عدّدت شركة سوداتل للاتصالات مآثر الشهيد المهندس محمد إدريس آدم حامد الذي استشهد بمنطقة أبوكرشولة في الهجوم الأخير ، الذي راح ضحيته عدد من المواطنين الأبرياء، وتحدّث مدير الإدارة الهندسية نيابةً عن الشركة، وقال إن الشهيد كان يبحث عن الشهادة، ولا يتواني في طاعة رؤسائه وتنفيذ التكاليف، دون أن يبدى أي عذر، حتى في مناطق الشدّة، ذهب إليها لصيانة العطل باعتباره المهندس الأول للشبكات في كردفان. جاء حديث شركة سوادتل خلال ليلة تأبين الشهيد المهندس محمد إدريس آدم، بحضور معتمد محلية الخرطوم اللواء عمر نمر، وعدد من قيادات منظمة الشهيد، ومنسقية الدفاع الشعبي بمنطقة جبرة جنوب. حديث محلية الخرطوم: في كلمة ألقاها أمام الحشد أكّد معتمد محلية الخرطوم أن الشهداء يلقّنون الدرس العظيم للأمة السودانية، وسرد أن تاريخ تمكين الإسلام ما كان إلاّ عبر الشهداء، ومن ضحّوا في سبيل إعلاء التوحيد وقيم الدين، منوّهاً إلى أن الإنقاذ منذ أن جاءت أُبتليت بكثير من المحن، إلاّ أنّ الله كان حافظاً وقادراً على إنزال الصبر لتحمّل الإبتلاءات، وأكد على أنّ السوان حورب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً من كل حدود السودان، إلاّ أن دروساً عميقةً عكسها شهداءُ الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية، إلى جانب الجيش والشرطة والأمن، في صورة ترسم ملامح الشعب السوداني تحت قيادة واحدة وراشدة، وطالب اللواء عمر أن نواجه العدو ونستظل برحمة الله في سبيل نيل الشهادة، وإلا فلا خير فينا، وعن الشهيد المهندس محمد إدريس آدم قال معتمد الخرطوم إن «النية ملازمة سيدا»، والشهادة بتختار من يريدها مشيراً إلى أن دليل صدق نية الشهيد المهندس محمد إدريس أنه كان يحمل وصيته في جيبه طيلة فترة حياته، وقال إن الأخيار ذهبوا إلى عليين منهم الطبيب والمهندس والفريق واللواء والعامل، ومن كل فئات الشعب ، مشيراً إلى أن الدرس الوحيد االمستفاد أن الشهداء هم من سيوحدون السودان. مضيفاً أن الشهيد عاش في صمت ومضى إلى ربه في صمت. عاش في صمت وذهب دون ضوضاء: حينما دخلتُ سرادق العزاء التقيتُ بوالد الشهيد المهندس محمد إدريس آدم حامد.. كان وجهه هاشاً باشاً. عجبت للأمر غير العادي، هدوء وصمت يلازم البيت الكبير والمتواضع في نفس الوقت ، الناس يأتون إليه زرافات ووحدانا ، الأسرة في تناغم وصبر عجيب، يخدمون المعزّين. منظمة الشهيد تريد إحياء التأبين بطريقتها المعهودة.. والد الشهيد يمتنع ويقول إن إبنه الشهيد هكذا أراد.. عاش في صمت وذهب في صمت دون إحداث ضوضاء، يصفه والده بأنه كان باراً بوالديه كريماً شهماً غيوراً متفرداً في أخلاقه، كان له أن يختاره ربه من بين أبنائه الذين كانوا في ساحات الوغى من قبل وفي فترات مختلفة، وقال إن الشهادة لا تُعطي لأي أحد، لكنها تعانق من أخلص لها نيةً وصدقاً، وأكد في حديثه أنه رأى رؤيةً فيها عباءة بيضاء كأنها الكفن كان لها أن تفسر عقب شهادة إبنه البار. وقال في حوار قصير «إني تقبّلت الشهادة بكل صبر لأن الله اختار ذلك، بالرغم من أن فقده كان مفاجئاً ربما أثر على والدته وبقية أسرته هم الآن أفضل حالاً من السابق»، وأضاف إدريس آدم حامد والد الشهيد أن ابنه لم يتمنع و يرفض تكليفاً واحدًا من مؤسسته، وكان مطيعاً ودوداً مثالاً يحتذى به في صلاته للأهل والأصدقاء كلّ من قابله أحبه. كما تحدث الأستاذ المخضرم إدريس آدم عن مسيرة المجاهدين وقيم التدريب العسكري وطالب بضرورة تسليح المواطنين لدحر الخونة سنداً ومنعةً لمسيرة الدفاع الشعبي. ونوّه إلى أهمية أن تحافظ القيادة السياسية على وصايا الشهداء، منها حفظ تراب ومال الوطن. وصية على ورقة بها آثار دماء: عقب تلقي نبأ الاستشهاد أُرسلت وصية الشهيد محمد إلى ذويه ملطخةً بالدماء تعبّر عن أن الشهيد كان يضعها في جيبه طيلة تحركاته وسكناته.. اطلعنا عليها، وجدناها كتب عليها الديون المستحقة وأن تُدفع من حر ماله، رفعها الوالد كشهادة له أنه خرج من الدنيا كما خُلق وأن ما على الناس لابد أن يدفع وما على الله فهو باقٍ في جنات عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين من الشهداء والأبرار. مليون شهيد فداء التوحيد: أبناء وقيادات منظمة الشهيد التي نظمت الليلة المباركة هلّل الجميع وكبروا في وصوت واحد مؤكدين في ذات الوقت أن الشهداء يمضون لكنهم باقون بآثارهم العميقة وطالبوا أن يستعد شباب السودان للزود عن الوطن لحماية القيم والعزّة والكرامة، كلمات شارك بها قيس فضل منسق الدفاع الشعبي لولاية الخرطوم أمّن خلالها على روح الاستشهاد ومعاني الصبر والتجرد لله عز وجل، وثمّن أخلاق الشهيد المهندس محمد إدريس وقال إنه كان يريدها الرائد أحمد عبد الماجد: في حديثه ل« أخر لحظة» قال الرائد أحمد عبد الماجد أحد أفرد أسرته إن الشهيد محمد ادريس آدم كان شخصاً غير عادي يتهادي بين الناس، وتحدّث عن خصاله وعاداته سائلاً الله له أن يسكنه فسيح جناته . دكتور صالح فضل السيد: تحدث الدكتور صالح فضل السيد الأستاذ الجامعي صديق الشهيد محمد إدريس متأثراً، لم يتمالك نفسه من العبرات، لكنه أخفاها قائلاً إن الشهيد كان وصياً على أهلي، يوماً ما كان برفقة أختي خلال وضعها لمولود جديد كنت بعيدًا عنهم.. تكفّل وسهر معهم كأنني كنت موجوداً، في نفس الوقت كان الشهيد عريساً لكنه لم يتوانى عن تقديم خدمة جليلة وجيرة طيبة خلال الفترة الماضية. والدته تصلي وتدعو له: بالرغم من جزعها كأم إلا أنها صابرة مثابرة تدعو له دعاء من لا يقنط من رحمة الله كيف لا وهي من بيت وأسرة توارثت الخُلق والقرآن. كما تحدث ياسر مختار وآدم رابح ومدثر محمد سيد وأبو هريرة نور الدين أقرباء الشهيد.. قالوا في صبر إننا فقدنا رجلاً بقامة الرجال لا يخاف في الله لومة لائم ..أراد الخير فصنعه وكان له ما أراد وتبقي وصاياه عهداً وطريقاً لنا. }}