قبل أن تدخل اللجنة العليا في استعداداتها للإعداد لمهرجان تكريم جمال الوالي رئيس المريخ السابق تقديراً للإنجازات التاريخية التي حققها، فأنني أرى أن الفوز في مباراة اليوم من جانب فريق المريخ هو التكريم الحقيقي للريس جمال الوالي. فهو صاحب النهضة الحقيقية للمريخ فريقاً وبنيات تحتية ومقصورة.. الخ.. والانتصار يرفع رأس الريس جمال ويبيض وجهه، وهو الذي ساهم في صنع الفريق وخلق له أجواء مناسبة لتحقيق الانتصارات، والانتصار اليوم يهييء أجواء مهمة لتحقيق النجاح لمهرجان تاريخي للرجل الذي يعد أكثر رجال المريخ عطاءً في تاريخ النادي الكبير. ٭ يستطيع المريخ مساء اليوم أن يصطاد عدة عصافير بحجر واحد عندما يلاقي خصمه فريق ليبولو الأنجولي في مباراة الأياب الأفريقية فعندما يقلب صفحة بطولة الممتاز ويدخل المباراة بثقافة عدم التفريط يستطيع أن يحقق الفوز وتعبر الشياطين الحمر منافسها ليصعدوا للمرحلة التالية، ويستطيع الفريق أيضاً من خلال الفوز المريح أن يمسك بالبطاقة ويصالح جماهيره الوفية ويمحو الصورة المهزوزة تماماً تلك التي ظهر بها في مباريات الدوري الممتاز التي لعبها الفريق بمستوى متأرجح إن لم يكن متواضعاً. ٭ الحقيقة أنه وعلى خلفية مباراة الذهاب نؤكد أن مهمة الخصم الأنجولي صعبة خاصة وقد كان للمريخ أفضلية كبيرة في الشوط الأول وكان يمكن أن يعود بنقطة بنقطة لو لا التراجع المفاجيء في أداء الفريق وتفريطه، فالخصم الذي شاهدناه في مباراة الذهاب لن يقوى على الصمود أمام الشياطين الحمر بالقلعة الحمراء بأم درمان، وأتوقع أن يدمر الإعصار الأحمر خصمه مبكراً ويؤدي أصحاب الأرض واحدة من أجمل مبارياتهم ويسترد فيها الفريق توهجه وأرجو ألا يتهمني أحد بالإفراط في التفاؤل إذا قلت إن انتصار المريخ مسألة وقت. إما إذا أحرزنا هدفاً مبكراً فأن هذا الهدف بإذن الله سيفعل فعل السحر في نفوس اللاعبين والجماهير على حد سواء. ٭ كل هذا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع إذا راجع الجهاز الفني سلسلة الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها الجهاز نفسه والاخطاء التي وقع فيها نجوم المريخ. ٭ والتأهل يمكن أيضاً أن يتحقق إذا مارس نجوم الفريق جلد الذات وحاسبوا انفسهم وقاموا بوقفة مراجعة صريحة مع بعضهم البعض. ٭ والتأهل يمكن أن يتحقق إذا فطن المدرب لأهمية زيادة فاعلية الأداء الهجومي. ٭ ويفوز المريخ ويتأهل إذا عاد كابتن هيثم مصطفى لخط الوسط لضبط ايقاعه وتمويل الهجوم بالكرات والتمريرات من «عينة هاك جيب قون». وعودة البرنس ضرورة فنية ملحة، سيخطيء الكوكي اذا لم يستوعب درس غيابه المؤثر. ٭ إنني على ثقة أن المريخ يخطط للمفاجأة ومصالحة الجماهير، وإذا كان البعض متخوفاً وبث أداء الفريق فيه بالممتاز قلقاً إن لم يكن رعباً فإنني واثق بأننا سوف نشهد اليوم مريخاً مختلفاً. ٭ قد يرى البعض بأنني من خلال ما أردده اليوم عن ظهور مريخي قوي بأنني أخالف القواعد والأعراف التي تحكم كرة القدم عندما حسمت أمر فوز المريخ واعتبرته منتهياً ومسألة وقت، فأنا هنا استندت على حسابات بعينها، وأعطينا المريخ كل الأمل بتحقيق الفوز لأن المريخ كما عرفناه تاريخياً لا يمكن أن يكرر الإخفاقات ولا يمكن أن يهدر فرصة مصالحة جماهير خاصة اذا كانت الظروف مواتية كما أراها اليوم وأخيراً أتوقع ان يكون الحضور الجماهيري كبيراً وستمتليء المدرجات لأن جماهير الفريق لا تحتاج للمناشدة وسوف تتفاعل مع الفريق بصورة ربما تكون غير مسبوقة ولا استبعد أن تتوالى الأهداف عبر هدير الجماهير. هذا الفريق الحصان الأسود والأبيض انتصار معنوي للنيل الحصاحيصا سيعود أهلي شندي مجدداً ليثبت أنه الحصان الأسود والأبيض ولكل الألوان في الموسم الحالي بالرغم من البداية غير الموفقة إلا أنه عاد وكشر عن أنيابه للجميع. الانتصار الاخير الذي حققه نيل الحصاحيصا قبل أيام يعد انتصاراً معنوياً بحق وحقيقة وهو الانتصار الذي انقذ المدرب الجزائري الذي كانت ستطاله الإقالة.