التحرير كلمة كثيراً ما يتناولها رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ عبد الرحمن في خطاباته لأهل كردفان.. هو يقصد إذاً، بل قالها صراحة إن المؤتمر الوطني يستعمر تلك المناطق وسيحررها هو من قبضته قريباً. يدير الرجل منافسة شرسة ويعمل بكل طاقاته وأدواته لأجل دحر الوطني وإخراجه منها، وقد كسب ودهم السياسي عبر وضعهم الإنساني، لكنه يقول إنه لا يعمل لأجل انتخابات أو زعامات وإنما يدفع في ضريبة الوطن، ذاكراً يحزنه جداً استغلال الحزب الحاكم لأهله ومواردهم دون أن يتذكرهم في التنمية ويأخذ منهم كل شيء ولا يمنحهم شيئاً، في وقت قال إن قياداته وأبناءهم ومنسوبيه يعيشون في نعيم الدنيا، مستنكراً ما يعيشه إنسان تلك المنطقة من السودان من مرض وجهل وفقر وتهميش، سيما بعد مرور «57» عاماً على الاستقلال، منادياً حرية.. سلام وعدالة والثورة خيار الشعب، وقال الشيخ إن الحكم مسؤولية وعقد بين الحكومة والشعب وإن الوطني أخل به مما لا يجعل هناك مبرراً لبقائه في الحكم، مطالباً المواطنين بتحرير أنفسهم من أيدي الوطني وأن لا يخشوه حسب تعبيره. الشيخ يقول إن البلاد أصبحت حِجراً على حفنة لا تعد في أصابع اليد في إشارة للمؤتمر الوطني، ذاكراً أنه أقحم البلاد في حروب أفقرتها وأصبح المواطن آخر أولوياته وأن محليات وقرى شمال وغرب كردفان تحوي أكثر من «385» فصلاً بنيت من القش في وقت تنتشر فيها المخدرات والإيدز والجريمة، واعتبر الشيخ أن العجز الذي ضرب الموازنة من عمل أيديهم، مؤكداً أن ليس هناك من معالجات لإسعافها إلا عبر مزيد من الجبايات والضرائب التي ستثقل كاهل المواطن، معتبراً أن الضجة حول زيادة الأجور لم يجنِ منها العامل سوى «60»ج وزادت إرهاق الموازنة، معتبراً أن الهالة التي تضعها الحكومة حول وجود الذهب وإمكاناته في سد العجز قصة وهمية سعى الوطني منها لأن يشغل المواطنين عنه، متعهداً بفضح الوطني وعدم التعامل معه بفقه السترة وقال لأنه سيتمادى في سرقته على حد تعبيره، وقال إنهم في إشارة إلى حلفائه في المعارضة لن يقفوا متفرجين على ضياع بقية السودان، متعهداً بتمليك أهله من قرى ومحليات شمال وغرب كردفان مشاريع تجعلهم ينهضون من ذل الوطني ويقفون في وجهه، واصفاً إياه بأنه «كاوش» على البلد بكل الطرق. وأعلن الشيخ عن شروعه في افتتاح خلاوى للتعاطي الجديد مع الدين وليس عبر الإتجار به مما فتح الباب واسعاً للسلفيين ووضع السودان في موقع لا يشبهه ولا يشبه العالم، وزاد بالقول الوطني يستمتع بإهانة كرامة الإنسان ويخطط لذلك بدليل أنه جعل الإنسان والبقر والكلاب يشربون من مورد واحد، مردفاً من يعطي صوته لحزب يجب أن يحاسبه إذا قصر في مسؤولياته، داعياً إياهم ملاحقة نوابهم الذين انتخبوهم ولم يروهم منذ فوزهم، مردفاً لا تتركوهم يناموا في العسل.و اتهم الشيخ الوطني باستهداف الأحزاب المعارضة له لدى جماهيرها والعمل على تكسيرها وتفكيكها وقتل وسجن وتعذيب قياداتها، وقال إنه أصبح يبث شائعات حول شخصه، واصفاً إياه تارة بالمسيحي وأخرى بالكافر والشيوعي والتابع للجبهة الثورية كي يفض الناس من حوله، واصفاً تلك العملية بالبائسة وقال إن الوطني الآن في أضعف حالاته، قاطعاً باستمرارهم في «الزن» بأذنه حتى يغادر السلطة، مردفاً وإن كان قد مات والضرب على الميت حرام، طالباً الوطني الحكومة بفتح كلية زراعة بجامعة غرب كردفان، واعداً بالإسهام في تمويلها وإنشاء مزارع تجريبية ومراكز بحوث توفر التقاوى للمزارعين أسوة بجامعة الجزيرة، داعياً أبناء المنطقة بتأسيس جمعيات ومنظمات مجتمع مدني تهتم بشؤون وقضايا المنطقة، مضيفاً بعد أن أصبحت جماعات ضغط على المؤسسة السياسية. الأمين العام للحزب عبد القيوم عوض السيد قال إن همهم الأول هو تحريض الناس على التغيير بداية بقراهم ومحلياتهم، متعهداً أن يكون حزبه في طليعة الأحزاب التي تعمل على ذلك، مردفاً لا سكوت بعد اليوم. رئيس الحزب بمحلية الرهد علي مهدي طالب المواطنين بالإسراع في استخراج الرقم الوطني حتى لا يفسحوا مجالاً للوطني للتلاعب بحقهم في الانتخابات، مطالباً إياهم بمزيد من الاهتمام بالزراعة والرعي والضأن الحمري. وعاهد مواطنو قرية الجمل بمحلية الرهد الشيخ على مقاطعة الوطني وعدم استقباله وقالوا لن يمنحوه كرسياً يجلس عليه إذا زارهم.