تباينت رؤى قيادات تحالف قوى الإجماع الوطني حول مواقفها من القضايا السياسية بالبلاد، ففي وقت شن فيه الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي هجوماً عنيفاً على أحزاب المعارضة ووصفها بالضعف، قال إنها لا تقوى على إزالة النظام بوضعها الحالي، متهماً إياها بعدم الجدية، ودافع ساطع الحاج- الأمين العام للحزب الناصري عن التحالف وأكد أنه في أقوى حالاته، قاطعاً بأن رؤيته واضحة ومواقفه ثابتة تجاه النظام. وقال ساطع خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد أمس بمنزل الزعيم إسماعيل الأزهري إنابة عن رئيس هيئة تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى، قال إن المعارضة لا ضبابية في رؤاها ولا تغبيش في مواقفها، مؤكداً السعي لتوحيد فصائلها الداخيلة والخارجية واعتماد الوسائل السلمية كآلية لاسقاط النظام. وأكد الكودة أن النظام يعيش على ضعف المعارضة وتفرقها وعدم جديتها، لافتاً إلى أن إسقاط النظام يحتاج لمعارضة غير المعارضة الحالية، متهماً الحكومة بتفتيت الأحزاب المعارضة وقال قدمنا للنظام خدمة جليلة لأن المعارضة لا توجد بها رؤية موحدة بجانب أنها فشلت في مخاطبة وجدان الشعب السوداني الذي يفضل السلام والوسطية والاعتدال. ومن جانبه قطع الدكتور الأمين عبد الرازق القيادي بالمؤتمر الشعبي بأن تحالف الشعبي مع قوى الإجماع الوطني تحالف إستراتيجي وليس تكتيكياً لإنقاذ البلاد، مؤكداً أن الوسائل التي اتفقوا عليها لإسقاط النظام ليس فيها ما يمس الدين بسوء، محملاً الحكومة مسؤولية دخول قوات الجبهة الثورية إلى أم روابة وأرجع الأمر إلى فشل اتفاق نافع عقار، مؤكداً على ضرورة التفاوض والحوار بدلاً من الحرب، ونبه الأمين إلى أن الشعبي سيستمر في تحالفه مع قوى المعارضة. وفي السياق وجه محمد ضياء الدين ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل نداء عاجلاً للحكومة وقوات الجبهة الثورية بوقف الحرب فوراً وفتح ممرات لمرور المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن عشرات من الأطفال يموتون بالعطش، محذراً من اندلاع حرب أهلية نتيجة للتصفيات التي تتم على أساس عنصري، معتبراً أن وحدة الحركة الاتحادية صمام أمان للبلاد من المخاطر. فيما طالبت د. مريم الصادق القيادية بحزب الأمة القومي بتوحيد صفوف قوى الإجماع الوطني لتأمين البلاد من المخاطر التي تحيط بها ومن ثم التنافس السياسي، متهمة المؤتمر الوطني بتكسير الأحزاب السياسية.