كنت مشاركاً في مؤتمر علمي مهني تحت شعار (مستقبل الثروة الحيوانية وسلامة الغذاء وصحة الإنسان في ظل مشروع النهضة). بجامعة القاهرة بالشقيقة مصر بورقة قدمتها تحت قبة جامعة القاهرة العريقة بعنوان (الثروة الحيوانية في دول حوض النيل والقرن الأفريقي) في شهر أكتوبر من العام المنصرم 2012م والتقيت لأول مرة بالسيد وزير الزراعة المصري د. صلاح بعد تشكيل حكومة السيد د. هشام قنديل، كان متفائلاً وكنت أكثر تفاؤلاً، ومرت الأيام والشهور ودعيت لمؤتمر آخر(الجمعية العلمية لبحوث صحة الحيوان بالمركز المصري الدولي للمؤتمرات) وسنحت الفرصة والتقيت بالسيد وزير الزراعة د. صلاح أيضاً وفي معيته عدد من قادة وأركان وزارة الزراعة المصرية وكان بينهم السيد الدكتور/ سامي طه نقيب الأطباء البيطريين المصريين. وبعد تبادل أطراف الحديث الرقيق والجميل ومن ثم التعارف والتعريف والدخول في ماهية المجلس البيطري السوداني شيخ المجالس المهنية بالوطن العربي وأفريقيا والذي تم إنشاؤه في عام 1949م بالسودان. أي قبل استقلال أي دولة عربية، وأهميته ودوره في المجتمع والمحافظة عليه بصورة عامة، والمهنيين الأطباء البيطريين الممارسين، والمهنة الطبية البيطرية بصورة خاصة. ثم أوضح السيد الوزير موجهاً حديثه للسيد النقيب( نقيب الأطباء البيطريين المصري) أن حلول مشاكلكم ومطالبكم تكمن في هذا المجلس البيطري...... فلماذا لا يكون هذا المجلس في مصر. ثم انفض اللقاء بالإعلان عن بدء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. üأحببت أن أبدأ الحديث بهذه المداخلة التي توضح مكانتنا عند الآخرين، الذين يقدرون تجربتنا ويعظمونها ويرفعون من شأنها. لدرجة أنهم يحبون أن يقلدونها لأنهم ربما يجدون فيها المخرج والحل لكل أو غالبية مشاكلهم ومتطلباتهم. وهذه هي احدي الفوائد الكثيرة للسفر والترحال من تلاقح للأفكار ونقل للتجارب واكتساب للخبرات ونسج للعلاقات. ü المجلس البيطري السوداني الذي أنشيء في عام 1949م وتم تكوينه بلائحة مؤقتة قبل الاستقلال بمبادرة كريمة من رواد المهنة الطبية البيطرية السودانية وأوائل خريجي كلية الطب البيطري في جامعة الخرطوم في النصف الثاني من الأربعينات في القرن الماضي( علينا وعليهم الرحمة جميعاً) وكان يتكون من سبعة أطباء بيطريين ثم تكون أول مجلس وطني للأطباء البيطريين من أربعة سودانيين وثلاثة بريطانيين برئاسة د. محمد علي محيميد ود. الأمين عبدالله الكارب مسجلاً وعضوية كل من د. حسين حسن أبو ود. إبراهيم محمد خليل(عليهم الرحمة جميعاً) وعضوية ثلاثة أطباء بيطريين بريطانيين هم د. تيم ليتش وبروفسير. ج.س.قارسايد وبروفسير. ر.ركبيرك. ومقره آنذاك بشمبات كلية الطب البيطري بجامعة الخرطوم، وذلك في عام 1954م وقبل الاستقلال، بعد صدور أول قانون لأول مجلس مهني بالسودان قلب أفريقيا ونبض الأمة العربية، يتبع ومسؤولاً لدي رئاسة مجلس الوزراء وذلك حتى يتمكن من القيام بدوره وتأدية مهامه وممارسة سلطاته وإنفاذاً لاختصاصاته التي تتمحور حول تنظيم ممارسة مهنة الطب البيطري- والعمل علي تطويرها ومواكبتها للمتغيرات العلمية والمهنية محلياً وإقليمياً وعالمياً ومراقبة مزاولتها وممارستها بالصورة المثلي العلمية والأخلاقية والسلوكية المهنية، مراعاة لآدابها وصوناً لكرامتها. وذلك بتحديد المؤهلات المطلوبة لممارسة مهنة الطب البيطري وإجراءات التسجيل التمهيدي ثم أداء فترة الامتياز «بامتياز» تحت إِشراف طبيب بيطري متخصص، ومن ثم الانتقال إلي السجل الدائم وبتكملة إجراءات التسجيل، وأداء القسم وعقد الاختبارات، ومن ثم منح رخصة مزاولة المهنة وممارستها. وأهمية المؤهلات العلمية المطلوبة لذلك ومراجعة المناهج والمقررات ومواكبتها للمتغيرات العلمية والعالمية مع أهمية خصوصية المنطقة والدولة في تلبية احتياجاتها لهذه المهنة الإنسانية مع الوزارات والجامعات والكليات والمعاهد العليا ذات الصلة والعلاقة بذلك. ü إن أهمية المجلس المهني الطبي البيطري السوداني تكمن في المراقبة والمتابعة والرصد والتحقيق في جميع ما يصل إليه ولعلمه من مخالفات يتم ارتكابها ضد المهنة الطبية البيطرية أو ضد السلوك والآداب المهني أو العام بما يتنافي مع كرامة المهنة واتخاذ الإجراء المناسب بشأنها، وضد أي طبيب بيطري تتم إدانته أمام أي محكمة في جريمة تتعلق بالشرف، أو فيها خروج علي السلوك والآداب القويم، ولا تتفق مع كرامة المهنة وممارستها ومزاولتها علي الوجه الأمثل. ü يقوم المجلس البيطري بإنشاء الأجهزة اللازمة واللجان الدائمة والمؤقتة للقيام بكافة مهامه ودوره في المجتمع. وذلك من خلال هيكله الوظيفي والتنظيمي وقانونه ولوائحه التي أجازتها الدولة، وميزانيته السنوية المجازة والمراجعة، وكل ذلك يتم بجهاز الأمانة العامة بقيادة أمين عام للمهنة الطبية البيطرية. ü لا يجوز لأي شخص وإن كان خريج كلية طب بيطري أن يمارس مهنة الطب البيطري ويقدم خدمات بيطرية طبية أو إنتاجية أو مزاولة للمهنة من خلال العيادات أو الصيدليات البيطرية أو مراكز الإنتاج والاستشارات البيطرية أو إصدار الشهادات الطبية البيطرية، أو الكشف علي الحيوان أو صرف العلاج ومداولته أو غيرها برسوم أو غير رسوم إلا إذا كان مسجلاً وأسمه مقيداً في السجل الدائم للأطباء البيطريين ساري المفعول والصادر من المجلس البيطري السوداني. ü وحتى الأجانب لابد لهم من التسجيل بالسجل المؤقت سنوياً للأطباء البيطريين بالمجلس البيطري السوداني لممارسة المهنة أو مزاولتها بأي صورة من الصور أو أي شكل من الأشكال مع أي جهة يتعاقد معها محلية أو إقليمية أو عالمية. ولابد لكل مؤسسات الدولة الالتزام بذلك لإنفاذ القانون والذي ينص علي عدم التستر علي أن شخص (وطني أو أجنبي) يمارس أو يزاول مهنة الطب البيطري في السودان دون أن يكون مسجلاً في سجلات الأطباء البيطريين بالمجلس البيطري السوداني، وإلا يعتبر جريمة يعاقب عليها، وذلك وفق أحكام قانون المجلس البيطري السوداني منذ ذلك التاريخ وحتى آخر تعديل له عام 2004م. والله المستعان وبالله التوفيق