كان للمحجوب الفضل الأكبر في تنظيم وإنجاح مؤتمر القمة العربي الذي اشتهر وحتى الآن بمؤتمر اللاءات العربية، وهو المؤتمر الذي عالج جراح هزيمة يونيو 1967م واعاد العرب الى مربع الصمود والمواجهة مع العدو الإسرائيلي، وعلى هامش المؤتمر المذكور استطاع المحجوب ان يحقق معجزة ما كان هناك في العالم العربي بأسره من يصدق إنها ستتحقق في يوم من الأيام وهى إعادة المياه الى مجراها الطبيعي ما بين مصر والمملكة العربية السعودية، وذلك من خلال نجاحه في تحقيق مصالحة حقيقية بين الراحلين الكبيرين الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود والزعيم جمال عبد الناصر، وبعد ان جمعهما في بيته المتواضع، وكل ذلك مهد الطريق أمام المحجوب ليلعب دوراً مقدراً في إيقاف الحرب الأهلية وامتدادها الإقليمي في اليمن. وعلى صعيد القارة الأفريقية كانت تدور حرب أهلية شرسة بين القوات الحكومية والمتمردين الانفصاليين في إقليم بيافرا الغني بالبترول، وكانت المطامع الأجنبية تصب الزيت على نار الحرب، فبذل المحجوب من المساعي الحميدة والمجهودات المقدرة مما قاد في النهاية الى إطفاء بؤرة الحرب وإعادة توحيد نيجيريا كما كان يأمل. للمحجوب عدا الكتب الكثير من المقالات في الصحف والدوريات المختلفة بجانب الخطب المتعددة الرفيعة المستوى سواء داخل البرلمانات السودانية المتعددة أو في قاعات الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حالياً) أو في الأممالمتحدة، هذا وقد أجازت جامعة الأزهر عام 1982م رسالة ماجستير للباحث كمال الدين محمد بعنوان (محمد احمد محجوب، أديباً) كما أجاز معهد الدراسات الأفريقية بجامعة الخرطوم عام 1983م رسالة دبلوم عال للباحث محمد عمر موسى بعنوان (محمد احمد محجوب:لمحات من حياته السياسية. ومن أعمال المحجوب الفكرية التي صدرت (الحركة الفكرية في السودان الى أين تتجه؟) الخرطوم 1941م- و(الحكومة المحلية في السودان) القاهرة 1945م- و(موت دنيا) القاهرة 1946م وقد سلفت الإشارة الى ان هذا الكتاب مشترك مع عبد الحليم محمد و(نحو الغد) الخرطوم 1970م - و(الديمقراطية في الميزان) بالعربية والانجليزية. وصدر له من دواوين الشعر (قصة قلب) بيروت 1961م- و(قلب وتجارب) بيروت 1964م - و(الفردوس المفقود) بيروت 1969م و(مسبحتي ودني)القاهرة 1972م. وقد عاني المحجوب في سنواته الأخيرة من المؤامرات الحزبية وتعرض للسجن وحياة المنفى، فاللهم أسبغ عليه شآبيب غفرانك ورضوانك ورحمتك بقدر ما قدم لامته وللإنسانية من عطاء وأفضال وبقدر ما عاني من الشقاء في سبيل ذلك انك سميع مجيب.