التنصير فتنة القرن الواحد والعشرين في السودان والموضة هذا الموسم لعلها تفلح كأداة لزرع الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار وخلق المشاكل في الداخل السوداني بعد أن فشل أعداء السودان في الأيام السابقة من تفعيل فتنة السنة والشيعة والاجتهادات في التفريق بين المسلم والمسلم إنها اللعبة الجديدة لزعزعة الأمن الداخلي لعبة الصهونية والأمبريالية التي يغفلها الجميع ويتعاطون معها بعصبية وهي لعبة الأعداء الذين لم يقدروا على كسر وتقويض السودان والارادة السودانية في الحرب بالسلاح والحرب الاقتصادية وحرب الدواء وحرب ارتفاع الأسعار وشح المواد الأولية والتضخم رغم الموارد الكثيرة إلى جانب حرب تهريب الدولار للخارج وتزييف العملة وما إلى ذلك فسولت لهم نفسهم خلق الفتنة الدينية في شكل التنصير والتي بدأت بالتحريض عبر تلك المحاضرة التي اقيمت في الأسابيع الماضية بقاعة الشهيد الزبير وصاحبتها زوابع ترابية أحالت السماء من الزرقة إلى الحمرة وتوالت الاحاديث في التحقيق الصحفي الذي نشر على صفحات «آخر لحظة» والذي حوى معلومات كثيرة غير دقيقة منها القسيسة الغريبة الشكل فنحن ليس لدينا في مرتبة القس سيدة ولا حتى في الطائفة الانجيلية أو الطائفة الكاثوليكية ثم جاءت المعلومات غير الدقيقة ايضاً في مقالة الشيخ «الله جابو سرور». إن القائمين على أمر التعايش الديني في هذا البلد من مسيحيين ومسلمين وكان رأيهم أن يكتب المسؤولون المسيحيون موضحين الحقائق. أما المسؤولين عن الكنائس السودانية بكل طوائفها ومجمع الكنائس السوداني لم يردوا ولهم رأياً في أن الخوض في هذا الموضوع ومناقشته يعطيه حجماً أكبر من حجمه وحقيقته لكن الحقيقة أنا ولأنني صحفية منذ عقود واعيش وسط المسلمين أكثر من المعيشة وسط المسيحيين لم أجد في السكوت زاوية أقف فيها وأرى أن الحقائق يجب أن تعرض ومجردة وما يؤسف له أن عدداً كبيراً من المسلمين ورغم تعايشهم ذو التاريخ العريض في هذا البلد مع المسيحيين ومنذ عقود هم ما زالوا لا يعرفون شيئاً عن المسيحية سوى أن هذه كنيسة فقط حتى في أعيادنا مع اختلاف تاريخها من طائفة لأخرى لا يحظونها بل ولا يهتمون بها ولو من باب المجاملة مع الأقربين ونحن لا نعلق كثيراً ولا نهتم ونعتبرها أموراً داخلية نتعايش فيها وحدنا ونكتفي بأن الدستور يكفلها لنا أما نحن المسيحيين فنعرف عن الاسلام كل شيء بداية من القرآن الكريم وسوره المائة واربعة عشر سورة وحتى احكام السنة ونحفظ من القرآن الكريم الجزء اليسير لأننا درسنا سوراً ضمن منهج اللغة العربية في المدارس كما ان كل مسيحي التحق بكلية القانون درس الشريعة الاسلامية اربع سنوات بل لدينا أكثر من ذلك هناك قبطي وضع منهج اسلمة العمل المصرفي في البنوك وهو السيد الجليل الأستاذ فكتور حكيم والذي ما زال يعمل مستشاراً في البنك السوداني الفرنسي. أعود للموضوع الاصلي الحملة المسمومة باسم التنصير وابدأ بما نشر على العامة في التحقيق الصحفي على صفحات «آخر لحظة».. حقيقة رجل مسلم اصبح مسيحياً لكنه كما قال عن قناعة اختار هذا الطريق ولم يجبره عليه أما مسألة السحر الأسود التي تحدث عنها التحقيق فهل يعقل أن تستخدمه الكنيسة لجلب مسلمين إلى المسيحية أم أن هناك ما هو أهم وهناك فرص كبرى لاستخدام السحر الأسود وفي مجالات أخرى كثيرة يمكنها ان تغيير حياة المسيحيين قبل المسلمين المنجذبين إلى المسيحية فوجود هؤلاء الداخلين للدين لا يزيدنا إلا مشاكل نحن في غنى عنها.. وهذا الحديث الذي قيل عن السحر الأسود الخارج من الكنيسة يثبت أن المسلمين جماعة وأفراد وعلماء لا يعرفون شيئاً عن المسيحية ولا عن المسيحيين بل ولا يعرفون حتى الاسلام الذي يذكرنا بالخير في أكثر من سورة قولاً عن الرسول الكريم وأيضاً هل صادفتم «فكي» من الكنيسة يتعامل بالدين والسحر الأسود في كل المعاملات عياناً بياناً؟ أما موضوع الشيخ «الله جابو سرور» والذي تحدث عن أموال المسيحيين التي تصرف للتنصير فأقول له إننا في الكنيسة المسيحية نحاول جاهدين إيجاد المال من الهبات والعشور والتي هي مثل الزكاة في الاسلام ومن التبرعات ان نطعم فقراءنا من المسيحيين الذين لا تراهم عين ولا يعرفهم احد لانهم في بيوتهم وتصلهم المساعدات ولا نتركهم في الشوارع للشحاتة ولا نترك الصغار حتى يطلق عليهم شماشة والذي يطرق باب الكنيسة سائلاً لا ننهره تيمناً بالآية القرآنية «أما السائل فلا تنهر..» ولكن يعطى من الموجود دون شروط لاننا نؤمن بأننا اذا اطعمنا جائع من أي صوب ومن أي دين يأتينا رب السماء بقروش كثيرة لاطعام ابناء الكنيسة ورفع الفقر عنهم. أما الذين يتركون الاسلام نزوحاً إلى المسيحية أو المسيحيين الذين يتركون المسيحية إلى الاسلام فكلها حالات فردية لها دوافعها الاجتماعية البحتة ولا دخل للدين فيها ولا لحب العقيدة أما الحديث عن السيدة كوكس رئيسة التضامن المسيحي العالمي فهذه السيدة ليست منا وان كانت مسيحية حيث أن لها اغراض عدوانية استعمارية والا لماذا جاءت متخفية ودخلت جبال النوبة وفي أماكن التوتر وانتشار العبادة الافريقية انها مدعومة من المنظمات الصهيونية والتي تتغلغل الآن معظمها في جنوب السودان حيث المرتع الخصب لها وتدخل للشمال ضمن خطة يجب الانتباه لها وهناك ما هو أعظم هناك عدو صهيوني في شكل ديني انهم جماعة شهوديهوه وهم فرع من التضامن المسيحي العالمي وهم ليسوا بمسيحيين انهم منظمة صهيونية تحتكم على أموال طائلة وتحمل المال في جيوبها وتفرغه على ما تسمونهم المتنصرين وتتهمون الكنيسة باغراق المال وتنظرون للرأسمالية المسيحية الموجودة حولكم وتظنون أنها توفر المال لتنصير المسلمين ان شهوديهوه الذين يقيمون طقوسهم في البيوت والمتفرقين في الأقاليم هم الخطر الأكبر ليس على المسلمين ولكن علينا نحن المسيحيين أيضاً لاننا نختلف معهم في كل تفاصيل العقيدة المسيحية التي نعتنقها وعلى مستوى كل الطوائف بل أكثر من ذلك فمطراننا المتنيح الانبا دانيال مطران الخرطوم السابق قال في سبعينيات القرن الماضي أن لا حل ولا بركة لاي بيت قبطي مسيحي يدخل المبشرين التابعين لشهود يهوه. وحالياً المبشرين التابعين لشهود يهوه يعملون في الجنوب ووسط أبناء النوبة خاصة أصحاب الديانة الافريقية ويزحف اتباعهم إلى اطراف المدينة وهم الذين تتحدثون عنهم وتتهمون الكنيسة بالتنصير وصرف الأموال. ولنترك المسيحيين ونتحدث عن المسلمين ففي هذا البلد خلاوى كثيرة لاحياءنا نار القرآن تكاد تكون في كل قرية وقد زرت عدة خلاوى في رحلاتي في الأقاليم وفي أطراف الخرطوم حتى في الخرطوم حالياً يوجد ألف مئذنة بألف جامع فما هو دور هذه المساجد الكثيرة في حماية المسملين والدين أن الجامع عندكم يجمع الناس للصلاة في أوقات الصلاة الخمس وان اجتهد أحد الشيوخ جمع الصغار لتحفيظ القرآن هذا جيد جداً ولكن الدين ليس حفظ انه معاملة وتربية وترغيب بالمحبة لمعرفة الدين الحنيف دون تعصب فنحن المسيحيين اذا حدثت لنا مشكلة عائلية أو خلاف نذهب إلى القس أو المطران ليفصل فيها ولا ندخل المحاكم الا نادراً أما المسلمين فبكل أسف الشيخ في الجامع لا يعرف جيران الجامع الا في القرى المحدودة الافراد والنزاعات تفصل فيها المحاكم الشرعية أو المجالس القبلية يحتاج المسلمون إلى تبشير المسلمين بالدين الحنيف وروعة احكامه وجذب الشباب بحب العقيدة دون تعصب أعمى والعمل على سد حاجة المحتاجين من أموال الزكاة والتي اساساً هدفها دعم المسلم المحتاج، وهذا هو الهدف من جمع الزكاة وما شاء الله المسلمين لديهم وفرة مالية كبيرة في أموال الزكاة والأوقاف ولكن ألستم معي أن نسبة الفقر والفقراء كثيرة وعندما يطرقون باب الزكاة لا يجدون مساعدة فأين يذهبون؟ نحن في الكنيسة أن جاءنا جائع لن نطرده ولن نغلق الباب في وجهه وسنطعمه بدون شروط فنحن كما علمنا الكتاب المقدس أن نحب بعضنا بعضاً ولم يحدد الكتاب نوع هؤلاء البعض وشعارنا هو الله محبة ولهذا نجد أن العديد من المسلمين يحبون الكنيسة وقادتها ويتعايشون بدينهم مع ابناءها وأجمل صورة تجدها في المسالمة بأم درمان والأجمل في مولد القديس العظيم مارجرجس والذي يسميه المسلمين سالخضر» في كنيسته بالخرطوم بحري حيث تجد نذور وهبات وتبرعات المسلمين أكثر من نذور المسيحيين. أيها السادة هذا التعايش الموجود في السودان منفرداً عن أي مكان آخر في العالم يغيظ أعداء السودان خاصة الصهيونية والامبريالية ويرغبون في اشعال الحرب الدينية وفي يدكم أيها المسلمون قبل المسيحيين اخماد هذه الفتنة الدينية ويجب أن يعلموا ان الحديث غير المدروس في أمور الدين وخلط الحابل بالنابل وخلط كوكس وشهود يهوه بالكنيسة العريقة المتعايشة بالحب والسلام في السودان من عقود طويلة ليس في مصلحة استقرار السودان. وأقول للقائمين على الأمن الوطني في هذا البلد الفتنة الدينية هي الحرب القادمة والقادمة من الجنوب خاصة وأن الأخبار تناقلت في الاسبوع الماضي خبر الجنوبيين المتلبسين بالتبشير وهؤلاء أكيد تابعين لشهوديهوه لأن الكنيسة الانجيلية لا تبشر المسلمين وكذلك الكنيسة الكاثوليكية بل يكون التبشير لمعتنقي الديانات الأفريقية واعتقد أن السودانيين المسلمين الذين درسوا في مدارس الأقباط والانجيلية ومدارس الكمبوني لم يفرض فيها على أي طالب أن يكون مسيحياً ليتلقى التعليم رغم أن الكنيسة الكاثوليكية وحتى سنوات قريبة من القرن الماضي كان فيها عدد الراهبات والرهبان الاجانب أكثر من يومنا هذا. لهذا ادعو أجهزة الأمن وعلماء المسلمين والفقهاء الشرفاء الحريصين على التعايش الديني الاتصال واللقاء مع المسيحيين بكل طوائفهم ومع اعضاء مجمع الكنائس السوداني ومع أعضاء التعايش الديني لوضع كافة الحقائق المجردة على الطاولة والعمل على هزيمة المخطط القادم الينا من دول الجوار والذي يتبناه البعض عن جهالة وتعصب أعمى وتأكدوا من شيء واحد نحن لا نفكر نهائياً في جذب أي شخص مسلم موحد بالله إلى المسيحية فنحن مش ناقصين لا مسيحيين ولا مشاكل «واللي فينا مكفينا».