حارس البارات والمواخير في روسيا (أفيغدور ليبرمان)، الذي أعلن عن رفضه لاي دولة فلسطينية مؤقتة أو مرحلية، والمتابعون يدركون أن موقف (أفيعدور ليبرمان) أقوى من قرارات (شمعون بيريز) و(آيهود باراك)، لأنه إذا ما انسحب بمقاعده فلن يستطيع الجنرال المحنث(آيهود باراك) بمقاعده الثمانية أن يسد مكانه، ولن يكون باستطاعة (شمعون بيريز) اقناع حزبه (كاديما) المعارض بإنقاذ (بنيامين نتنياهو) المنافس الشرس ل(تسيبي ليفني)، وهذا ما أكده بعض المحللين السياسيين الإسرائيليين بأن(أفيغدور ليبرمان) يمثل السياسة الإسرائيلية الحقيقية حين يعلن أن اتفاق سلام مع الفلسطينيين لن يوقع في السنوات المقبلة، كما أن وزير الشؤون الاستراتيجية (موشيه يعالون) من (حزب الليكود) أعلن أن السلام لن يحدث في هذا الجيل وهناك من يستخلص أنه إذا نجح(بنيامين نتنياهو) بالبقاء بعد سنة أو أكثر رئيسا للحكومة، فإن ذلك يعني استمراره للدورة الانتخابية المقبلة في العام 2012 ،حيث إن نهجه لفرض سياسة الجمود في العملية التفاوضية يراه البعض بأنه يوفر له زيادة في رصيده الداخلي تحسباً من أي انتخابات مبكرة تفرضها عليه تعارضات مصالح بعض قادة(حزب الليكود) المنافسين أو أحزاب توليفته الحكومية، ولعل هذا ما يمكن استخلاصه من تحليلات اسرائيلية ترى أن الخلاف والتناقض داخل الأحزاب الإسرائيلية لا يتعلق بحل القضية الفلسطينية فلا فروقات بين اليمين واليسار في (اسرائيل)، فمعسكر اليسار الصهيوني يتبنى الأجندة ذاتها التي يطرحها (حزب الليكود)، وكذلك (أفيغدور ليبرمان) و(تسيبي ليفني) لديهما الرؤية ذاتها، لكن التعارض الأبرز بينهم هو في الآلية المتبعة لمحو فكرة الدولة الفلسطينية من أساسها ،وفي كيفية خداع المجتمع الدولي، فالفارق بين المعسكرات الإسرائيلية المتصارعة لا يعدو أكثر من كونه فارقاً دبلوماسياً إجرائيا لا أكثر، فهل أخطأ من قال إن (إسرائيل) في ملاذها الأميركي خصوصاً، والغربي عموماً ،كابوس عالمي لا حدود لسوداويته،بالتأكيد لم يجاف الحقيقة هذا القول، خاصة عندما يستطيع المرء المتابع لتاريخ النشوء والصراع أن يستنبط توصيفاً من التاريخ الذي لا يزال حاضراً باستمرار أنهر الدم واتساع رقع المحارق وآفاق التهجير، (إسرائيل) سلة عقارب وأفاع تملك ترسانة نووية وأسلحة فتاكة ومستنقعاً تلمودياً دائم الاشتعال، وعلى العالم كي يجاري عليه الإبحار في المسالك المخادعة دون تلمس التفاصيل، وليس بالضرورة استمرار وجود الشياطين فيها. فكم مرة ضغطت حكومة الاحتلال الصهيوني كي يقبل الفلسطينيون المباشرة في المفاوضات، وكم مرة هربت وتهربت من هذا الفصل، وكم مرة فقط في عهد الرئيس باراك أوباما سخّرت إسرائيل بيوتاتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية كي تسرع في إعلان المفاوضات، رغم أنها أي هذه المفاوضات، لن تفضي إلا إلى نتائج تروج لحكومة الكيان وتبييض صفحة السواد الأميركي وليس أكثر، ومع ذلك فلنتوقف عند السطور التالية، يؤكد مسؤولون أميركيون أن المفاوضات باتت وشيكة وأن الأمل بات مفتوحاً بإحراز تقدم، وفيما يقول الأميركيون هذا الكلام جاء الرد الإسرائيلي سريعاً بالتلميح إلى رفض مسبق لمحتويات بيان اللجنة الرباعية المتوقع أن يعلن انطلاق المفاوضات بذريعة أن البيان يشكل رافعة لتثبيت الشروط المسبقة المتضمنة بعض الحقوق الفلسطينية، لذلك ستنتظر إسرائيل الإعلان الأميركي المقرر أن يصدر بعد أيام والذي يحتوي وفق مصادر من حكام الكيان على صيغة مختلفة لا تتضمن أي شروط ومن شأنها أن تفتح الطريق أمام المفاوضات المباشرة، هنا يستدرج هذا الموقف الإسرائيلي جملة أسئلة يتقدمها سؤال، أليست الولاياتالمتحدةالأمريكية عضواً في اللجنة الرباعية التي أعدت بيان الانطلاق، أم أنها وافقت عليه شكلاً، ورفضته مضموناً، كونه يتعارض مع التطلع الإسرائيلي الذي يرفض أي شروط وهي شروط تتمحور حول بعض الحقوق الفلسطينية، وتالياً ما معنى أن تكون المفاوضات مباشرة والطرف الفلسطيني مجرد من كل ما يمكن أن يفاوض عليه،وسؤال آخر، هل يمكن أن تكون هناك مفاوضات إذا لم يتم اتفاق مسبق على النتيجة المتوخاة من عملية المفاوضات، وبالمطلق المفاوضات ليست عملية بحث وتنقيب وتفتيش عما إذا كانت للفلسطينيين حقوق وطنية غير قابلة للتلاعب والتصرف، وهو ما توحي به إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية معها، أو هي غاية المفاوضات أميركياً وإسرائيلياً. من هذا المنطلق يأتي رفض الطرفين لمعنى دولة ذات سيادة كاملة على أرضها، دولة مستكملة عناصر السيادة غير المنقوصة بما فيها القدس وتفعيل القرارات الدولية ذات الصلة، وأي منحى آخر غير ذاك المرسوم في أفق المفاوضات حسب المنظور الأميركي الإسرائيلي فإن الرسالة سريعة ومعبرة، مكافأة أميركية لإسرائيل ب 20 طائرة مقاتلة من طراز(إف 35 ) التي تعد الأكثر تطوراً في العالم ليكون الكيان الجهة الأولى في العالم الذي يحظى بهذا الدعم العسكري، رسالة أميركية تضمن التفوق الإسرائيلي، فإما القبول بالإعلان المنتظر أو هذا هو المصير، الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تخرج من جلدها مهما تلون، جلد بقواعد ثابتة في سياستها وألوان مخادعة مهما كان ساكن البيت الأبيض، وتبقى المشكلة فيمن لم يعمل حتى الآن على تصويب العلاقة مع من يتوهم أنه وسيط في وقت يثبت كل ساعة أنه طرف وفاعل في العداء للعرب ولقضيتهم المركزية وصنو الاحتلال في ممارساته.