ü طقسنا «النهاري» بالصحيفة دائماً في حالة حراك يومي لا ينقطع.. تزورنا أطياف من المجتمع السوداني بمختلف مشاربه.. نسمعهم ويسمعوننا.. واجب الصحافة الانفتاح على الجميع وترك «الساحة» للحوار والنقاش الهادف.. لسنا مع أحد ولسنا ضد أحد.. «حزبنا الصحافة» وغايتنا «الوطن» ولا نريد سوى أجر «المناولة».. و مناولتنا أمس كانت مختلفة «شوية» . بين ظهرانينا شباب من مبادرة «سائحون»!! كانت المرة الأولى التي أالتقي فيها بهؤلاء الشباب وأسمعهم على الهواء مباشرة!! ü دخل عليّ في المكتب أبو بكر محمد يوسف وعلي عثمان وقدمهما المرافق لهما بأنهما من أعلام مبادرة سائحون. قلت لهما «إنتو أولاد بلد ما ينتطبق عليكم» وصف «سائحون»!! ضحكنا معلقين في طرافة على «الربط» الذي قام به الزميل عبد الباقي الظافر في « تراسيم» بين السياحة «وسائحون» ووزير السياحة« الهد » .. !!. ü في ربع ساعة أو أكثر استمعنا «لسياحة» سريعة للمبادرة ودار بيننا نقاش خاطف اختتمناه بحوار سندفع به للنشر في الأيام القادمة عله يفتح كوة جديدة للحوار وللعصف الذهني الذي تحتشد به الساحة السياسية السودانية هنا وهناك! üلم أشأ أن أسأل من هو الوطني.. ومن هو الشعبي؟ ومع ذلك قلت لهما إن الأمر ليس ببعيد عن رضا الحكومة أو على الأقل حيادها.. فهي لفترة كانت تراقب وتعرف كل التحركات هنا وهناك.. الإجابة كانت إن ما جرى كان عبارة عن نشاط اجتماعي القصد منه جمع الصف «المجاهد» خصوصاً من هو على الرصيف .. !! ü قلت لهما ونحن من رصيف المراقبة ومن «برج الصحافة» مع الشباب ومع أي فكرة إصلاحية لإصلاح الشأن داخل أي كيان سياسي سوداني.. نحن مع الوحدة ومع مثل هذا التعاطي «الحضاري» بالكلمة والحوار.. وإصلاح «البيوت الحزبية» هي مقدمة وفال خير لإصلاح« المجتمع الحزبي» السوداني على مستواه العريض!! ü ما يلفت الانتباه في مبادرة هؤلاء الشباب هو اتجاههم لطرح مبادرة جديدة باسم «الإصلاح والنهضة» خلاصتها الانطلاق لمشروع قومي للإصلاح والنهضة يصحبه اعتراف «نادر» بأن هذا السودان لن تستطيع أن تحكمه «جهة واحدة» .. ولابد من البحث عن إصلاح سياسي يعالج «هشاشة» الدولة والنظام السياسي وتأثيره السالب على علاقات النسيج الاجتماعي السوداني. üلا اعتقد أن «عاقلاً » سيرفض مثل هذه الأفكار النبيلة والتي تؤكد إقرار مبدأ الحوار والتوافق السياسي وتأكيد حق الشعب في الدستور ونظام الحكم الملائم لأحوال السودان. ü مثل هذا الحراك مهم وضروري ويجد التأييد وهو دليل حيوية بأن أحزابنا قابلة للتطور والذهاب للأمام وليس هناك ما يدعو لليأس بأن الأمور «تكلست» وتوقفت تماماً فلا زال ثمة ضوء في نهاية النفق.