تقرير: هبة محمود / عمار محجوب - تصوير: عمار محجوب : اللون الأخضر و«الكاكي» المدهون على جدران وأبواب منزل العميد محمد إبراهيم المشهور ب«ود إبراهيم» يعكس مدى تعلق صاحب المنزل بالبزة العسكرية المعروفة بذات اللون التي كان يرتديها قبل اعتقاله على خلفية ما يعرف بالمحاولة «التخريبية» التي تم تأكيدها بعد ذلك بأنها محاولة «انقلابية» مكتملة الأركان، حيث أحبط جهاز الأمن والمخابرات في فجر الثاني والعشرين من نوفمبر الماضي تلك المحاولة وتم بموجبها اعتقال «13» شخصاً عسكرياً بالقوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات وآخرين مدنيين. وبعد غياب دام ستة أشهر عاد ود إبراهيم ورفاقه في القوات المسلحة الذين تم إطلاق سراحهم أمس إلى منزل الأول بضاحية جبره وسط استقبال حاشد تقدمه «السائحون» والأهل والأصدقاء والجيران لتهنئة المفرج عنهم.. يذكر أن المحكمة كانت قد أدانت المتهمين بالطرد من خدمة القوات المسلحة. أسماء الذين تم إطلاق سراحهم: اللواء عادل الطيب «عادل إشارة» والعميد محمد إبراهيم «ود إبراهيم » والعقيد محمد زكي الدين والعقيد الشيخ عثمان الشيخ والعقيد فتح الرحيم عبد الله سليمان والمقدم مصطفى ممتاز والمقدم حسن مصطفى والمقدم محمود صالح والرائد حسن عبد الرحيم والمساعد عمر عبد الفتاح. اللواء عادل الطيب: باقٍ على الجهاد واتجه للزراعة أكد عقب إطلاق سراحه أنه باقٍ على فكرة الجهاد في كافة ساحات السودان، وقال سنظل مجاهدين ندافع عن تراب هذا الوطن بالمهج والأرواح، وأوضح أن إطلاق سراحه تم بمبادرة من «السائحون»، وقال إنه يتشرف بالانضمام ل«السائحون»، مشيراً إلى أنهم يمثلون مفخرة للبلاد وعلى سواعدهم سيصبح السودان في مصاف الدول المتقدمة، وأبان أن «السائحون» يثبتون يوماً بعد يوم أنهم رجال السودان الحقيقيين، وقال هؤلاء أرهبوا العدو.. وكشف الطيب أن المدانين تقدموا بطلب استرحام لرئيس الجمهورية لإطلاق سراحهم. وأشاد بتفاعل الرئيس واستجابته للطلب، وقال نهدي إطلاق سراحنا لكافة الشعب السوداني.. وأكد اتجاهه للعمل الزراعي بعد تجريده من الرتب العسكرية. العميد ود إبراهيم بالزي المدني: استقبل المهنئين بالزى المدني، وأشاد بوقفة الشعب السوداني وكافة الأحزاب السياسية والطرق الصوفية معهم، وأعرب عن أمله في أن يعم البلاد الأمن والاستقرار. دكتور غازي صلاح الدين أول المهنئين: بمجرد سماعه الخبر خف القيادي بالمؤتمر الوطني دكتور غازي صلاح الدين إلى منزل ود إبراهيم مهنئاً. ووصف إطلاق سراح المدانين بالقرار الصائب، وقال إنه جاء في الوقت المناسب وشدد على ضرورة الترابط من أجل وحدة البلاد. سائحون يطالبون بالعفو عن بقية المعتقلين: طالب نائب رئيس لجنة نداء الإصلاح والنهضة«سائحون» دفع الله الحسين محمد بأن يشمل العفو بقية المعتقلين مشيراً إلى أن إسقاط العقوبة عن العسكريين مدعاة لإطلاق سراح كافة المدانين، داعياً إلى إجراء إصلاح شامل وعاجل لفك حالة الاحتقان السياسي الموجود حالياً، منوهاً لإشراك كافة قطاعات المجتمع في إعداد الدستور القادم وإيقاف نزيف الحرب بالبلاد. أخر لحظة مع أسرة ود إبراهيم: رغم التعب والحزن على غياب زوجها الذي كان يبدو على وجهها مختلطاً بالفرحة بإطلاق سراحه، استقبلتنا السيدة سهير هاشم زوجة العميد«ود إبراهيم» وأم أبنائه «عمر وياسر وهبة».. وأكدت لأخر لحظة أنها لم تتوقع إطلاق سراحه أمس، لأنها في كل مرة تسمع بأنه سيطلق صراحه الأسبوع القادم وتنتظر الأسبوع تلو الأسبوع دون نتيجة، وشكرت الشعب السوداني وكل الذين وقفوا بجانبها أثناء محنتهم، وأكدت أنها لم تلتقِ بزوجها هي وأبناؤها إلا مرة واحدة منذ اعتقاله من المنزل بعد عودتهم من واجب عزاء، وأوضحت أن زوجها رجل ثابت هو و رفاقه، وليسوا بالتخريبيين. وفي ذات الاتجاه وصفه أهله الذين التقت بهم آخر لحظة بالشخص الطيب والبار بأهله، وقالوا إنه إنسان حسن المعشر والسلوك وإن جهاده في السابق كان لوجه الله تعالى. { زوجة ود ابراهيم