يقول علماء النفس البشرية الأمارة بالسوء ، ان الرجل البخيل حينما يدخل إلى السوق مع زوجته وأطفاله فان أول شيء يفعله يقوم بإدخال يديه في جيوبه ، من اكثر قصص البخل ايلاما ان مواطنا صينيا فرض غرامة على زوجته اذا فتحت بقها بالكلام خلال أوقات راحته غير ان الزوجة التي يبدو انها كلمنجية لم تتحمل هذا الكبت والبخل فهربت إلى جهة غير معلومة ، الله يخيبك راجل ، إما في الخليج فيقال ان رجلا بخيلا ضرب زوجته علقة ساخنة قبل إفطار رمضان لأن الزوجة المصونة طالبته بمصروف العيد وكسوة العيال والذي منه ، وبدلا من بحبحة الرجل يديه قام بتغريمها بتلك العلقة ، بالمناسبة خلونا من الرجلين الخليجي والصيني ، في السودان لدينا إدارات بخيلة في أداء واجباتها وفي نفس الوطن تقوم بتغريم الناس عمال على بطال ، نحن في السودان من اكثر شعوب الأرض بخلا في حب الوطن ، لو كنا اكثر كرما في عشق هذا الكيان الكبير لما تناسلت مشاكل السودان منذ استقلاله وحتى تاريخه ، الكثيرون يربطون بين الحكومات ودرجة عدائهم للسودان ، وطالما ان الرجل أو المرأة يكره الحكومة ويناصبها العداء ويلعن سنسفيل جدود جدودها ، فانه لا يتردد في اتخاذ موقف سلبي وعدائي من كل شيء يصب في صالح السودان ، اذكر ان الأستاذ على شمو قال في برنامج مراجعات في صاحبتنا الحلوة فضائية النيل الأزرق فيما معناه ،انه خلال عمله في دولة الإمارات العربية المتحدة في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري شهد بأم عينه مسؤولون سودانيون كانوا يمنعون بعض الإعانات عن السودان فقط لأنهم كانوا يناصبون نظام مايو العداء ، في الراهن هناك الكثيرون وربما الملايين يعادون السودان لأن حكومة الإنقاذ شردتهم وعصرتهم مثلما يعصر زيت السمسم في معصرة قديمة ، هؤلاء يتناسون في فورة غضبهم الحس الوطني ويعادون كل شيء سوداني من اجل الحكومة ، طبعا مثل هذا التصرفات لا تحدث سوى في السودان فالناس تقاس ولائها للوطن حسب انتماءاتهم ، انا مثلا ليس لي ناقة ولا جمل مع الحكومة واكره العسكر والأحزاب ولكن حينما يكون الأمر متعلق بالوطن فان كل الحواجز تزول ويتبتل الإنسان ويموت عشقا في حضرة السودان ، قياس درجة الحب للوطن حسب درجة الانتماء يؤكد أننا نفتقد إلى الحس الوطني ونرمي خلف ظهورنا كل ما هو جميل عن ترابنا ، لكن عموما أكثر البخلاء في السودان اؤلئك اللي في بالي وبال أي موطن غيور على هذا الكيان الكبير. قال كيان قال .