الثائر الذي امتشق وهج الكلمة في الحلقة الأولى كنا قد استعرضنا جوانب من حياة المهندس على نور، وفي هذه الحلقة نستعرض جوانب أخرى من حياة هذا الشاعر الثائر، ونشير الى أنه عندما اشتركت قوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية، واستبسل ضباطها وجنودها في جبهتي شمال وشرق افريقيا، الى جانب الحلفاء، كان يدرك على نور أن هؤلاء المقاتلين السودانيين الأشاوس كانوا في حقيقة الأمر يدافعون عن بلادهم، وينافحون عن حقها في الاستقلال، بحسب الوعد الذي بذل لكل المستعمرات التى تساند الحلفاء، وفي ذلك خاطب الانجليز قائلاً:- إن ألفناكموا زماناً طويلاً فكما يألف النقيض النقيضا خضتموا حربكم حفاظاً علينا فلماذا اردتموا أن نخوضا نحن لانذود عنكم لنستبقي عيشاً مراً وعهداً بغيضا قد جعلتم قلوبنا البيض سوداً وجعلتم رؤوسنا السود بيضا وبنيتم من الجهل والتفريق والفقر مستطيلاً عريضا وفي ذات الوقت كان على نور يدرك طبيعة العلاقة بين السودان ومصر، وضرورة وحدة الكفاح الوطني في البلدين ضد العدو المشترك، ويقدر تقديراً كبيراً جهود اللواء محمد نجيب في هذا الإطار، والتى قادت الى اتفاقية 1953م، وهى الاتفاقية التي كانت مفتاحاً للمغاليق التى وضعها الاستعمار المشترك في مصر والسودان، وليس الاستعمار «الثنائي»- كما زعموا- فنظم على نور قصيدة مشهورة حيا فيها نجيب..ومطلعها:- أين منك الشعر تهديه للقائد أينا انت لا تنظم شعراً خافت النغمة لينا ونختتم حديثنا المبتسر هذا بأبيات من قصيدة لشاعرنا الثائر، وهي قصيدة ذائعة الصيت، ولكن ما يهمنا هنا أنها تدل على دور علي نور في تأسيس مؤتمر الخريجين، وننتقي من أبياتها:- الله أكبر هذا الروح أعرفه اذا تذكر أيامي ويعرفني كنا ننميه سراً في جوانحنا حتى استحال الى الاجهاز والعلن هذي يدى لسماء المجد ارفعها رمزاً يشير الى المستقبل الحسن