أضاف لي الزميل صلاح عووضة في عموده أول أمس معلومة جديدة عن الاحتفاء بالفنانة ندى القلعة، فقد وصل حتى الاتحاد الوطني للشباب.. فقد وصلت الفتنة بها إلى حدود رسمية بجانب الشعبية.. كنت قبل أيام قد اندهشت كثيراً، واثنان من كبار الشعراء ينقلون لي أمنيتهم بأن تتغنى ندى القلعة بأشعارهم رغم رصانتها.. صحيح إن جماهير غفيرة تفتتن بها، وترقص على ايقاع أغنياتها بضراوة وقد يخرج البعض عن طوره فينسى وقاره.. وهذا رزق ساقه الله إليها.. ما قلنا شيء.. ولكن تعالوا نرى من هي على خارطة الغناء وماذا أضافت!!؟.. من الواضح أن صوتها فطير وعادي.. وإنها لا تستطيع أن تغنى سوى الأغاني الدائرية الركيكة المحدودة الموسيقى، صحيح إنها مرات تغني لمضامين نبيلة لكن عبر كلمات يعوزها الخيال الوسيم وتفتقر إلى أبسط مقومات الشعر إذا أردتم التأكد من ذلك، أطلبوا منها أن تغني على سبيل المثال المصير لإبراهيم عوض، أو مرت الأيام لعبد الدافع، أو أية أغنية كبيرة إنها لن تقوى على ذلك.. أنا أعترف بأنها قد تطربني مثلما تطربني أغنيات الإعلان التي تروج لسلعة أو منتجات.. ولكنها لا تفعل أكثر من ذلك.. والدليل إنها كثيفة الإنتاج تلحق الأغنية الجديدة بأخرى جديدة، ربما كانت ذكية فتعرف إنها تغني أغنيات مثل فقاعات الصابون سريعة التلاشي.. إنها تشابه تماماً ظاهرة (شعبولا) في الغناء المصري يعجب بأغنياته الجميع ولا يحترمها أحد.. صحيح ليس هذا ذنبها فهي لم تجبر الناس على سماعها.. لكنها تكرس دون وعي منها، ودون وعي لجماهيرها للعادي والرتيب والضامر الخيال.. هذه الفتنة بها خطرة على الوجدان والذائقة الفنية حتى تكون قدوة يقتدى بها أهل الغناء.. وحين تكون نموذجاً يقتدي به البعض.. أنا أقدر جداً دأبها وتطورها من مجرد مغنية شعبية لبيوت الأعراس والمناسبات إلى فنانة جماهيرية لها آلاف إن لم يكن ملايين من المحبين، ولكنه على طريقة سقط القول الذي يعلو بأجنحة من الترديد خطورة الفتنة بأغنيات ندى القلعة، إنها تشكل الوجدان وتعود الذائقة السماعية على السهل والبسيط والركيك، وبذلك يتعدى تأثيرها مجرد الغناء، فتصبح ظاهرة يدافع عنها بعض الكبار.. فبسببها- حسبما أزعم- أحرق فنان تشكيلي رسوماته احتجاجاً على هبوط الذائقة، وقرر فنان مسرحي كبير إنه سيتجه إلى زراعة البرسيم، لأنهم آمنوا بأن هذا العصر هو عصر ندى القلعة، والموسم موسمها، ولا عزاء لعثمان مصطفى بصوته الاوبرالي.. وليتحصن أبوعركي البخيت بعزلته المجيدة.. ونخشى أن تتلاشى جماهيرية العملاق محمد الأمين الذي مازال ينافس في سوق الغناء، فيمحو بحفلاته بعض الركاكة الغنائية والإسفاف الفني.. إنه زمن ندى القلعة فليملأ صلاح عووضة فمه تراباً ويصمت..