تنازل أولياء دم قتيل الكلاكلة الذي لقي مصرعه على يد نظامي رمياً برصاص عن حقهم في القصاص تقديراً وعرفاناً للشرطة السودانية والتي يتبع لها المدان بقتل والدهم. وأكد أبناء وأحفاد القتيل والبالغ عددهم (29) ابناً لمحكمة جنايات الكلاكلة برئاسة القاضي عماد شمعون تنازلهم عن حقهم الخاص في مواجهة النظامي بعد ثلاث سنوات من المحاكمة، وكانت المحكمة قد أصدرت في مواجهته عقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت، حيث تقدم الأستاذ جعفر كجو ممثل الدفاع باستئناف القرار الصادر آنذاك وأوقعت عليه محكمة الاستئناف عقوبة السجن (7) سنوات مع دفع الدية الكاملة، وبدوره تقدم الأستاذ محمود ياسين ممثل الاتهام بطلب للمحكم العليا طعن في قرار محكمة الاستئناف، وعلى ضوء ذلك أرجعت المحكمة العليا ملف القضية لمحكمة الموضوع لإعادة النظر ولسماع بينات إضافية ومن ثم تكون المحاكمة. وتشير الوقائع إلى خلفية البلاغ الذي تقدم به شخص إلى عربة الوردية «النجدة»، أفاد فيه بأن القتيل وهو مسن اتهمه بأنه يثير الرعب بين المواطنين في المنطقة على حد قوله، وتحركت عربة النجدة إلى المنطقة للقبض عليه وبها (3) أفراد ونزل اثنان منهم بينما ظل المتهم داخل العربة يراقب الموقف من على البعد، وبعد لحظات شاهد زميله ساقطاً على الأرض بعد عراك دار بينه وبين القتيل، وفور ذلك تحرك من العربة وترجل وذهب إلى مسرح الحادث وكان يحمل سلاحه «كلاشنكوف»، وحاول إطلاق النار للسيطرة على الموقف وخرجت منه ثلاث طلقات وأصابت واحدة منها القتيل وتم إسعافه بواسطة الأفراد وبذات عربة الدورية إلى المستشفى وتوفي هناك ودون في مواجهته بلاغ ومن ثم كانت إجراءات المحاكمة. الجدير بالذكر أن تنازل أبناء القتيل عن حقهم الشرعي في القصاص جاء تقديراً لدور الشرطة بغض النظر عن تفاصيل الحادثة، حيث أعربت ابنة القتيل الصغرى عن عزمها الانتماء لجهاز الشرطة السودانية ولا تود أن يكون بينهما (ثأر) لذلك أعلنت العفو عن النظامي قاتل والدها.