يعتبر مشروع دلتا طوكر الزراعي من أهم المشاريع الزراعية في السودان حيث تأسس عام 1867م بمساحة تبلغ 406 الف فدان، ويتميز المشروع الذى يُمثل مرتكزًا هاماً للتنمية والإستقرار الزراعي والإقتصادي والإجتماعي لولاية البحر الأحمر بخصائصه النسبية العالية كالموقع الجغرافي على ساحل البحر الاحمر، وبإنتاجه العضوي الخالي من الأسمدة والكيماويات حيث تشكل أراضيه بيئة زراعية معزولة عن البيئات الزراعية الاخري ، مما يقلل من إحتمالات الإنتقال والتبادل الحشرى ، كنتيجة لكميات الطمي التي يحملها خور بركة عند فيضه في الفترة من يوليو اكتوبر، بمعدل سرعة 6 امتار في الثانية سنويا حاملاً كميات طمي تبلغ 10 كيلو جرام في المتر المكعب . واجه المشروع خلال الفترة السابقة تدهورًا ملحوظًا في كل النواحي الزراعية والإدراية مما أدى الى عدم الإستقرار الإدارى والمؤسسى، ونقص حاد في جوانب التأهيل الفني تقلصت معه المساحات المزروعة الي80 الف فدان فقط . نظمت ولاية البحر الأحمر بالتعاون مع صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان ورشة بحاضرة الولاية بعنوان التوظيف الأمثل لقرض البنك الإسلامي للتنمية لأعمار دلتا طوكر الزراعي، بمشاركة عدد من المختصين والخبراء ورجالات الإدارة الأهلية وإتحاد المزراعين والمهتمين. وأشاد والي الولاية الدكتور محمد طاهر إيلا بالدور الكبير الذى يضطلع به الصندوق في تنفيذ المشروعات التنموية بولايات الشرق بالتنسيق مع حكومات الولايات، وإيلاءه الأولية للمشروعات الحيوية ، فيما أمن مدير الصندوق مهندس ابو عبيدة محمد دج على أن السلام هو المفتاح لتحقيق التنمية والإستقرار، مؤكدًا حرص الصندوق على تنفيذ المشروعات التنموية بعد الفراغ من إكمال المشروعات الإسعافية ، وقال إن المولي عز وجل قد قيض لأهل السودان أخوة أشقاء ظلو يقدموا المال لدعم اقتصاد البلاد عمومًا وأعمار الشرق بصفة أخص دون من أو أذى، مشيراً الي أن قرض البنك الإسلامي للتنمية لتطوير مشروع دلتا طوكر الزراعي بمبلغ 50 مليون دولار يأتي ضمن إلتزامات البنك في مؤتمر الكويت للمانحين عام 2010م بتمويل خمسة مشروعات زراعية بولايات الشرق . الورشة قُدمت فيها عدد من الأوراق حظيت بنقاش مستفيض، منها ورقة الدراسات السابقة لتأهيل المشروع عام 2008م ? 200 م - 2010م شملت إدارة مياه خور بركة، تطوير الإنتاج الزراعي، إستقرار المزارعين والرعاة، بنيات الرى وغيرها ، وورقة الوضع الراهن للمشروع التي أكد مقدمها المهندس عصام الدين عبد الرحيم سوركتي مدير عام وزارة الزراعة بولاية البحر الأحمر أن إنتشار أشجار المسكيت بمساحات واسعة داخل الدلتا بمساحات تقدر ب 150 الف فدان، أعاق النشاط الزراعي ونظام الرى لإنتشارها على ضفتى خور بركة ومجرى النهر ، وتناول المجهودات السابقة مشدداً على ضرورة الإزالة الميكانيكية، وأمن سوركتى في ورقته على مقترح صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق لنظام الرى بدلتا طوكر بإعتباره الركيزة الأساسية والعمود الفقرى لإستقامة التأهيل وإستصلاح الأراضى، مشيرًا الي أن دراسة الصندوق التي أعدها عدد من الخبراء والعلماء في المجال تعتبر من أمثل الطرق للتحكم فى مياه الخور المارد، وقد أخذت سرعة المياه وقوة إندفاعه وإنحراف مجراه وغيرها من المخاطر في الحسبان. وطالب سوركتى فى ورقته بضرورة توفير مبالغ مالية لمعينات الأعمال الفنية والإدارية الخاصة بإجراءات فتح السجل وفق الدراسة التي أعدتها إدارة المساحة العام الماضى لتمكين أصحاب الحيازات من تسجيلها، كما طالب بأن تتم زراعة أشجار بديلة للغابات كحزام واق للمشروع في أعالى الخور وضفافه، وتناول فى ورقته عدد من المحاور منها التقانة، التركيبة المحصولية، التسويق،الإصلاح المؤسسى والإدارى ودعم وبناء القدرات لإتحاد مزارعي طوكر . معتمد محلية طوكر الأستاذ عبدالله حسن ابراهيم أكد أن مشروع دلتا طوكر يمتلك كل مقومات النجاح... قربه من الأسواق العالمية خاصة الدول العربية كواحدة من الأسواق المستهلكة للخضر والفاكهة، وخلو إنتاجه من الكيماويات والأسمدة التي تؤثر على صحة الإنسان. وأشاد معتمد طوكر في معرض حديثه لآخر لحظة بما حققه إتفاق سلام شرق السودان من إستقرار وأمن وسلام، مشيرًا الي أن المشروع قد تاثر بالحرب خلال الفترة من 1997م -2002م، وهجره المزارعون للظروف الأمنية التي عاشتها المنطقة، كما أشاد بالجهود الكبيرة التي ظل يبذلها صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق في تحقيق التنمية بولايات كسلا، القضارف، بورتسودان، وقال وما هذا الدعم والتمويل الكبير من المملكة العربية السعودية ممثلة في البنك الإسلامي للتنمية بجدة، إلا ثمرة من جهود الصندوق في إعادة إعمار المشروع، وتوفير سبل العيش الكريم لإنسان طوكر وولاية البحر الأحمر وللسودان، وقد قطعت إدارة الصندوق على نفسها عهداً لإعادة المشروع سيرتها الأولي، ولاغرو فقد نفذ الصندوق منذ العام 2006م عدد من المشاريع بمحلية طوكر في مجال الخدمات من إنشاء مدارس، مستشفيات ومراكز صحية، حفر ابار بالإضافة الي المشروعات الضخمة الخاصة بالطرق والكهرباء، مما أسهم كثيراً في إستقرار المواطن والإستفادة من موارد المنطقة في بلد يملك كل مقومات النجاح والتطور الإقتصادي. همت كشه حامد عثمان رئيس إتحاد مزارعي ولاية البحر الأحمر ممثل منطقة طوكر بمجلس تشريعي الولاية، تناول خلال حديثه لآخر لحظة فى خلفية تاريخية دور مشروع دلتا طوكر الزراعى القومى فى تزويد مناطق الأبيض، الدمازين، سنار والخرطوم بمنتجاته الزراعية، وقال إن نجاح المشروع سيسهم فى درء الفقر عن الولاية وسيعمل على حل مشكلة الغذاء، والإستغناء نهائياً عن منظمات الإغاثة بأجندتها. ويقول كشة نحن أصحاب المصلحة نستبشر خيراً بتبنى صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق إعمار مشروع دلتا طوكر الزراعى، ولقد أثلجت الدراسة التى قدمها، وخطته المطروحة فى تنفيذ عملية الإعمار صدورنا، ونتفاءل بها خيراً لما ستحققه للمنطقة وللولاية من طفرة إقتصادية كبيرة سينعم بها جميع أهل السودان.. إدارة صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق أمنت على التوصيات التي خرجت بها الورشة والتى تركزت حول تخصيص مبالغ مقدره لمحاربة شجرة المسكيت، وضع برنامج لتأهيل المراعي والغابات حول المشروع، ربط التركيبة المحصولية بالإحتياجات الغذائية والنقدية، إستخدام التقانة في العمليات الزراعية مع التوسع الرأسي والأفقي في الإنتاج الزراعي، التركيزعلى جودة المنتج للمنافسة في الأسواق، إدخال التصنيع الزراعي للإستفادة من المحاصيل في زمن الوفرة وتحقيق قيمة مضافة وتحديث نظام الرى وغيرها من التوصيات. وأكد المهندس أبو عبيدة دج إلتزام الصندوق بتنفيذ التوصيات، مشيرًا الي منافشتها مع إدارة البنك الاسلامي وإجازتها في يوليو القادم توطئة لإنطلاق العمل في المشروع قبل نهاية العام الجارى، وقال إن السلام الذى تحقق في شرق السودان وما تشهده المنطقة من أمن و استقرار وسلام انعكس تنمية على ولايات الشرق، وتناول مانفذه الصندوق بولاية البحر الاحمر عمومًا ومحلية طوكر بصفة خاصة من مشروعات تنموية في المجالات الخدمية من صحة، تعليم، مياه وطرق حيوية، كطريق طوكر قرورة، وبشر أهل طوكر بإكتمال الإجراءات الفنية وتحديد 10 شركات لبدء العمل في ربط طوكر بالشبكة القومية للكهرباء خلال شهر يونيو القادم بإضافة الخط الناقل من سواكن الي طوكر .