ورمضان يزحف نحو نصفه الأول، ظهر جليا التوازن الكبير في برامج التلفزيون القومي، بين خصوصية شهر رمضان أفضل شهور الله، وكونه موسماً للتنافس بين القنوات الفضائية لتقديم برامج جاذبة للمشاهدين تتسم بالترفيه والمنوعات والغناء، ونجاح التلفزيون أرجعه الخبراء والمتابعون لتراكم الخبرات وعراقة الجهاز الذي يحبو نحو عامه الخمسين. فترات دينية توجيهية : فقد نجحت إدارة البرامج بالتلفزيون في إعداد فترات دينية مفتوحة تبدأ الأولي من السادسة وحتي السابعة صباحا، حشدت فيها برامج توجيهية تتواكب مع روح الشهر المبارك منها برنامج (محراب النور) المهتم بالقراءات وحفظ وتجويد القرآن الكريم. في الفترة الدينية الثانية وثق التلفزيون لعدد كبير من الخلاوي والمساجد بفيلم توثيقي قصير يوميا إلي جانب برنامج (من وحي الصائمين) الذي يقدمه عدد من الأئمة والدعاة والمشائخ، حيث يقدم البروفيسور التجاني حسن الأمين فقرة (الإعجاز العلمي في القرآن الكريم)، ويقدم الدكتور عبد الله الزبير والدكتورة فاطمة عبد الرحمن والشيخ سيف الدين أبو العزائم (خواطر إيمانية)، ويقدم فضيلة الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري فقرة (في ظلال آية)، ولأول مرة تلاوة جماعية قبل الإفطار سجلها التلفزيون في عدد كبير من الخلاوي بولايات السودان، مع الشيخ العبيد البرعي ومجموعة من الحفظة . ويلاحظ إفراد التلفزيون مساحة للفقه حيث تم استضافة عدد من مشائخ جمعية الإمام مالك في (كرسي العلوم الشرعية) المختص بفقه الإمام مالك، إلي جانب حلقات من برنامج (هذا نبينا) و (النعمة المسداة) التي قدمها البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم. سهرات فنية توثيقية: التوثيق طابع سهرات التلفزيون لشهر رمضان هذا العام، فالأستاذ عمر الجزلي استضاف الفنان زيدان إبراهيم في سهرة (زمان يا فن) حكي فيها زيدان ملامح من تجربته الفنية وقصص وحكايات عدد من أغنياته وعلاقته مع الشعراء والملحنين، وبذات الطابع كانت (حلم الاماسي) التي وثقت لمسيرة الموسيقار الدكتور محمد الأمين، وهي سهرة بذل فيها جهد كبير، تم تصويرها في مناطق متعددة بمدينة ود مدني شكلت حياة الفنان محمد الأمين، وأطلت في السهرة ولأول المرة مذيعة الأخبار والنشرات الرياضية عفراء فتح الرحمن وهي تجربة كبيرة وتمضي فيها حتي الآن بنجاح. مع الكابلي سهرة توثيقية أخري أعدها وأخرجها إسماعيل عيساوي الذي عاد للعمل الميداني بعد طول غياب كما أعادت السهرة المذيع المتألق عبد الله محمد الحسن لبيت الكبيرة مقدما لها، ومع كابلي سجلت علي ذات طريقة حلم الاماسي حيث تم تسجيل محطات في حياة الكابلي من مناطق بور تسودان وسواكن ومروي. وللشعراء نصيب في سهرات التلفزيون فقد خصصت سهرة أسبوعية للتنافس بين الشعراء الشباب، وهي سهرة (سحر القوافي) للتنافس في الشعر العربي الفصيح والعامية السودانية، بمشاركة كوكبة من الشعراء الكبار مقدمتهم أزهري محمد علي ومحي الدين الفاتح، بتقديم متميز للشاعرة روضة الحاج والمذيعة المتطورة ميسون محمد عبد النبي. كما قدم التلفزيون سهرة (ينابيع السنا) وهي عبارة عن برنامج حواري يذكر بمجاهدات الرسول صلي الله عليه وسلم وقيادته للمسلمين نحو النصر والتمكين وبناء دولة الإسلام، وطرح البرنامج الرؤى الإسلامية لمعالجة إشكالات الواقع الماثلة (اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا) إضافة إلي عكس أصالة الحضارة الإسلامية وريادتها بين الأمم. فترة المنوعات حوار الذكريات والشجن والطرفة والموسيقي أداره المذيع العائد الطيب عبد الماجد في فترة المنوعات الرئيسية (بيني وبينكم) وقد وفقت أسرة البرنامج في حشد ثنائيات متنوعة في الرياضة والثقافة والفنون، ومن أبرز حلقات بيني وبينكم حوار اللحن والكمان الذي جمعت فيه الفترة الموسيقارين الشهيرين محمدية وعربي بمشاركة العندليب الأسمر زيدان إبراهيم والفنانة سميرة دنيا، وقد أظهرت الفترة ثنائيات في الغناء بين شرحبيل أحمد وآمال النور، الهادي الجبل ونهي عجاج، حيدر بور تسودان وإيمان توفيق. حوار الحضارات من البرامج التي تميز بها التلفزيون القومي في هذا العام برنامج حوار الحضارات الذي يركز علي الرؤية السودانية لمفهوم توارث الحضارات باستضافة عدد من العلماء والمفكرين. فكرة البرنامج حسب إدارة الأخبار والشؤون السياسية المشرفة عليه تعتمد علي إبراز دور السودان كدولة قائدة ورائدة في التعايش والتحاور السلمي نسبة لما يتمتع به من تنوع و خصوصيات ثقافية واجتماعية وإعلاء مبدأ الحوار بين الحضارات من اجل بناء امة متماسكة. حتي يوم أمس تمضي برمجة التلفزيون بتوازن كبير بين التوجيه والترفيه مع وجود مكثف للفواصل والمشاعل الدينية التوجيهية في كل برامج التلفزيون.