للأشياء القديمة لذة خاصة، تأمل مثلاً صورك أو خطاباتك أو مذكراتك القديمة ستجد متعة في ذلك، وتسرح طويلاً معها.. لذلك تظل اسهامات ابنتنا الصحفية «العملاقة» أماني شريف مزمل التي تخصصت في تناول أخطر القضايا في الصحف القديمة وإعادة نشرها في سمت جميل يوم الثلاثاء «وواحد واحد الفين واطناشر» أعادت في صفحتها الراتبة «بحكايات» قضايا منسية.. أخبار الاحتفال بأعياد الاستقلال في سنوات قديمة.. من ذلك انها نشرت برنامج احتفالات عيد الاستقلال لمجلس بلدي الخرطوم وذلك في 1/1/1962م حفلات مجانية ورحلات نيلية.. وعروض لنادي الزوارق.. لفت نظري نشر خبر افتتاحات على استحياء في عيد الاستقلال آنذاك.. وكانت افتتاحات ثلاثة طرق أهمها شارع علي عبداللطيف.. نشر الخبر دون أي احتفاء.. ودون تصريح بأن الرئيس عبود سيحضره أو حتى وزرير الطرق أو وزير المواصلات.. نشر الخبر على استحياء وسط جو برامج الاحتفال.. فتخيلت افتتاحاتنا التي نحشد لها الوزراء والإعلام مرئياً ومسموعاً ومقروءاً.. كأنما حكومة عبود ترى إن ذلك من واجبها أن تفتتح الطرق وتنشئ المؤسسات ولا تعتبره انجازاً لذلك لا تعمل له «زيطة وزمبريطة».. ذلك إنها ترى إن الحكومة خادمة الشعب .. خبر آخر لفت نظري أو هو إعلان لقضاء عطلة عيد الاستقلال المجيد بمدينة الجيلي السياحية، لا أريد أن «أمغسكم» بأن الرحلة بجنيهين فقط وفيهما المواصلات ذهاباً وإياباً ببص حديث مع وجبة إفطار مع الشاي والقهوة.. تخيلوا كل ذلك بجنيهين فقط.. الطريف أن الرحلة مجاناً للأطفال دون السابعة وخمسين في المائة للأطفال فوق السابعة.. شوفوا الهملة دي .. لكن يحيرني سؤال أين مدينة الجيلي السياحية هذه الآن.. وماذا تم في أمرها.. وهل يمكن إعادة مجدها.. طبعاً لن يكون بجنيهين فقط.. هناك إعلان أيضاً عن ليلة ساهرة كبرى بنادي الخريجين أم درمان يشترك فيها الفنانون أحمد المصطفى ومحجوب عثمان مع فرقة عثمان حميده «تور الجر» بجانب أن قبيلة الزاندي ستقدم رقصتها الرائعة والعريقة.. حفل مثل هذا يمكن أن أحضره.. ففيه غناء جميل ومسرحية قصيرة ضاحكة بجانب رقصة ممتعة مافي ذلك شك.. قارنت ذلك بحفلات استقلال وراس سنة هذا العام.. ما الذي يدعوني لحفل يغني فيه شريف الفحيل لحمد الريح .. ومنار الصديق لعائشة الفلاتية.. وأبوطالب الذي لا أعرف له ولا أغنية واحدة.. قارن بين ذلك وبين أن استمع لعمالقة من الفنانين بجانب دراما.. بجانب رقصة شعبية مايحز في النفس إن كانت لدينا فرق جاز كبيرة، أعلن عن حفلاتها على سبيل المثال الفنان كمال كيلا.. وفرقة الاسبادز.. فرقة أضواء بحري بجانب ذلك هناك خبر اجتماعي طريف.. إن شاباً تم تصويره في احدى الحفلات مع خطيبته- ليس رسمياً- فيما يبدو .. ووقعت الصوره في يد والد الفتاة! ماذا فعل لم يتجه الى أمن المجتمع أو النظام العام .. بل أحضر الشاب وأحضر المأذون وعقد قران الشاب على ابنته.. يا لذيَّاك الزمان ..!