في السابق كانت الألغام المزروعة في عدد من مناطق الولاياتالشرقية إبان أحداث تاريخية مختلفة تمثل هاجساً ووضعاً مقلقاً لحياة المواطن، بينما الوضع الآن مختلف تماماً إلا أن بعضاً من مناطق ولايات كسلاوالقضارف والبحر الأحمر، ما تزال هدفاً للإزالة بتنسيق وإشراف المركز القومي لمكافحة الألغام بالتعاون مع منظمة «يونماس» الأممية المعنية بتمويل مشاريع إزالة الألغام إلى جانب منظمات وطنية إنسانية، جهود مشتركة عملت في مناطق متفرقة من ولايات السودان المتأثرة سابقاً بالحروب، وتشير إحصائيات إلى أن ولايات كسلاوالقضارف والبحر الأحمر تعد أكثر تضرراً من الألغام الأرضية وتقدر مساحتها ب323.965 كيلومتر مربع ومساحتها المتأثرة تصل ما بين 50 - 70 ألف كيلومتر بحسب آخر مسح قامت به الولايات، ويقدر عدد ضحايا الألغام بالولايات الثلاث ب750 مواطناً، بينما تم تأهيل ودمج حوالي 400 معاق في المجتمع وذلك بتوفير سبل العيش الكريم لهم. ربما ولاية كسلا نالت نصيباً أكبر في خارطة العمل الإنساني كونها الأكثر تضرراً في بعض مناطقها من زراعة الألغام، حيث كانت مسرحاً للقتال بين الحكومة والمعارضة لذا كانت عائقاً رئيسا للتنمية. اتفاقية الشرق (2006) هي الأخرى كانت بمثابة الحل الجذري لقضية الألغام ومحاولات التخلص منها بصورة أكبر عقب وقف نزيف الحرب مما أتاح المجال لعدد من المنظمات الوطنية للانخراط في جهود الإزالة كما هو الحال لمنظمة السلام والتنمية بولاية القضارف، حيث تبذل جهوداً كبيرة للتنسيق المستمر ليتحقق ما تصبو إليه الولاية في ظل استقرار وأمن دائمين. تحديات الإزالة وفق آليات فعالة: بالرغم من الجهود الكبيرة للمركز القومي لمكافحة الألغام بولاية القضارف كجهة إشرافية تشترك مع ال«يونماس» ومنظمة أصدقاء السلام والتنمية بالولاية والتي تستمر لفترة خمسة أشهر مقبلة، تقوم خلالها بإزالة الألغام في خمس مناطق منها ود العجوز وباسندة وثلاث مناطق أخرى هي ضمن خطة الولاية بحسب إفادات حصلت عليها «آخر لحظة» بولاية القضارف، إلا أن هناك قلة في الفرق العاملة كما أن الدعم المقدم ليس بالمستوى المطلوب لعمليات الإزالة. وكان المركز قد حدد 77 موقعاً للإزالة بالولاياتالشرقية الثلاث، وطالب المركز فرع القضارف بتضافر الجهود الحكومية من أجل توفير الدعم اللازم لإزالة الألغام التي اعتبرها من أكثر المعوقات خطورةً لعملية التنمية والاستقرار، بينما يواجه إعلان شرق السودان منطقة خالية من الألغام في 2014 صعوبات جمة تتعلق بتناقص الفرق والتمويل. جهود وحوادث سابقة: تشير الإحصائيات إلى أن اتفاقية أسمرا كانت نقطة البداية لوقف اصطياد الألغام للبشر والحيوان في مناطق متفرقة من الولاياتالشرقية، كسلا تعتبر الأكثر تأثراً بينما سجلت القضارف والبحر الأحمر نسباً أقل، كما تعتبر الألغام مهدداً حقيقياً ومباشراً لمسيرة التنمية التي انتظمت البلاد بصفة عامة والولاياتالشرقية بصفة خاصة بالرغم من مساعي الحكومة والمنظمات الوطنية، إلا أن الوضع ما يزال مطمئناً ما يعني أن معظم المناطق القريبة من الحدود الأثيوبية تمت نظافتها من الألغام. ما المطلوب لتحقيق الهدف: يتطلب الأمر أن تجد فرق الوحدات الوطنية الدعم المادي المناسب الذي يمكنها من زيادة فرقها وتوفير فرق للاستجابة السريعة لتقصي الحقائق حول المناطق إذا كانت مزروعة بالألغام عشوائياً أم بصورة منتظمة بجانب الحاجة لفرق مسح فنية تعمل على تقليل المساحات المزروعة، وأوضح الأستاذ محمد مصطفى منسق برنامج مكافحة الألغام بمنظمة أصدقاء السلام والتنمية خلال تنوير عقدته المنظمة طبيعة الوضع بالولاية وحجم العمل المقرر تنفيذه والإنجازات التي تمت في عمليات الإزالة ونظافة حقول الألغام خلال الفترات الماضية، بجانب أولويات العمل التي غالباً ما تغطي المناطق التي تشكل خطراً، فضلاً عن التحديات التي تواجه العمل. شراكة ثلاثية ينتظر منها الكثير: خلال زيارة قامت بها «آخر لحظة» إلى ولاية القضارف اطلعت بصورة أكبر على الجهود الرامية لإزالة الألغام في مناطق ود العجوز وباسندة وغيرها من المناطق الحددودية التي تأثرت قديماً بزراعة الألغام، وفي حديث لها أوضحت الأستاذة حرم سر الختم مدير منظمة أصدقاء السلام والتنمية بالقضارف عن جهود ثلاثية تقوم بها المنظمة مع المركز القومي لمكافحة الألغام إلى جانب المنظمة الدولية المعنية بتمويل مشاريع إزالة الألغام «يونماس» كما أمنت على النتائج الأولية للمساعي بغية تنظيف المناطق المتأثرة بصورة نهائية، وتحدثت الأستاذة حرم عن دور المنظمة في القضارف في المجالات الإنسانية والتنموية. من جهته أكد الأستاذ محمد مصطفى سعد الدين منسق برنامج مكافحة الألغام بالمنظمة اكتمال الترتيبات حيث قاموا بزيارة ميدانية إلى المناطق المستهدفة، مشيراً إلى التنسيق الذي من شأنه يعزز العمل في الولاية.