راي: مريم الشريف ابراهيم الهندي قبل أن أدلف إلى أبعاد الموضوع .. وقبل أن أشير إلى مرامي الكلمة.. دعوني أندد كالبقية وأشجب بشدة وحرقة وطنية خالصة ما قام به فتات من تدعى الحركة الشعبية لتخريب السودان فيما يدعى ببقايا الحركة قطاع الشمال بأذيالها المهترئة منفذي ذاك الهجوم الغادر الجبان على مواطني أم روابة وأبو كرشولة والله كريم. ونترحم على شهدائنا العزل.. العزل الآمنين المطمئنين سائلين الله لهم الرَّحمة والمغفرة. ولكن عذراً.. تظل الدهشة والتساؤل ودواعي الإستغراب تلازمني بل وتحتل حيزاً كبيراً بتفكيري وسأقول لكم لماذا.. أولستم معي في أن هذه ليست هي المرة الأولى التي نتعرض أو يتعرض فيها السودان العزيز إلى هذا النوع من العداء السافر الكافر والمصوب مباشرةً نحو المواطنين الآمنين والعزل وليس الجيش المنظم والناطق الرسمي والمسلح بإسم المواطن الأعزل.. أو قوات اليوناميد أو الأممالمتحدة المنتشرة في طول البلاد وعرضها متبنين فكرة الدفاع عن أمن الإقليم أو الأمن القومي!!. فالمرة الأولى على ما أذكر والتي كنا قد تعرضنا فيها لهكذا هجمات كانت عبر الهجوم المباغت لمصنع الشفاء وبدواعي لا تخلو من الغباء أو الاستغباء وأنا أرجح الثانية بالتأكيد ولكننا في كلا الإحتمالين لم ننبس ببنت شفه حتى هذه اللحظة !! لعل المانع خير!؟. وبالتأكيد خلفت هذه الهجمة خسائر مادية، وأرواحاً بالإضافة إلى الرُّعب الذي إنتاب المواطنين. تلاها بعد سنوات مقدرة ذاك الصاروخ الوحيد الذي زار جبهة الشرق الغراء، وكان ذلك بعد الانتخابات، وحصد من حصد من المواطنين، وأشارت أصابع الإتهام على استحياء إلى إسرائيل ..! صدقاً أنا لم أتفاجأ ..! بل كنت أترقب وأتوقع ا لأكثر..! ولم يخطيء حدسي قط..! فماذا حدث..!! تلا تلك الضربة التي كانت بمثابة الإستقراء لمقدراتنا البدنية واللوجستية كان الهجوم الكبير على بقعتنا المباركة أم درمان درة السودان القديم والحديث، وما حدث حينها فحدث ولا حرج، فقد تفاجأ أهل أم درمان بأحيائهم العريقة وقبابهم العتية بوابل من الرصاص والصواريخ التي أخرجتهم من ظلمة الليل البهيم إلى قلق الصبح البهي ولكنه للأسف لم يكن إلا أضواء الرصاص والصواريخ التي حصدت الأرواح وروعة الآمنين الذين لم يروا حرباً منذ فتح الخرطوم على يد المهدي الكبير، وخليفته التعايشي رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته.. وطبعاً لم نقصر فقد أخرجنا سلاحنا النووي حيث نددنا وشجبنا وتوعدنا المارقين وبالفعل أخرجناهم وحررنا أم درمان مرة أخرى، ولكن بعد أن حصدت الأرواح البريئة الآمنة. والغريب لم يخف المسؤولون درايتهم المسبقة بغزو هؤلاء المارقين لأم در، وحددت ساعة صفرهم في قلب العاصمة وكأنها ساحة الوغى بلابشر عزل وأنهم كانوا في حالة رصد لهم منذ ساعة خروجهم من معاقلهم إلى لحظة وصولهم وسط أرض البقعة!. ثم ما لبثنا كثيراً حتى جاءتنا الضربة الرابعة كانت مرة أخرى لجبهة الشرق وبنفس الطريقة، ومن نفس المصدر وحصدت هذه المرة عدداً مقدراً من الناس.. وسرعان ما جاء الشجب والتنديد والخطب النارية التي كانت هي وحدها من تصادم تلك الصواريخ(الأرض جو) وترحمنا على أنفسنا أحياءاً وأمواتاً فالمسؤول هي إسرائيل فهؤلاء القوم يبدو أنهم يهمهم جداً أن يظل السودان مسرحاً ساخناً على الدوام لا يهدأ أبداً.. مالبثنا قليلاً حتى عادة نفس الكرة مرة أخرى في هجومي (الحلو وعقار) لولايتي شمال كردفان ودارفور حصدت الأرواح الآمنة كالعادة، وقامت الدنيا ولم تقعد، وتكونت اللجان العليا والهيئات وسيرت القوافل، وجمعت التبرعات، وهذا يبدو شيئاً جميلاً من قبل المواطن لأخيه المواطن والدولة.. وفي هذا الموقف تحديداً كنت قد حركت ساكناً بأن كتبت مقالاً يحمل سؤالاً لا يخلو من التحذير السياسي بعنوان(أيلدغ الوطني من جحر الحركة مرتين) ولم يكن سؤالاً بل كان تساؤلاً يحمل العديد من ا لتحذيرات والإشارات والقرآءات والملاحظات التي للأسف لم تجد الأذن الواعية لمضامينها ومن يرعى جذوتها لنتلافى عواقب ما قد سلف من أخطاء يحصدها الأبرياء العزل، ولكن للأسف فقد جاءتنا الإجابة تترى اليوم عبر العديد من الهجمات، وأسمحوا لي سادتي القراء بعد طول غياب أن أجيب بنفسي صراحةً عما كنت قد سألته في ذاك المقال بأن الوطني قد لدغ بالفعل من جحر الحركة ليس مرتين فحسب بل ثلاث ورباع حتى وصل العدد اليوم إلى الرقم السادس، ويمكنكم أن تحصوها معي !!! ولم نتعلم الدرس وإذا أمعنوا النظر والفكر جيداً سيجدون بأن ما ينتهج معهم ليس إلا سياسة العصا والجزرة.. أضرب قطاع الشمال في الشمال.. ندد وفاض قطاع الجنوب من الجنوب!!. وما لبثنا قليلاً حتى صُعِقْنا بهجوم نوعي أحسبه كان الأجرم و الأكبر وكان بمثابة صفعة على جبين الوطن فقد عادت إسرائيل في ثوبها الجديد، لتصفعنا في عمقنا الأمني والوطني بضرب مصنع (اليرموك) ذاك الأسد القابع وسط رعاياه بالشجرة!! وخلَّف خلَّف من الضحايا وكالمعتاد ظهر الشجب والتنديد ولكن هذه المرة بعد أكثر من عشرة ساعات!! لماذا كل هذه المدة الطويلة؟ وماذا حدث بعد التنديد؟. المهم، عادة الكرة مرة تلو المرة، وضربة هجليج ونددنا وشجبنا واستنكرنا وتجمعت لجان، وكونت هيئات، عليه وأعدنا بناء ما دُمِرَ بليلٍ وفي كل تلك الهجمات الغاشمة ضحايا وأبرياء ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة إلا بالله!!. وعاد نفس السيناريو اليوم في أم روابة وغيرها وللمرة السادسة أو السابعة منذ فصل الجنوب وضربت إسرائيل للشرق وبنفس المضامين القديمة وبنفس التكتكيك والإخراج ولنفس الآمنين العزل.. العذل.. وتم السلب والنهب ثم القتل و«نحن يانا نحنا»شجب وتنديد وترحم.. ونكون لجاناً ونستنفر شباباً وطلاباً.. ونرغى ونزبد..!! ونشد الرحال إلى المناطق الجريحة.. ونعود بخفى حنين.. ويظل السؤال يطرح نفسه لمن يهمه الأمر!. نحن ضربنا ونضرب منذ مدة وفي عمقنا الآمن كيف ولماذا وإلى متى؟؟. أين أجهزة المخابرات والارصاد الأمني المتحرك في طول البلاد وعرضها!!. أين الوزارة المسؤولة في كل هذا المولد؟ ولماذا لا نقوم بخطوات إستباقية لنحافظ على أرواح العزل؟ لماذا نُزِّع السلاح من المواطنين بالغرب ؟ أين كنا حتى حصد هؤلاء الجبناء أكثر من (45) من المواطنين بأبشع الطرق ومورست عليهم الكثير من الإنتهاكات لحقوق الإنسان.. بحسب تصريح أمين أمانة المنظمات بحزب المؤتمر الوطني واستخدموا كدروع بشرية!! وإلى متى سيعكفون على طاولة المؤتمرات تلك ولتبنى الخطط والأفكار!. لماذا لا يستقيل المسؤول من كل هذا. أين وزارة الداخلية؟!. فنحن عزل لأن سلاحنا بأيديكم. نحن آمنين لأن هنالك من يفترض أن يكون هو المعني بحماية سلامتنا. ونحن نؤمن بسياسة الحوار ولا يجب أن تغفل أعيينا لحظة عن السلاح.سادتي القراء أن أكبر أخطائنا كان فصل الجنوب، واتفاقية ما يدعى (السلام) ببندها المشؤوم (حق تقرير المصير).. لقد أبتكر الصهاينة هذا الإسلوب الجديد ليضمنوا إستمرارية الحروب في السودان للخمسين عام القادمة، إلى أن يرث الله هذه الأرض ومن عليها.. وأحذركم بأنهم قد نجحوا نسيباً في هذا الإتجاه بفصل الجنوب ويعمم الآن هذا الفهم في شمال كردفان ودارفور وأعينهم لا تنفك تترقب جبهة الشرق التي بدأت تتململ..