ü دخلت مدينة ام برامبيطة بجنوب كردفان دائرة الضوء بشكل مشًرف لاهلها ومخز لما يسمى بالجبهة الثورية , فالمتمردون راهنوا على دخولها ناسين معطيات كثيرة اولها ان اهالي ام برامبيطة او اية منطقه لن يغفلوا بعد الان ليدخل التمرد مناطقهم ويمارس فيهم ما مارسه فى اهالي ابوكرشولا من ذبح واستباحة لكل شيء حتى الاعراض . كما نسوا ان القوات المسلحة بعد الاحداث التى جرت في ام روابه وابوكرشولا تكون قد وضعت استراتيجية جديدة تحوطت فيها لكل الاحتمالات. وثالثاً اخطأت الجبهة الثورية باختيارها لمنطقة «ام برامبيطة» لتكون هدفها الجديد فالمنطقة عجز التمرد طوال عمره عن اختراقها باي شكل من اشكال الاختراق لطبيعة تكويناتها السكانية التى تضم البقارة والبرقو والنوبة والجلابة المتعايشين فيها في انسجام تام اثر عمليات التصاهر الواسعة التى تمت الشيء الذي جعل الدفاع الشعبي في تلك المنطقة قوياً والطابور الخامس بلا فاعلية , وكل هذه المعطيات جعلت ام برامبيطة منطقة (صاحية ) لحركة التمرد حولها فعندما اعتدي المتمردون على ابوكرشولا التى لا تبعد كثيراً عنها شكلت ام برامبيطة غرفة طوارئ تنادي لها ابناء المنطقة الموجودون بها وانضم اليها من عادوا من الخرطوم داعمين لاهلهم في ابوكرشولا وحامين لمنطقتهم من المتمردين الذين اكدت الوقائع انهم يتحركون بلا حسابات, ويفكرون بعقلية العصابات اضرب - انهب - اهرب .. فظنوا ان دخولهم ابوكرشولا وما قاموا به فيها من فظائع سيجعل اهل اية منطقة يهربون ويتركون اموالهم وممتلكاتهم فاقدموا على ام برامبيطة التي كانت جاهزة بقواتها المسلحة ودفاعها الشعبي وسند مواطنيها الذين لقنوا المتمردين درساً لن ينسوه , واكدوا لهم ان ما تم في « ابوكرشولا» لن يتم مرة اخري لا في ام برامبيطة او في الدلنج او في الليري او حتى في مناطق صغيرة مثل خور الدليب , وارسلوا رسالة قوية للمتمردين بان اقتحام مناطق مثل « الله كريم» وابوكرشولا التى ليس بها حاميات عسكرية احدث تماسكاً شعبياً في اوساط المناطق الاخري التى لن تفرط في نفسها ليحدث لها ما حدث في ابوكرشولا من ذبح واغتصاب ونهب وبقية الصور المهينة مما افقد الجبهة الثورية اي تعاطف شعبي مع ما كانت تنادي به وترفعه من شعارات الشيء الذي سيجعلها تواجه في اي مكان بعد الان بمثلما تمت به المواجهة فى ام برامبيطه وان الحكومة ستعيد استراتيجيتها حتى فى المناطق التى لا يتوقع ان يدخلها المتمردون لعدم وجود اثر سياسي لوجودهم فيها لصغر حجمها . كما ان المواطنين في كل مكان سيجدون انفسهم لا خيار امامهم غير مواجهة المتمردين ومنع دخولهم حتى لا يتكرر فيهم ما تم في ابوكرشولا . فالروايات التى رواها لي ابناء ام برامبيطه تؤكد ان التماسك السابق بين المواطنين قد زاد بشكل مدهش بعد احداث ابوكرشولا جعلهم يقومون بالدور الامني في نقل المعلومات وفي مشاركة القوات المسلحة من خلال الدفاع الشعبي . حاجة تانية ü ان ما حدث في ابوكرشولا برغم مرارته وفظاعته الا انه قدم التمرد في وجهه الحقيقي للناس والذي سيجعلهم لا يتعاملون معه ويقاومونه كما انه اكد ان التمرد ليس بوسعه ان يحتل اية مدينة فهو عندما دخل ام روابه لم يقو علي البقاء فيها لساعات , كما فتح عيون الحكومة على استراتيجيات جديدة للتعامل معه بالاستفادة من الغضب الشعبي عليه اثر الممارسات التي تمت . حاجة اخيرة ü اتمني بعد هذا السخط الشعبي من ممارسات الجبهة الثورية ان تعيد الجبهة ترتب اوراقها وتجلس للتفاوض بقلب مفتوح للوصول لاتفاق مع الحكومة لان هذا الطريق الذي يسلكونه يضر بالمواطن ولا يفيد الجبهة ولن يسقط الحكومة ويؤكد انها لن تستطيع السيطرة علي اي منطقة واحتلالها وعجز القوات المسلحة عن اخراجها منها وقد بات اخراجها من ابوكرشولا وشيكاً .