ما فيك زول يا بلد لا يتمنى أن يرى الخرطوم واحدة من كبريات العواصم العربية والعالمية جمالاً وأناقة ونظافة وقبلة للسواح، وهذه الأمنية تحتاج لعمل دؤوب وروح مخلصة وعزيمة لا تلين، لكنها قبلاً تحتاج لجدولة الأولويات التي تبدأ بالضرورات وتنتهي بالكماليات، وفي النهاية تتكامل الصورة لتبدو الخرطوم في أبهى حلة، وهذا الحسن والبهاء بالضرورة يفترض أن يعكس واقع مواطنها وحالته المعيشية، يعني مثلاً مجرد الإطلالة على مدينة كدبي، تدرك تماماً مستوى دخل الفرد فيها، المواطن قبل المقيم، بدلالة الفنادق والأبراج والمولات، وما الى ذلك من بنيات فخمة اكتملت وبرزت للسطح (تتممة) لبنيات حياتية مهمة من خدمات مياه، وكهرباء، ومواصلات، وسلع استهلاكية ذات ماركات عالمية، يستطيع المواطن شراءها لأنه يملك الدخل الذي يجعله قادراً على تناولها، لكن الناظر الآن للخرطوم بتركيز (وكدي يجرب من لم يجرب) الناظر للخرطوم سيشاهد تطاولاً في البنيان وبشكل جمالي محير، وديكورات مهولة، وده على صعيد بعض الوزارات والمؤسسات التي تشكو ضعف ميزانياتها، وقلة رواتب المنسوبين اليها، وبعض معاشييها يشكون لطوب الأرض، مما يعني أن الميزانيات توجه في الطريق الخطأ، لأنه (كان الزاد ما كفى ناس البيت يحرم على البنيان) أقصد على «الجيران» و(بعدين هو الإنسان نفسه «مبشتن» وحالته حال لزوم الجيهة للحيط شنو)، والناظر للخرطوم في أكثر أحيائها سيشاهد تطاولاً في البنيان وتسابقاً في الخرط الهندسية من أم بلكونات طائرة وأحواض السباحة للبوابات الكهربائية، وده على صعيد الأفراد، مما يجعلك تظن أنك في جزيرة «بروناي» حيث أعلى دخل للفرد في العالم، إن لم أكن مخطئة في المعلومة، لينبري السؤال المهم.. الناس دي جابت القروش من وين؟!! خاصة إذا كانوا مسؤولين أو موظفين كبار واللا صغار، أوعى تقولوا لي ماهية وبدلات، لأنه الماهية والبدلات دي لا تسدد فاتورة بعضهم في مول الواحة، حيث يقبع «الهايد ماركت» الفخيم بما لذ وطاب.. بمناسبة مول الواحة دعوني أسأل هل هذا المبنى المهول أقيم دون دراسة جدوى أو رؤية مستقبلية له؟ لا أظن الاجابة نعم.. بدلالة أن المبنى الذي يصرف أموالاً متلتلة على الإنارة والتكييف والسلالم الكهربائية والنظام هو غير مستثمر من قبل أي جهات تجارية، وطوابقه المتعددة الفاضية تشهد على ذلك!! على فكرة حتى المحلات التجارية الموجودة في الطابق الأرضي لا تجد إقبالاً جماهيرياً بسبب الأسعار الخرافية، حيث بلغ سعر الحذاء ثلاثمائة جنيه، وسعر شنطة اليد ستمائة ونصف جنيه، والبغيظ أكثر أن السوق العربي المقابل للمول يعرض سلعاً ممتازة وبسعر أقل من هذا بعشرات المرات، لدرجة أني فكرت أقيف في نص المول وأغني ليهم زي شعبان عبد الرحيم حأروح السوق العربي.. وأجيب قميص جديد هسة.. الدايرة أقوله إن إنسان الخرطوم وإنسان السودان في كل ولاياته محتاج في المقام الأول الكفاية في الصحة والتعليم ومأكله ومشربه.. أما القزاز البلمع ده ملحوق!! كلمة عزيزة: سمعت أنه اتحاد المهن الموسيقية يفكر، شوفوا «يفكر دي في إقامة حفل لصالح علاج محمود عبد العزيز، على فكرة محمود مرضه الأخير قارب على الشهر قضاها في العناية المكثفة، الناس ديل يا سمعهم ثقيل يا استقبالهم بطئ كلمة أعز: حسناً فعل مجلس تشريعي ولاية نهر النيل برفض قيام قناة فضائية خاصة بالولاية التي تحتاج لنهضة تنموية أكثر من حاجتها لمشروع سابق لأوانه.