وشاعرنا رغم مواقفه الصارمة ضد الاستعمار، واشعاره المكافحة المصادمة، فهو يتمتع بحس الطرفة ويستخلصها، ومن ذلك قوله في اجابة لاحد السائلين، وذلك بالبيت الشعري التالي: شغلتني مجالس التأديب عن قيامي بواجبي كأديب ولعل هذا المجال ما اتحفنا به الاديب والمناضل الراحل مصطفى ابو شرف، واذ يقول في احدي مختاراته الشهيرة التى كان ينشرها بالصحف ثم جمعها في كتاب قيم، والكتاب على حسب علمي نفد منذ أمد بعيد ولا وجود له الآن على ارفف المكتبات.. يحكي ابو شرف قائلاً: كان لنا (ميز) في أتبرة مشهور بأنه كعبة القصاد ومنتدى الأدباء والشعراء، وكان شاعرنا العظيم الأستاذ على نور ضيف الشرف كلما حل، ولكن ما العمل وقد جاء في الاسبوع الاخير من الشهر وقد كنا نطلق على العدس (المذكور في القرآن)، فأفطر الشاعر مذكوراً وتغدى مذكوراً وتعشى مذكوراً واضحى على مذكور! فأسر لي بنبأ ويا له من نبأ بأنه سيعطي ست جنيهات على ان اردها بعد سنة، ويومها تغدى الشاعر حماماً وتعشى بحمام وأفطر بحمام، وما ان رأى الحمام في الغداء الا وصاح (عودوا بنا للمذكور او إجمعوا النقيض بالنقيض وساعتها نظم قصيدته المشهورة في الإنجليز:- إن الفناكموا زماناً طويلا فكما يألف النقيض النقيضا خضتموا حربكم حفاظاً علينا فلماذا اردتموا ان نخوضا نحن لانذود عنكم لنستبقي عيشاً مريراً وعهداً بغيضا لم تذر منهم السياسة إلا عاجزاً او غيباً او مريضا قد جعلتم قلوبنا البيض سوداً وأحلتم رؤوسنا السود بيضا