منذ إعلان خبر وفاة فنان الشباب الأول ومعشوق الجماهير الأسطورة محمود عبد العزيز، طاف الحزن وسكن في كل البيوتات السودانية عامة وبدون فرز، وخرجت الآلاف المؤلفة لتشييعه والقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، في منظر وموكب مهيب لم يشهد مثله السودان من قبل، وارتفعت الهتافات التي أطلقها جمهوره الغفير المعروف «بالحواتة» مرددين.. «الجان.. الجان.. ملك السودان» و«ما بطيق لي غيرو اسمع»، وغيرها من الهتافات التي هزت المكان في لحظة تشييعه سبقتها لافتات حزن الرحيل تفنن «الحواتة» في صياغتها منها «سكت الرباب» و«الوداع يا نشوة الروح» وغيرها، ولم تكف الأعمدة والكتابات الصحفية عن التطرق له بعد رحيله حتى الآن، تأكيداً منهم بأنه رقم كبير جداً في مسيرة الغناء السوداني من الصعب تجاوزه ومرور خبر رحيله مرور الكرام، فمازالت الصحف حتى الآن تكشف في كل صباح معلومات مجهولة عن الأسطورة محمود عبد العزيز. والشيء الملفت للانتباه أن محمود عبد العزيز حاضر بيننا رغم الغياب بأعماله الخالدة، فلا تدخل أحد الأسواق في العاصمة إلا وتسمع رنين صوته يداعب الآذان في كل اتجاه، وكذلك لا تخلو مركبة خاصة أو عامة من صوته أو صورته، كما انتشرت نغمات الهواتف المحمولة بنسبة كبيرة خاصة وسط الشباب تصدح بالعديد من أغنياته وأحاديثه.. فمحمود عبد العزيز رقم من الصعب جداً أو من المستحيل تناسيه.