كبري يحكي تاريخ السودان الحديث، أنشئ في عام 0191 إبان عهد الاستعمار الانجليزي، ليربط بين الخرطوم«قبلي»والخرطوم «بحري»، وكان يسير عليه القطار فقط لعدم وجود سيارات وقتها- «دخلت السيارات السودان في 5191»- والناس على جانبيه.شهد الكبري العتيق أحداثاً كثيرة جرت فوق الماء من ثورة 9191م، والتي أُعدم فيها البطل «ثابت عبد الرحيم» ثابت البطل، وثورة 4291 وكانت السلطات الانجليزية تفتحه بالتروس لتمر من تحته السفن، وأيضاً فتحته لمنع القوات السودانية من الالتحام بالمصرية يوم اتفقا على الثورة ضد الانجليز. وشهد أحداث انقلاب هاشم العطا 1791 وشهد أحداث 6791م، ومازالت آثار الرصاص على جداره واضحة. هذا الكبري الاسطورة الذي كم مر عليه من أصدقاء وعاشقين وسواح، يمر هذه الأيام بأسوأ أيام عمره، فالناظر إليه الآن يجد أن الإهمال يضرب باطنابه عليه، لونه باهت وجارت على جدرانه الملصقات التي جعلت منظره قبيحاً يؤلم الناظرين..أما ممر عبور المشاة فحاله عجيب ولا يمكن أن يكون له في اي عاصمة من عواصم العالم شبيه. في مدخله من جهة الخرطوم يتبول عليه المارّة. صيانة الكبري ورعايته مسؤولية من؟ هل وزارة الطرق والجسور أم ولاية الخرطوم أم محلية الخرطوم أم محلية بحري.. أخشى أن يكون دمه مفرقاً بين القبائل. يا أهل العاصمة «الكبري» واجهة لمدخلها الشمالي ولا يليق بعاصمة السودان في القرن الحادي والعشرين، أن يكون بهذا الحال، فلنرجع بالذكراة الى الوراء، ونقارن ما بين صورته أيام الشباب والحب والجمال، وما بين صورته الآن فلقد طاله الإهمال وأصبح اشبه بالأطلال.. فهل من عودة للجمال والروعة التي كانت ولسان حاله.. «ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب».