قطع الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية بأن (الجيش خط أحمر)، وأنه لم يتم التهاون مع أي ممن يحاول المساس به، مؤكداً قومية القوات المسلحة، ومشدداً في ذات الوقت بأن الحرب التي تدور رحاها الآن في جبهات القتال بولاية جنوب كردفان ليست حرباً عنصرية، لأن قائدها المتمرد الحلو ومن معه لا يمثلون أبناء قبائل النوبة، وأن النوبة منهم براء، مشيراً إلى أنهم عبارة عن مخلب قط لخدمة المخططات الصهيونية والإسرائيلية في المنطقة التي تعمل على إضعاف أي حوار إستراتيجي قوي، فتآمرت من أجل ذلك بإيقاد نار الحرب والعمل على فصل جنوب السودان والسعي لفصل أجزاء أخرى منه. وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية في لقائه ظهر أمس بقيادات العمل الصحفي والإعلامي بالقصر الجمهوري، إن الواجب يقتضي أن تتضافر الجهود وأن تتوحد المواقف بين كل القوى السياسية في مثل هذه الظروف التي يتم فيها استهداف الوطن، مبشراً برفع الرقابة القبلية عن الصحافة اعتباراً من الأمس والتي لن تعود لصحيفة إلا بعد إنذارها لثلاث مرات. وكشف طه عن لقاء جمع بينه وبين رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار الإمام الصادق المهدي، قبل يومين في مناسبة اجتماعية أكد خلاله المهدي على خلافه التام مع المؤتمر الوطني، لكنه لا يختلف مع الوطن. وقد أشاد الأستاذ طه بموقف السيد الصادق المهدي، داعياً بقية القوى السياسية إلى أن تفرق بين معارضة النظام ومحاربة الوطن، ودعا نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم يوسف إلى توحيد قنوات المعلومات وتحديد من يتحدث باسم الحكومة أو الحزب، حتى يتم نسبة التصريحات التي تعبّر عن مواقف الأشخاص إليهم دون أن تتسبب إلى مؤسساتهم، مؤكداً في ذات الوقت إن الدولة تهتم بتمليك الحقائق لمواطنيها عن طريق أجهزة الإعلام والصحف المختلفة. ودعا الأجهزة الإعلامية لتبصير الرأي العام بحجم المؤامرات التي تستهدف البلاد. مشيراً إلى أن أولويات العمل خلال المرحلة القادمة تتمثل في توحيد الجبهة الداخلية ودعم القوات المسلحة. ونوه للدور الكبير الذي يقوم به الإعلام في دعم القضايا الوطنية.وأكد اللقاء على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية والخطاب الإعلامي وتوفير المعلومة وانسيابها من الجهات الرسمية إلى الأجهزة الإعلامية. وتقرر تشكيل غرفة عمليات تعمل على مدار اليوم لتوفير المعلومات للأجهزة الإعلامية.وأشار د.أحمد بلل عثمان وزير الإعلام والثقافة إلى أن الاجتماع أمن على ضرورة الوقوف خلف القوات المسلحة ومساندتها في المرحلة القادمة باعتبارها صمام الأمان لكل السودانيين، مبيناً الدور البطولي والتاريخي والنضالي للقوات المسلحة منذ ما قبل الاستقلال. وأضاف أن الاجتماع أمن على دور الإعلام في مجابهة ودحض الشائعات المغرضة ومحاولات تفريق أبناء الوطن الواحد وتمرير المخططات للنيل من وحدة السودان ومحاولة جر السودان إلى معارك جانبية تتسم بالشكل العنصرى.وقال الدكتور بلال إن الاجتماع تطرق إلى الهم الوطني بشكل عام وما يجري من تطورات أمنية بشكل خاص وموجهات الخطاب الإعلامي. وكان الدكتور أحمد بلال عثمان وزير الثقافة والإعلام قد تحدث في ذات السياق مثمناً دور الصحافة والإعلام ومشيداً بمواقفهم الوطنية التي لا يزايد عليها أحد، مؤكداً على أن الدولة تقدم كل التسهيلات الممكنة حتى يتحسن الأداء في مجالات الإعلام المختلفة. كما تحدث في اللقاء الجامع، الذي شارك فيه كل رؤساء الصحف وقادة الأجهزة الإعلامية الحكومية والخاصة، عدد من المسؤولين ومن الصحفيين والكتاب معبّرين عن مواقف موحدة من التمرد ومحاولات تجزئة الوطن والهجوم عليه. وشهد اللقاء عدد من قيادات الدولة على رأسهم مساعدا رئيس الجمهورية الدكتور جلال الدقير والعقيد عبد الرحمن المهدي، إضافة إلى عدد من الوزراء ووزراء الدولة وقيادات من المؤتمر الوطني منهم الفريق ركن بكري حسن صالح والدكتور أحمد بلال ومهدي إبراهيم ووالي الخرطوم د. عبد الرحمن إلى جانب رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات البروفيسور علي شمو، والأمين العام للمجلس الأستاذ العبيد أحمد مروح، إلى جانب الناطقين الرسميين باسم القوات المسلحة والشرطة ووزارة الخارجية.