كلنا كنا شهوداً على توقيع المعارضة السودانية «السياسية والمسلحة» على وثيقة كمبالا.. كما كنا شهوداً على الهجمة العنيفة للحكومة السودانية التي كتبنا في هذه الزاوية أنها أعطت الوثيقة أكبر من حجمها خاصة وأن المعارضة تنصلت منها وببيانات مؤكدة وليس مجهجة مثل الذين أوفدتهم ثم تنكرت لهم في محاولة منها لسد أي باب يأتي بالريح.. ثم بعد انتهاء الرياح يعودون لها كما كشفت الأخبار خلال الأيام الماضية.. لكن رغم ذلك يمكننا القول إن ميثاق كمبالا أصبح معزولاً ومرفوضاً من الجميع حتى أن حزب المؤتمر الشعبي العدو اللدود للحكومة هدد بالانسحاب من المعارضة إذا أصرت على قبول الميثاق لأنه يحمل بنداً يهدد الحزب بأكمله وهو بند فصل الدين عن الدولة.. فهو يجافي وينافي الفكرة والآيدولوجية الأساسية التي اعتمد عليها الحزب في تأسيسه.. وما أن تمر أيام على كل تلك الأحداث.. فإذا بدكتور يوسف الكودة الداعية الإسلامي وأحد علماء السودان الذي اتجه للسياسة وانشأ حزباً أطلق عليه حزب الوسط الإسلامي.. يوقع على وثيقة الفجر الجديد حتى وإن قال إن ما نشر عنه غير دقيق وإنه لم يوقع على وثيقة الفجر الجديد رغم الصورة التي ظهر فيها وتؤكد خلفيتها أنه وقع على الوثيقة وفي احتفال.. فقد يكون الكودة نسي أو تناسى أن الحركة الشعبية قطاع الشمال أو الجبهة الثورية لا تعمل في الخفاء وأنها تنشر غسيلها نظيفاً كان أو متسخاً.. وأنه الآن في عداد من وقعوا على الوثيقة المغضوب عليها.. لكننا لا ندري لماذا وتدور في أذهاننا أسئلة كثيرة أولها لماذا وقع الكودة على هذه الوثيقة المغضوب عليها وفي هذا التوقيت؟.. هل هو جاد فيما أقدم عليه؟.. ماذا يقصد؟.. هل ترى هو حب الظهور؟.. ما هو رأيه في فصل الدين عن الدولة؟ هذه الأسئلة وغيرها تنتظر الإجابة من الداعية والسياسي يوسف الكودة.