دون إعلانات ودوي إعلام قبل انعقادها رسمياً افتتحت الأول من أمس بالدوحة جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة وحركة العدل والمساواة، بغرض ضم الأخيرة لاتفاقية الدوحة لتكتسب الاتفاقية بذلك قوة دفع جديدة، تجعل من اتفاقية الدوحة مرجعية السلام وتكسبها صفة الوحدوية. اتفاقية الدوحة غير قابلة بحكم تصميمها والقوى المتراصة حولها للفتح مرة أخرى، أي أن بنودها الرئيسية- السلطة- الثروة- العدالة- المصالحات لا تقبل حذفاً أو إضافة.. لكن الترتيبات الأمنية تظل مفتوحة بما يعني أن هذه الجولة محرم عليها فتح كل بنود الاتفاقية عدا بند الترتيبات الأمنية. تأتي هذه (الحرمة) التي اكتسبتها اتفاقية الدوحة من أنها ليست اتفاقية ثنائية بين طريق سلام شامل.. الحكومة طرفه الرئيسي، والعدالة والتحرير طرفه الأهم، ثم المجتمع المدني الدارفوري، والقيادات الأهلية، والإتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة للأمم المتحدة ودولة قطر. إذا أرادت حركة العدل والمساواة فتح الاتفاقية من جديد، فذلك يعني أن تجديد دعوة كل هذه الأطراف من جديد تتيح الاستيعاب والمشاركة، لكنها لا تتيح فتح الملفات من جديد، ليس هذا رأي الحكومة، وإنما رأي المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة، ورأي آلية المتابعة المكونة من خمس دول. عقب الجلسة الافتتاحية أدلى بعض قادة الحركة بتصريحات لوسائل الإعلام، تؤكد عزمهم على فتح بنود التفاوض كافة، فدخلوا بهذه التصريحات منذ الضربة الأولى للمنطقة المحرمة، وهذا ما سوف يطيل أمد التفاوض المقرر له أقل من نصف شهر. ربما يكون لقادة هذا الفصيل المنشق من العدل والمساواة كبرياء الرغبة في الإضافة وليس(البصم) على الاتفاق، لكن ذلك لن يتحقق بهذا الموقف لأن معظمهم شاركوا في الاتفاقية الفعل، قبل أن تغادر حركة العدل والمساواة المنبر قبلئذ بضغوط ليبية ومصرية مباشرة، كان لها دور حاسم في الإنسحاب، وكان لذلك الموقف أيضاً دور في إنشقاق القيادة الحالية. . المتاح الآن ترتيبات أمنية ومشاركة سياسية وشراكة في الاتفاقية. الفصيل الذي يفاوض حالياً فصيل يتكون من شقين، شق أصيل في حركة العدل والمساواة لهم صلة دم بجبريل إبراهيم، وشق كان يتبع لمني أركو مناوي، انضم للعدل والمساواة في زمن الفيض الليبي السخي على الحركة، وهو فصيل معاد بطبعته لجبريل ومني، ولا سبيل له للإلتحاق بالجبهة الثورية، وكانت قياداته معتقلة في جوبا لكن طريقهم إلى الخرطوم يتطلب انفتاحاً ذهنياً عالياً.