكابتنية. ٭ حقيقة نحن لا نقلل من دور الجماهير وصحيح أنها والجمعية العمومية للنادي يتقابلان في حب الهلال ولكن لكل فئة دورها المناط بها وترتكب الجماهير خطأ جسيماً إذا ارادت مصادرة حق الجماهير في إقصاء المجلس ومحاسبته. ٭ جريمة في حق الهلال وليت الأمور سارت على نحو هاديء داخل النادي، ويكفي أن تضرب الفوضى بالقلعة بصورة يقوم فيها بعض المعتصمين بالاعتداء على كابتن الهلال وعضو مجلس الإدارة المهندس أحمد آدم ومحاولة منعه دخول نادي الهلال، كيف يسمح المعتصمون لأنفسهم اعتراض عضو المجلس من دخول النادي وهو حق أصيل له. الاعتداء على كابتن أحمد لا يعكس وعياً كبيراً لمنفذي الاعتداء، ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم وهم يعتدون على حارس الهلال الأسطورة وهو الذي دوخ المريخ وكان أحد عقده في الهلال، إن من حق أحمد آدم الذي يمثل جزءاً رائعاً من تاريخ الهلال أن يمشى في ساحة النادي بين الجماهير مرفوع الرأس والهامة وكيف تسيل دماء من سال دمه لعباً وشراسة في صفوف الهلال بصورة سالت معها دموع الفرح بانتصارات الفريق طوال فترة ذهبية من تاريخه وتاريخ الأزرق، ويا ناس كفاية بهدلة بالهلال. ٭ أين المجلس.. أين الشرطة إن موقف المعتصمين بلغ حداً مؤسفاً عندما تم الاعتداء على كابتن أحمد آدم بكل تاريخه الملئ بالإنجازات لاعباً ومدرباً وإدارياً، وبالتالي فإن ما يجري فتنة، وكان مجلس الإدارة بتساهله هو الذي جعل المشهد مرتبكاً إلى هذا الحد كما أن ما يجري يحدث تحت سمع وبصر شرطة الشغب والاعتصام يستمر لأيام عديدة دون أن تقترب منه الشرطة وتحاول فضه بالصورة السلمية. واتساءل إذا جرت واقعة الاعتصام هذا أمام إحدى الوزارات ليوم واحد فهل كانت الشرطة ستسمح بها وتتفرج على اعتصامها، لقد اختل ميزان الأمن واختلط الحابل بالنابل والسادة المعتصمون سيتحرشون بكابتن الهلال أحمد آدم في محاولة لمنعه من دخول النادي، فماذا تبقى بعد أن مارس هؤلاء أدواراً واضحة للبلطجة. حقوق الهلال لا تؤخذ باليد كما قال المهندس الهلالي الغيور التوم محمد يوسف وهناك قنوات مشروعة لإجبار مجلس الإدارة على الاستقالة ليس من بينها الاعتصام والاعتداء على رموز مضيئة مثل كابتن أحمد آدم وكفاية بهدلة بالهلال يا هؤلاء.