كنت قد اتفقت مع السيده (ماى وايف) (آرملتى المحتمله) بعد عمر طويل إن شاء الله.. على أن لا تنقل لى أخبار زيادة الأسعار لأنها هى التى تقوم بمهمة التسوق اليومى.. ليس بسبب تقاعسى عن أداء هذه المهمة فهى ممتعة.. فى السابق.. ولكن لأنو قرّ فى ذهنها إن (الرجال مابعرفوا يشتروا وبغشوهم) وذلك لأننى لدى سلع اتلظى بجمر زياداتها كل فترة مثل الدواء والفاكهه.. وحتى لا ينتقل إلى الشعور بالإحباط وأحس بالحقارة.. واننى ملطشه للتجار.. الذين عملت معهم بتسامح السيد المسيح: من صفعك فى خدك الأيمن أدر له الأيسر.. لكنهم أصبحوا يستلذون بالصفع وأنا تعبت من الصفع أصلو عندى كم خَد؟ المهم أصبحت مرات تجئ وهى تبرطم: الأسعار دى ماشه وين؟.. أو السوق بقى مابتهبش.. رجوتها أن لا تحدثنى بهذه المقدمات برضو.. واستمر الحال.. هى امتنعت عن إخبارى بالزيادات اليوميه فى السلع.. وأنا صرت فى مناى مؤقت من الإحباط.. لكن يبدو إنها إن تكلمت ترتاح وتنفس عن نفسها فأرادت أن تشركنى فى مواجهة الأمر.. فأصبحت لا تخبرنى بالزيادة لكنها عمدت إلى حيلة أنه عندما تزيد السلعة تطلب منى احضارها.. لأى سبب من الأسباب.. أمبارح قالت لى: (وهى توارى ابتسامة شامته).. نسيت أجيب البصل عليك الله جيبو لى معاك.. كنت ذاهباً إلى شراء الصحف من الكشك.. فقلت لها: بصل بى كم فقالت: يعنى بى ألفين تلاته تقصد بجنيهين تلاته.. المهم هى مهمة بسيطة وقليلة التكاليف.. مررت على (سيد بقاله) أعرفه.. وبعد أن سألنى عن الأخبار.. السياسيه والفنيه والرياضيه.. ودخل فى أسئلة من نوع البلد دى ماشه لى وين فعرفت إن المسافه ستطول: قلت له عليك الله داير لى بصل؟ قال لى: انت مازبونا بنديك؟ لم تلفت نظرى عبارته.. فقد تعودت على العبارات الما واضحه.. فالبعض كما ذكرت لا يكمل الجمله.. والبعض يجئ من الآخر كأن يقول ليك فى محطة المواصلات: الليله ما الأحد!!.. وأنت بحرفنه تفهم إن المواصلات ستكون زحمه وعليك أن تصبر ساكت.. أدينا البصل يله.. ابتسم ونظر إلى عرش الدكان وقال لى: بى كم؟ قلت بى ألفين.. جنيهين يعنى.. ضحك حتى كادت أن تظهر (لوزاته) وقال لى انت مازبون؟ وذهب وأحضر لى بصله واحدة متوسطة الحجم واعطانى إياها.. قلبتها وقلت له كويسه أدينى منها..؟ اندهش جداً مما حدا بى لأن اندهش من اندهاشه.. وقال لى: دى بى جنيهين.. هو فى بصل؟.. يا أستاذ انت شغل الصحافه خلاك ماجايب خبر.. بصل مافى.. عرفت إن هنالك أزمه فى البصل وأن السيده (الوايف) عمدت إلى هذا الطلب لأعرف ماذا حدث فى سوق البصل.. البعرفوا أنا.. إنو من زمان يقولوا ليك (بيع البصل بما حصل) لأنه غير قابل للتخزين الطويل وسريع العطب والتلف.. فكيف زاد سعره.. يبدو إن هنالك فئة عرفت فنون زيادة الأسعار وحذقتها فأنتجت آليه طالت حتى البصل.. فكرت فى أن نعمل حكاية (الغالى متروك) ونستغنى عن البصل لكن كيف؟ الحكاية دايره تفكير.. ذهبت إلى مجلات أطلع حتى اهتدى إلى طريقة يستغنى بها المواطن عن البصل.. للأسف أو ماصادفنى موضوع عن البصل يذهب إلى أن البصل مفيد فى تحسين أداء المخ والذهن لأنه يساعد المخ على الحصول على الأوكسجين.. وأضافوا: لقد ذكر أطباء الفراعنه البصل فى قوائم الأغذية المقويه التى كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا فى بناء الأهرامات.. ختاماً هذا مطلع أغنية جديده معاصره.. يا حبيبتى مهما حصل.. إنت غاليه زى البصل!!!