بين الحين والآخر تدمي قلوبنا فواجع شريان الشمال ، المآسي التي تحدث في هذا الطريق تدعو أهلنا الطيبون للبحث عن طريقة لكبح جماح هذا الثعبان عفوا أقصد الشريان ، فمنذ أن تم إفتتاحه وهذا الشريان ينزف ، لكن في كل الاحوال فإن رعونة السائقين وأستهتارهم بأرواح البشر من اولى مسببات الحوادث على هذا المسار ، إذن تعالوا نسأل أنفسنا كم من الضحايا غيبهم هذا الشريان منذ أن تمت سفلتته ، لكن على كل حال تنطبق عليه مقولة جبناه فزعه بقى لينا وجعه ، أسمعوني رغم متاعب السفر على هذا الطريق في الماضي لكن لم نكن نسمع حوادث فاجعة على مساره إنطلاقا من امدرمان وحتى ارض المحس والسكوت وأبو فاطمه ، كانت الباجة وابو ضلوع وبوحات هي المناطق العويصة في هذا الطريق إن لم تخني الذاكرة الغربال ، لكن رغم ذلك كان المسافرون يحتفظون بذكريات عن الرمل والنيل والادوية والمطر ، ربما يقول احد الحانقين من صاحبكم طيب عرفنا ده كله ، ولكن ما الحل الجذري لكبح فواجع شريان الشمال ، صبركم السرعة قاتلة ، روّقوا المنقة ، الحكاية تتطلب العديد من المحاور ، والآليات اولا مسألة ازدواجية الطريق وجعله مسارين شيء من سابع المستحيلات ، طيب قول لينا يا فهيم نعمل ايه ؟ ، في تصوري ان وضع نقاط مرورية على مسافات متباعدة على هذا الطريق من الاهمية بمكان وذلك لضبط المسرعين والمخالفين والمتجاوزين الذين يتسببون في الحوادث الفاجعة ، كما يمكن وضع رادار لكشف السرعة مرتبط باقرب دوريات مرورية في المنطقة ، علاوة على ذلك يجب ان يتضامن ابناء الشمال حتى وان كانوا في سابع ارض من اجل اطلاق اسبوع توعوي ، تقوم برعايته احدى الجهات المختصة يتم تخصيصة للتوعية المرورية بالنسبة للسائقين ومستخدمي هذا الطريق ، على ان تتواصل هذه التظاهرة حتى لا تصبح مجرد زوبعة في فنجان . عموما اخشى ان نصب جام غضبنا على هذا الطريق ويبدأ الناس يفكرون، في زمان البواخر النيلية البوابير ، رغم ان القليلون كانوا يستخدمون هذه الوسيلة للسفر من الشمال الى العاصمة ، ومن اشهر البواخر النيلية في الشمال سابقا الجلاء وكربكان والزهرة ، وفي الخطاب الغنائي يقول الشاعر ( جروح قلبي اللبت تبرا زولي الشالتو الزهره ) ، وقال الفنان ود اليمني (بابورك في الاراك) ، والبوابير ايضا لها نصيب في الاغنية العربية ومنها اغنية السورى موفق بهجت بابوري رايح بابوري جاي ، واغنية يا بابور الساعة اطناشر ، البابور ايضا يطلق على مكائن المياه الضخمة وفي ذلك يقول الشاعر المطبوع احمدون ( الرايقه شتيلة قرير الفجر نبحن بوابيرها) عموما الخوف كل الخوف ان يتحول شريان الشمال الى بعبع وكابوس دموي يضع الانسان يده على صدره كلما فكر في ارتياده .