قبل موعد انتخابات الاتحاد الجديد لمدني أصبحت الساحة تغلي بالكثير في المدينة، وكان لابد من الاقتراب من هذه الأحداث، وذهبنا لنعيشها عن قرب في رحلة استغرقت 48 ساعة فقط، وتشرفت فيها بمرافقة الأستاذ الكبير أحمد محمد الحسن وخرجت بحصيلة مثيرة أنشرها في حلقات متواصلة تبدأ اليوم. احتواء أزمة: عندما وصلنا مدينة ود مدني وجدنا أن حديث المدينة بجانب ما تردد عن تدخل المؤتمر الوطني في انتخابات الاتحاد، وجدنا أن حديثاً مهماً يتردد بأن شرطة الجزيرة غاضبة على الأستاذ محمد الطيب سكرتير نادي الاتحاد مدني بسبب كلمات رددها في حق الشرطة قبل وبعد مباراة الديربي بين الاتحاد والأهلي مدني،ودعانا الأستاذ عبد المنعم عبد العال، أحمد محمد الحسن وشخصي للمشاركة في جلسة الهدف منها احتواء هذه الأزمة. وكنا أصلاً قد طلبنا موعداً بلقاء سعادة اللواء الطيب بابكر مدير شرطة الولاية، وللذين لا يعرفون سعادة اللواء فهو الذي أشرف على قيادة تأمين المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر وعم الأمن كل مدرجات الاستاد ولم تحدث شائبة وسط الجماهير أثناء المباراة ولا بعدها وكان الأمر مضرب المثل وتناولته الصحافة العربية.. المهم دخلنا الاجتماع في قاعة أنيقة وضمت الجلسة سعادة اللواء الطيب ونائبه العميد ماجد والأستاذ عبد المنعم عبد العال الذي جلس بجانب اللواء بإصرار من سعادته والأستاذ علي النعيم والمدرب محمد الطيب والأستاذ محمد الطيب سكرتير نادي الاتحاد والأستاذ أحمد محمد الحسن والرائد عماد، واستهل الجلسة سعادة اللواء بعبارات الود والترحيب خاصة بالصحافة الرياضية ممثلة في شخصينا، ووضح من كلماته عن الأزمة الناشبة أن شرطة الولاية كانت تفور بالغليان بسبب ما تردد عن أحاديث رددها سكرتير نادي الاتحاد بحق الشرطة بكثرة منسوبيها في اللقاء وعن حمايتها للحكام مما يشجعهم على الظلم، ورد سعادته بلهجة غاضبة وواثقة على كل ما يتردد وتردد، مشيراً إلى معاناة الشرطة في التعامل مع المباريات حيث تحضر قبل ساعتين من المباراة و تغادر بعد ساعتين من النهاية. من جانبه ثمن الأستاذ علي النعيم نائب رئيس النادي الأهلي مدني دور الشرطة بكلمات بليغة ومؤثرة وقال إن الإداريين في الأندية يعيشون في بعض الأحيان حالات من التوتر والضيق بسبب أجواء المباريات والضغوط النفسية التي يعيشها الإداري. وعندما جاء دور الأستاذ محمد الطيب أكد على مواقفه القوية الدالة على احترامه الكبير للشرطة ورفع الظلم عن نفسه وعنها بكلمات واضحة مؤكداً بأن هناك من أثار الغبار وأشعل النار بينه والشرطة، مقدماً اعتذار الشجعان مؤكداً أن البعض أساء فهمه، وعلق اللواء على أمر حماية الحكام مؤكداً أن حماية الحكام حتى لو ظلموا أصحاب الأرض هذه المسألة خط أحمر ومن ثوابت الشرطة. وعاد الإداري محمد الطيب وأشفى الغليل وأزال كل الشوائب التي علقت في السماء، بينما صبت كلمات الأستاذ أحمد وشخصي والمدرب محمد الطيب في إطفاء النيران واحتواء الأزمة. في الوقت الذي اقترح فيه العقيد عاطف تكوين مجموعة تمثل الاتحاد المحلي والناديين القياديين والشرطة لمراجعة بعض الملفات التي تتعلق بأمر دخول المباريات. وأختتم الجلسة الأستاذ عبد المنعم عبد العال بحديث أشاد فيه بنهج سعادة اللواء الطيب، وأثنى عليه ثناء عاطراً، وأشاد بالطريقة التي تمت بها معالجة هذه الأزمة بعيداً عن الإجراءات الشرطية. ٭ وهكذا انتهت الجلسة التي بدأت عنيفة من جانب اللواء وانتهت وسط أجواء غاية الروعة، وأكد خلالها الإداري محمد الطيب قوة ارتباطه بالشرطة بالحب والاحترام. الحركة الإسلامية تنفي التدخل قبل ساعات من مغادرتنا لمدينة ود مدني أتيح لنا حضور جلسة رائعة ضمت رجلين من رجال الحركة الإسلامية النافذين هما أزهري محمود سليمان أمين الحركة الإسلامية بولاية الجزيرة والأستاذ تاي الله أحمد فضل والأستاذ أحمد محمد الحسن وشخصي.. ومن خلال هذه الجلسة الجميلة وضع الرجلان النقاط فوق الحروف وبددا كل المخاوف وأبطلا كل الشائعات التي يرددها بعض منسوبي المؤتمر الوطني بأن الحزب الحاكم يرغب في محاربة الشخصيات الحزبية التي ستترشح، عندما سارع الرجلان وقاما بنفي أي تدخل من جانب المؤتمر الوطني وأوضحا الحقائق.. وقال الأستاذ أزهري محمد سليمان أمين الحركة الإسلامية بولاية الجزيرة: لا خيار عندنا ولا إقصاء لشخص خاصة أن منهجنا في الشورى يطابق الديمقراطية وأهلية الحركة الرياضية. ونأمل من اتحادنا القادم جذب الشباب للرياضة وأن تعود مدني لسيرتها الأولى كاتحاد مؤسس للحركة الرياضية. وقال إن الحركة الإسلامية تشجع الرياضة إيماناً منها بفوائدها. ونعتزم نحن في ولاية الجزيرة إقامة بعض المناشط الرياضية أمام دار الحركة بمدني والى هذا الحد نعظم من شأنها. من جانبه نفى القيادي بالحركة الإسلامية تاي الله أحمد فضل أي تدخل في انتخابات الاتحاد وحجر لأي شخص والحيلولة دون منسوبي الأحزاب الأخرى مؤكداً أن الاتحاد سيأتي من خلال توافق الرياضيين مطالباً باتحاد قوي يؤسس لمرحلة مهمة من النهضة والفاعلية، مؤكداً ارتباطه الشخصي بتشجيع اندية الولاية في مشاركاتها القومية ومساندته لها بقوة منذ إن كان طالباً في الجامعة بالخرطوم. وهكذا وهكذا وضع القياديان النافذان كل النقاط فوق كل الحروف، وذلك بعد عتمة وتداخل الرؤى وتضارب الأفكار والشائعات. القصة الكاملة لاحتواء أزمة حادة بين الشرطة وسكرتير نادي الاتحاد مدني غداً في الحلقة الثانية الكثير المثير ومنها آراء جرئية لوزير الشباب والرياضة بالولاية ولقاء بين المرشحين للرئاسة!