باحت قمة عملاق في الكرة السودانية، الهلال والمريخ، بكل أسرارها وأكدت للملأ أن ما خفي أعظم، قياساً على مردود الفريقين على مدار الشوطين، ومدى جاهزيتهما لدخول المعترك الأفريقي ومواجهة سيوي سبورت العاجي وليبولو الأنغولي في ذهاب الدور الأول لدوري أبطال، أفريقيا، وان التعادل الذي خرجت به المباراة لم يكن عادلاً من وجهة نظر الجميع، وذلك بعد المستوى الجيد الذي قدمه الهلال في الشوطين وسيطرة المطلقة على الحصة الأولى تماماً التي تألق فيها عصام الحضري بصورة لافتة وأنقذ مرماه من أهداف محققة خاصة تهديفتي مهند الطاهر، وقذيفة البديل ابراهيما سانيه، في الوقت الذي كان فيه زميله المعز محجوب ضيف شرف المباراة الأول، حيث لم يصوب لاعبو المريخ أي كرة تجاه المرمى، حتى يستلمها المعز عدا تمريرة أمير كمال الطولية في الحصة الثانية التي احتضنها المعز قبل أن يصلها كلتشي. كما كشفت المباراة أن الهلال جاهز ومطمئن قبل مواجهة مضيفه سيوي سبورت العاجي السبت المقبل، بناء على قوة وسطه الذي كان كلمة السر في الأداء القوي لفعالية نزار حامد الذي رفض دخول التاريخ من فرصتين، لهز الشباك، وانضباط عمر بخيت، وحركة ايكانغا الذي واصل التألق وارتفاع مهند الطاهر الذي قدم مباراة جميلة وحرمه عصام الحضري من ممارسة هوايته المحببة بعد التسجيل بقبل (الهوبة) بعد ان تصدى لأخطر تسديدتين، من مسافة بعيدة، وما دار في الهلال كان نقيضه بالمريخ الذي كان فريقاً مجهولاً بلا هوية بسبب توهان هيثم مصطفى في الوسط واستسلامه للرقابة التي فرضها عليه عمر بخيت، بجانب بطء حركة أمير كمال، وانفعال علاء الدين وسلبية الباشا، والأداء المتواضع للمهاجم الزامبي موانزا في المقدمة، الذي جامله الكوكي كثيراً بالتواجد حتى منتصف الحصة الثانية، بينما كان الحضري وباسكال أفضل لاعبي المريخ وتحسب لهما النقطة التي حصل عليها فريقهما من الهلال، بعد أن أديا مباراة رفيعة المستوى، إلا أن مستوى المريخ بشكل عام في المباراة أدخل الخوف والقلق في قلوب أنصاره قبل مواجهة ليبولو الأنغولي الأحد المقبل في دوري أبطال أفريقيا، وهذا ما اعترف به محمد عثمان الكوكي مدرب المريخ الذي برر ذلك إلى أن فريقه لا زال في مرحلة البناء عكس الهلال المنسجم، في الوقت الذي أشاد فيه غارزيتو مدرب الأزرق بأداء فريقه وقال أن لاعبيه نفذوا جزءً من التكتيك المرسوم وقال أن التعادل غير عادل وان فريقه كان بإمكانه إن يخرج فائزاًَ، إذا أحسن اللاعبون التعامل مع الفرصة التي أتيحت لهم بصورة صحيحة. وما بين مستوى الهلال والمريخ واعتراف الكوكي ورضا غارزيتو يبقى الهلال هو الأفضل في قمة الثلاثاء، وان عودة المريخ لمستوى الذي يحلم به أنصاره أصبح محل شك في الوقت الراهن.