الأخ/ الفاضل/ عبد الباقي الظافر صاحب عمود (تراسيم) بالعزيزة « آخر لحظة» : أولاً: أنا من المداومين على القراءة لك والمعجبين بقلمك الشجاع وعمودك الجريء والمقروء. ثانياً: أرجو أن تسمح لي باستعارة منبرك لأعقّب على ما كتبته يومي السادس والسابع من يناير 2013م وإشارتك لأمر إعادة ولاية غرب كردفان بعنواني «استنساخ ولاية- ومجلس أولاد القبائل»، وقد بدأت حديثك بأن القبائل بدأت تستأسد وتترك دورها كمكوِّن اجتماعي تقليدي لتلعب دوراً سياسياً، أحب أن أؤكد بأن هذه القبائل لها إدارة أهلية تقود العمل السياسي والإداري والقضائي والاجتماعي والعرفي لما فيه خير المنطقة وعلو شأنها.. ومنطقة دار حمر التي تتحدث عن نفرتها للمطالبة بولاية عاصمتها النهود، هذه المنطقة لها نسيج اجتماعي قد لا نجد مثله في كل السودان، حيث تضم أكثر من ثلاثين قبيلة تعيش في وحدة وترابط وتداخل و لا تستطيع أن تميز بين مكوناتها القبلية، هل تعلم أن عمدة مدينة النهود عامصة دار حمر من قبيلة الشايقية «العمدة أبورنات»؟ وهل تعلم أن وكيل ناظر حمر في المنطقة الشمالية من الدار أيضاً من قبيلة الشايقية «عبد الرحمن الكرسني في أم بل» فضلاً أن هناك شراتي من كل القبائل المكونة لسكان المنطقة والشرتاي هو مسؤول الإدارة الأهلية عن رقعة جغرافية وليس عمدة قبيلة كما نجده في مناطق كردفان الأخرى وبعض مناطق السودان، وهذا النظام حصرياً لا يوجد إلا في منطقة دار حمر، لذا أخي الظافر - لم تكن المطالبة بولاية النهود على أساس قبلي ولم نقل يوماً بأن تكون الولاية باسم دار حمر فلتكن ولاية النهود أسوة بالقضارف وسنار وكسلا. كذلك لم تكن مسببات المطالبة بالولاية لدى أمير قبائل دار حمر الأمير عبد القادر منعم منصور لأن قبيلته أول من بايعت الإنقاذ، بل هناك مسببات وهي المساحة والسكان ومحاصيل الصادر والضأن الحمري والذهب والبترول وهي من مقومات إنشاء الولايات، وهي معايير أعددناها في دراسات وإحصائيات وخرط وكما ذكرت في حديثك سلمناها السيد/ النائب الأول لرئيس الجمهورية.. أما إشارتك لحديثي في اللقاء بالأخ/ النائب الأول بأن انضمام محليات المنطقة لولاية غرب كردفان السابقة يجعلها أقل أمناً ويجعلها معبراً للحركات المسلحة هذا ما عشناه وعايشناه الآن وسابقاً في منطقتنا ودفعنا كثيراً من الأنفس والمال في الصراع مع هذه الحركات، أما الخوف على الأمن وانفراطه فدونك ما يحدث الآن بمدينة الفولة. نحن قُدنا هذه الوفود للخرطوم كقيادات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وروابط شعبية لا يفصل بينا لون سياسي أو لون قبلي، وعلى هذا النهج نشأنا وتعلمنا من أجدادنا وآبائنا، لم تكن القبيلة في يوم من الأيام مقياس للقيادة والتقدم لخدمة الأهل والمنطقة، ولا نريد أن نكشف كل أوراقنا في تداخلنا القبلي ولكن تظل منطقة دار حمر مظلتنا جميعاً وهي المولد والمنشأ ومرتع الصبا وهي التي شكلت وجداننا ومنحتنا النخوة والقوة وعلمتنا معنى النفير والنصرة والعزة والكرامة وعلمتنا معنى أن نعيش وننتصر ومعنى أن نحيا مرفوعي الرأس. أما حديثك عن مجلس الولايات فإني أوافقك في كلمة قلتها وكتبتها فيه فهو مجلس للديكور والزينة مجلس لا يُبديٌء ولا يُعيد. لك كل شكري وتقديري ونتمنى أن يدوم الوصل بيننا مع تمنياتي لكم بالتوفيق. عثمان الشريف محمود الأبيض